Thu, 06/05/2014
بقلم: دان مرغليت
إن العرض المعلن لحكومة الوحدة الفلسطينية التي جزء ملحوظ من وزرائها هم اعضاء في حماس، أوجب معارضة اسرائيلية واضحة. ويُحتاج الى رد صارم. لأن كل تلعثم أو سعال ضئيل كان سيُبشر بتسليم اسرائيلي قريب لقيادة فلسطينية تشتمل على أسس ارهابية سافرة.
يمكن بيقين أن نتفهم اعلان المجلس الوزاري المصغر أنه منذ تم انشاء حكومة وحدة في رام الله فان اسرائيل سترى السلطة الفلسطينية مسؤولة عن كل تحرش وتحدٍ وعمل ارهابي. لكن هذا الفهم ليس عديم المشكلات لأنه يقع في الخاطر أن م.ت.ف وحماس ستبقيان عدوين لدودين وتتنافسان في الهيمنة على القيادة الفلسطينية؛ وفي كل مرة يبلغ التوتر بينهما ذروته قد تطلق السلطة الانفصالية في قطاع غزة رشقة صواريخ على اسرائيل وتعرضها لمواجهة معضلة هل تتخذ تدابير على أبو مازن أم لا.
لن يستطيع الجيش الاسرائيلي ولن تريد الحكومة دائما أن تقصر الرد العسكري أو العقاب الاقتصادي على السكان الفلسطينيين الذين يخضعون لحكم حماس.
هذا الى أنه يزداد خطر أن تحاول حماس الانتقال من غزة الى يهودا والسامرة وأن تدبر من هناك عملا ارهابيا في داخل اسرائيل أو في المستوطنات.
يجب على اسرائيل مع المعطيات الجديدة أن تعمل بمنقاش لطيف بغرض نزع شوكة حماس من لحم القيادة الفلسطينية.
ولا داعي لاحراز هذه الغاية الى أن يتحدث داني دنون عن هواه أن يؤلم الفلسطينيين.
ولا يضيف تصريح نفتالي بينيت بأن الحديث عن حكومة قوائم لا يضيف شيئا سوى زيادة لحظية في شعبية رئيس البيت اليهودي عند جمهوره.
الآن، وقد ردت اسرائيل رسميا يُحتاج الى «صمت دقيق» واستعمال صامت لجهاز الاستيضاح الدبلوماسي. فمن المهم الاستماع الى رد دول الاتحاد الاوروبي ومضايقتها بالتزامها الابتعاد عن كل جهة لا تقبل قواعد الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود؛ وأهم من ذلك اجراء استيضاح مستريح مع الادارة الامريكية التي قد أعلنت أنها ستسعى الى العمل المشترك مع الحكومة الجديدة، وأن تفحص جيدا في مجلس النواب الامريكي عن أنه أليست محادثة جون كيري لها في المستقبل مخالفة لقوانين الولايات المتحدة. فيوجد ما يُتحدث فيه ويوجد ما يُستوضح. ومن المرغوب فيه أن يكون ذلك دون غضب.
قد يكون الاستيضاح الأكثر سرية والأهم موجودا في جنوب غرب اسرائيل. فكيف سيؤثر انشاء حكومة الوحدة الفلسطينية في التوتر المتزايد في علاقات مصر بحماس التي تحكم غزة؟
وهل سيتسع الغضب ليشمل الحكومة الفلسطينية الجديدة أم يخف لأن حماس تختلط بمنظمة فتح ايضا؟ كل ذلك شروط سابقة لبت القرار الاسرائيلي في مسألة ماذا تفعل في المرحلة التالية.
ينبغي ألا تخطو خطوة واحدة برغم أنها تُكثر الحديث والثرثرة فيها، فلا يجوز أن يجيز بنيامين نتنياهو في اثناء ولاية الحكومة الحالية ضم ذرة تراب واحدة من يهودا والسامرة. فما يفعله بينيت وجلعاد أردان، ويبدو احيانا أن نتنياهو يهدد باشارة خفية بالتعاون معهما، ليس أكثر من «كل ذلك كلام»، كلام فقط، كما ينبغي.
اسرائيل اليوم
0 comments: