اسرائيل تعترف بإخفاقاتها الاستخبارية الكبرى وتبررها
Fri, 03/07/2014 - 17:44 —
خاص - محمد مرار
التطور التكنولوجي الهائل فرض تحديات كبرى على عالم الاستخبارات، وهذا ينطبق على الأجهزة الاستخبارية الاسرائيلية – الاستخبارات العكسرية "أمان" والمخابرات "الشاباك" والمخابرات الخارجية "الموساد"- التي تعيد هيكلة نفسها من جديد على خلفية نمو أجيال قيادة جديدة فيها.
واجتمع قادة الاستخبارات العسكرية "أمان" قبل عدة أيام للتشاور، وساد جو من التوتر في أعقاب سلسلة من التغيرات بعيدة المدى التي أدخلت على طريقة عملها، وساد تخوف لدى كبار الضابط من فقدان جزء كبير من قدرات الجهاز، وفي"الشاباك" و"الموساد" تسود أجواء مماثلة، بحسب ما يرشح من معلومات تتداولها وسائل الإعلام العبرية مؤخراً.
والتغيرات البشرية والتكنولوجية التي أدخلت على بنية جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" تأتي بسب تراكم الإخفاقات الكبرى التي بدأت بعد حرب لبنان الثانية، عندما اتضح أن "أمان" كرس جهوده على مدار سنوات في بلورة تقديرات استراتيجية وفي محاولة تحليل سلوك قادة إقليميين، وإغفال جمع المعلومات التكتيكة المخصصة لتزويد المقاتلين بمعلومات بالإمكان استخدامها في ميدان المعارك، وعندما كان يتوفر لـ "أمان"معلومات تكتيكية بقيت لدى المستويات العليا ولم يتم نقلها للوحدات العسكرية التي تحتاجها.
ويعترف خبراء الاستخبارات في اسرائيل، أنه رغم الاستثمارات الهائلة في كل الاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية فإنها فشلت في توقع الأحداث الكبرى التي حدث في المنطقة مثلما فشلت بقية الأجهزة الاستخبارية في ذلك.
وفشلت الاستخبارات الاسرائيلية في توقع الثورة في مصر وسقوط نظام حسني مبارك و في الثورة المضادة التي طرد الجيش المصري من خلالها الاخوان من سدة الحكم.
ويؤكد المحلل العسكري الاسرائيلي عمير ربورت، أن الاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية فشلت فشلاً ذريعاً بتوقع اندلاع ما يصفه بالحرب الأهلية في سوريا، وبعد ذلك فشلت عندما توقعت أن نظام بشار الأسد سيسقط بعد وقت قصير.
وعلى خلفية هذه الاخفاقات الكبرى، تعمد الأجهزة الاستخبارية الاسرائيلية إلى إبراز سلسلة من العمليات الخاصة التي تصفها بالناجحة، مثل الكشف عن سفينة الصواريخ الإيرانية التي سيطر عليها سلاح بحرية الاحتلال قبالة ميناء بور سودان.
وعرضت الاستخبارات الاسرائيلية "انجازها" وادعت أنه ثمرة لجهود مضنية استمرت على مدار شهر كامل شارك فيه "الموساد" و"أمان" تخللها استخدام جواسيس على الأرض وتحليل صور التقطت من الجو والأرض، وعمليات تنصت متشعبة وعمليات أخرى فضلت عدم الحديث عنها لدواعي أمنية بحسب ما كشف رئيس الاستخبارات الاسرائيلية العسكرية أمير ايشيل.
وحاول ضابط استخبارات اسرائيلي رفيع تبرير الاخفاقات الكبرى لأجهزة المخابرات الاسرائيلية خلال العامين الماضيين بالادعاء أن الأجهزة الاستخبارية في العالم في العادة تخفق في توقع التطورات التاريخية الجذرية الكبرى زاعماً "أنه ليس من المستغرب أن تخفق الأجهزة الاستخبارية على نحو منهجي في توقع التغيرات التاريخية الجذرية الكبرى".
وأضاف الضابط الرفيع "الأحداث في عصر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي تحدث بسرعة فائقة "مدوخة"، والأحداث التي كانت تستغرق سنوات لحدوثها باتت تتم في ساعات وأيام".
0 comments: