Wednesday, June 25, 2014

إبادة حماس" هدف غير واقعي على الإطلاق

عاموس غبواع- محلل سياسي

"معاريف"، 24/6/2014

["إبادة حماس" هدف

غير واقعي على الإطلاق]

· تلقيت أخيراً نشرة خاصة صادرة عن "مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب" تجمِل أعمال الإرهاب والعنف في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] سنة 2013. وللعلم، فإن هذه السنة هي سنة آخر جولة مفاوضات إسرائيلية - فلسطينية جرت بوساطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

· ووفقاً للنشرة، فإن سنة 2013 شهدت 858 عملية في إطار ما يسميه الفلسطينيون "مقاومة شعبية": عمليات طعن بالسكين وإلقاء زجاجات حارقة، وعمليات دهس، فضلاً عن مئات عمليات إلقاء الحجارة كل شهر، في مقابل 535 عملية كهذه وقعت سنة 2012 التي كان فيها الحوار السياسي شبه معدوم. كما تم سنة 2013 تنفيذ 201 "عملية ساخنة" تتضمن زرع عبوات ناسفة، وإطلاق نار، وإلقاء قنابل يدوية، وأعمال اختطاف، في مقابل 37 عملية من هذا النوع وقعت في السنة التي سبقتها. ونتيجة لهذه العمليات، قتل سنة 2013 في مناطق يهودا والسامرة وداخل الأراضي الإسرائيلية خمسة أشخاص، مدنيان وثلاثة جنود من الجيش الإسرائيلي، في حين أنه في سنة 2012 التي لم يكن فيها حوار سياسي بين الجانبين، لم يُقتل أي مواطن أو جندي إسرائيلي.

· لا شك في أن التحليل المعمّق لهذه المعطيات التي تستند أساساً إلى تقارير جهاز الأمن العام [الشاباك]، من شأنه أن يوصل إلى أربعة استنتاجات رئيسية.

· الاستنتاج الأول، أن نجاعة أعمال الإحباط والردع التي تقوم بها قوات الأمن الإسرائيلية ملموسة جيداً. ففي سنة 2013 تمكنت هذه القوات من إحباط ومنع نحو 190 عملية مهمة (67 عملية زرع عبوة ناسفة، و52 محاولة اختطاف، و52 عملية إطلاق نار، و16 عملية انتحارية).

· الاستنتاج الثاني، أن دور حركة "حماس" والأسرى الذين تم إطلاقهم في إطار "صفقة شاليط" في كل ما يتعلق بتوجيه "الإرهاب" وتنفيذه حاضر بقوة لدى الجانب الفلسطيني.

· الاستنتاج الثالث (وهو استنتاج مترتب على الاستنتاجين الأول والثاني)، أنه برزت في السنة الفائتة جهود بذلتها المنظمات "الإرهابية" لتنفيذ عمليات لاختطاف إسرائيليين في يهودا والسامرة، ولا سيما على خلفية "صفقة شاليط"، بغية استخدامهم أوراق مساومة من أجل إطلاق أسرى. وجرى الكشف عن هذه الجهود في سلسلة من إحباط أعمال الخلايا "الإرهابية" التي اعترف ناشطوها بأنهم اعتزموا تنفيذ عمليات اختطاف كهذه. وفي الكثير من الحالات، كان هذا الأمر موجهاً من عناصر خارجية، وأساساً من جانب الأسرى الذين أطلقوا ضمن "صفقة شاليط" وأسرى محتجزين في السجون الإسرائيلية.

· الاستنتاج الرابع، أن السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" أيدتا أعمال "الإرهاب" والعنف التي جرت في إطار "المقاومة الشعبية". فقد منحتها السلطة الدعم المالي والإعلامي وعرضتها على نحو مشوّه كما لو أنها مقاومة بوسائل سلمية، وكل ذلك بموازاة المفاوضات السياسية. وفي الوقت عينه، أعربت السلطة و"فتح" عن معارضتهما الكفاح العسكري المسلح، ولكنهما حرصتا على التشديد على أن "خيار الكفاح المسلح" لم يُهمل بتاتاً.

· على خلفية هذه المعطيات، من الصعب عدم الشعور بالتقزّز من موجة التحليلات السياسية التي تغرقنا في الآونة الأخيرة، ويزعم أصحابها أن السبب الرئيسي لعملية اختطاف الشبان الإسرائيليين الثلاثة [المستوطنين] بالقرب من الخليل، يعود إلى أن إسرائيل لم تحرّر الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية منذ ما قبل اتفاقيات أوسلو، وإلى انعدام أي حوار سياسي، وإلى انهيار كل نظرية الأمن الإسرائيلية "في المناطق" [المحتلة].

· يبقى السؤال: كيف سينتهي حادث الاختطاف؟ لا يمكن لنا أن نعرف. مع ذلك بات من الواضح أن هذا الحادث نزع القناع عن "الحفلة التنكرية" المسماة "حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية". فلا توجد وحدة كهذه بين سلطة محمود عباس وحركة "حماس"، وقطاع غزة هو كيان جغرافي منفصل مع جيش خاص به، ولن تكون لعباس برأيي أي سيطرة عليه في المستقبل.

· وبالنسبة إلى ما يجري شرقي الخط الأخضر، يمكن القول إنه كلما أضعفنا "حماس" في يهودا والسامرة سيعود ذلك بالنفع على شعب إسرائيل. لكن هنا أيضاً من الحماقة القول إن هدف الحملة العسكرية الحالية بموازاة "إعادة الأبناء إلى بيوتهم" العمل على "إبادة حماس". إن هذا الهدف غير واقعي على الإطلاق من ناحية إسرائيل.

يوآف ليمور - محلل سياسي

"يسرائيل هَيوم"، 24/6/2014

[حادث الجولان انتهى لكن الجبهة

في مواجهة سورية تتطلب يقظة استخباراتية]

· بالأمس، أكد الجيش الإسرائيلي أن "عنصراً في الجيش السوري" هو الذي أطلق أول من أمس صاروخاً مضاداً للدبابات تسبب بمقتل الشاب محمد قراقرة من هضبة الجولان. وحتى الآن ليس واضحاً ما إذا كان ذلك حصل بأوامر جاءت من الأعلى أم أنه حصل بمبادرة شخصية من جانب ضابط أو جندي، مع أن إسرائيل أوضحت أن هذا التفصيل "غير مهم" وحمّلت الجيش السوري المسؤولية بوصفه سيد المنطقة، ووجهت نحوه الغارات التي قام بها سلاح الجو رداً على ما حدث.

· وشمل الرد الإسرائيلي هجوماً قامت به طائرات حربية على تسعة أهداف عسكرية قريبة من المنطقة التي انطلق منها الصاروخ. وتعود هذه المواقع إلى اللواء 90 في الجيش السوري المنتشر هناك واستهدف القصف مبنيين وعدة آليات مدرعة، في حين تحدثت سورية عن وقوع عشرة قتلى في الهجوم.

· وفي تقديرات الجيش الإسرائيلي أمس، أنه على الرغم من الإصابات في الجانب السوري، فإن الحادث انتهى، ومن غير المتوقع أن ترد سورية، فالأسد مشغول بالحرب الأهلية وليس معنياً بفتح جبهة ثانية في مواجهة إسرائيل، التي امتنعت عن التصعيد خشية إضعاف العنوان السوري الذي تعرفه وصعود عناصر راديكالية من بينها تنظيمات متفرعة من القاعدة.

· لكن على الرغم من هذه التقديرات المطمئنة، يواصل الجيش الإسرائيلي المحافظة على درجة عالية من التأهب في هضبة الجولان تشمل زيادة معينة في القوات، وبصورة خاصة يحافظ على يقظة عالية في أجهزة الاستخبارات.

· الهجوم الذي حصل أول من أمس من شأنه أن يؤدي إلى تغيير أساليب النشاط العسكري على طول السياج، وهو إلى حد ما أعاد وضع الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية إلى ما كان عليه في التسعينيات، حين كان حزب الله يهاجم المواقع والقوات بواسطة صواريخ متطورة مضادة للدبابات من صنع روسي، مما دفع بالجيش الإسرائيلي إلى تحصين المواقع وبناء شبكات حولها مهمتها اعتراض الصواريخ وتفجيرها بعيداً عن الموقع.

· لقد تعرض سياج الحدود الجديد في الجولان أول من أمس إلى هجوم من النوع عينه: واصطدم الصاروخ بالسياج وانفجر. والشاب الذي قتل ووالده الذي جرح وعاملان آخران من وزارة الدفاع كانوا يقومون بأعمال صيانة للسياج، أصيبوا بشظايا هذا التفجير.

· ويظهر التحقيق في الحادث أن المركبتين اللتين تنقل بهما المدنيون كانت مراقبة من الجانب السوري، وأن الصاروخ كان موجهاً مباشرة نحوهما. ونتيجة لذلك، وفي ظل خطر صواريخ كورنيت الموجودة لدى الجيش السوري وحزب الله والمدى الذي تستطيع هذه الصواريخ أن تصل إليه، وهو نحو 10 كيلومترات، سيقوم الجيش بتقليص ساعات العمل وأساليبه على طول السياج، ومن المحتمل أن يقيم عوائق جديدة إلى الشمال منه بهدف تقليص الخطر على الجنود والمدنيين في المنطقة.

آفي ياعر - مدير برنامج حل النزاعات والوساطة في جامعة تل أبيب

"هآرتس"، 23/6/2014

[الرابحون والخاسرون من عملية الخطف]

· كلما تواصل البحث للعثور على الشبان المساكين الذين خُطفوا في غوش عتسيون واتسعت عمليات الأجهزة الأمنية ضد "حماس"، تعاظم إنجاز الحركة بعد الخطف. وبغض النظر عن النتائج التي ستسفر عنها المساعي المبذولة- وكلنا أمل بالعثور على المختطفين الثلاثة أحياء- فإن إنجاز "حماس" بالمقارنة مع جهاز الأمن لا يمكن الطعن فيه. لكن "حماس" ليست الجهة الوحيدة التي ربحت من الخطف ومن الفشل الكبير في العثور على المختطفين والخاطفين، إذ يبدو أن هناك ثلاثة رابحين آخرين من تسلسل الأحداث منذ الخطف.

· الرابح الأول هو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ففي نظره جرى الخطف في الوقت الملائم في ظل إخفاقاته الديبلوماسية والسياسية ومن بينها محاولاته البائسة لمنع انتخاب روبي ريفلين رئيساً للدولة. اليوم جرى تناسي ذلك كله كأنه لم يحدث، وعاد هو مجدداً إلى مركز الاهتمام زعيماً للشعب يقود المعركة من أجل إنقاذ المختطفين والقضاء على "حماس".

· الرابح الثاني هو اليمين المتشدد وفي طليعته المستوطنون، الذين يستغلون التضامن مع المختطفين وعائلاتهم من أجل تحصين مواقعهم، وتعزيز شرعية المشروع الاستيطاني، والحصول على ميزانيات إضافية، وتوسيع البناء في المناطق. وعلى هذا الصعيد، يمكننا القول إن الخطف شكل فرصة ليجدد المستوطنون نشاطهم.

· أما الرابح الثالث من الخطف فهو الجيش الإسرائيلي الذي حظي جنباً إلى جنب مع المستوطنين، بزيادات كبيرة في ميزانيته، كما ساهم الخطف في إعلاء مكانته وسط الجمهور اليهودي في إسرائيل.

· لكن إلى جانب العائلات التي تدفع الثمن الباهظ، هناك عدد من الخاسرين على صعيد الوطن.

· الخاسر الأساسي هو إمكان إعادة إحياء المفاوضات مع الفلسطينيين من أجل التوصل إلى اتفاق سلام يستند إلى حل الدولتين لشعبين. فكلما ازدادت قوة كتلة اليمين بزعامة المستوطنين، تتحقق فكرة أرض إسرائيل الكاملة مع كل النتائج التي تنطوي عليها مثل تحويل إسرائيل إلى دولة أبارتهايد، مما سيؤدي إلى نهاية الديمقراطية ومقاطعة من قبل شعوب العالم. ويمكن أن نضيف أنه من جرّاء وتيرة النمو السريعة للجمهور الحريدي والقومي- المتدين، فمن شبه المؤكد أنه خلال بضع سنوات سيصبح الجمهور العلماني – الليبرالي تحت رحمة حكم ذي طابع ديني تبرز سماته وسط الجمهور الإسرائيلي منذ اليوم. بل ويمكن القول إن دولة فاشيستان (تقريباً) موجودة هنا منذ الآن.

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: