إسرائيل: إندماج حزب الله والنخبة الروسية ينقله إلى المبادرة
سامي خليفة|الأحد13/11/2016حزب الله يستفيد من خبراء الحرب الإلكترونية الروسية (Getty)
تغيرت النظرة في إسرائيل لتجاه "تورط" حزب الله في الحرب السورية، وبعدما كانت المؤسسة الأمنية قبل عامين تعتبر انخراط الحزب في سوريا استنزافاً، ظهر إلى العلن في تل أبيب رأيٌ أمني مغاير.
المراجعة الأمنية للنظرة إلى لحزب في سوريا نشرها قسم الأبحاث في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي وأعدها ديما أدامسكي، أستاذ مشارك في مركز هرتسليا وزميل باحث في كلية الأمن القومي في الجيش الإسرائيلي. ويتناول التقرير (96 صفحة باللغة العبرية) الدروس النظرية والعملية والفنية التي يستقيها الحزب من الروس وقد تطبق في حربه المقبلة مع إسرائيل.
فالتورط الروسي في سوريا، وفق التقرير، يساعد الحزب في الدروس التشغيلية ويسهم في نقل الحزب من حركة عصابات مسلحة تسليحاً جيداً إلى "منظمة أكثر إبداعاً وانغماساً في التقنيات والتكتيكات.. وتتعلم من فن العمليات الروسي والتكيف مع القتال". ويستنتج التقرير أن من شأن ذلك "تآكل التفوق الإسرائيلي".
ويركز تقرير أدامسكي على النفوذ الروسي في ما يتعلق بالمعلومات السيبرانية والحرب الالكترونية واستخدام القوات الخاصة في مزيج من القدرات التي يمكن أن تؤثر على توازن الردع بين إسرائيل والحزب. فلروسيا نجاحات في تسخير حرب المعلومات الإلكترونية على المستوى التكتيكي للتدخل، ولديهم القدرة على استغلال الطيف الكهرومغناطيسي في العمليات الإلكترونية الدفاعية والهجومية.
ما يثير خوف الأمن الإسرائيلي هو الجهود الرامية إلى تقويض قدرات الجيش الإسرائيلي في المجال الكهرومغناطيسي، من خلال الممارسات الفنية والتشغيلية المستفادة من مدارس خبراء الحرب الإلكترونية الروسية. ويعتبر التقرير أنه حتى لو تمكن الحزب بشكل صغير من التدخل في شبكة القيادة والتحكم الرقمي للجيش الإسرائيلي، فذلك سيؤثر على قدرات المناورة الإسرائيلية ويمكن أن يمثل "واقعاً جديداً" لمخططي الحرب الإسرائيليين ويشوش على العمليات. وهذا ما نجح الروس بفعله في شبه جزيرة القرم، شرق أوكرانيا وفي سوريا.
ونظراً لاندماج قوات النخبة الروسية على أرض سوريا يتوقع التقرير أن تستوعب كتيبة الرضوان، وهي فرقة خاصة في الحزب، الدروس المستفادة من العمليات المشتركة مع الروس وتسريع انتقال الحزب إلى عمليات المبادرة داخل الأراضي الإسرائيلية. ويشير أدامسكي إلى أنه، حتى الأن، تعمل فرقة الرضوان كنوع من المشاة المتقدمة، ولكن بعد التجارب التشغيلية المشتركة في سوريا، فإنه يمكنها أن تتحول إلى نوع من قوة كوماندوز، ليس لدعم المجهود الحربي العام، وإنّما لخلق تأثيرات تشغيلية ذات مغزى ضد إسرائيل واستخدام قواتها الخاصة لغارات عبر الحدود أو للاستيلاء على أراضٍ إسرائيلية ولو لفترة قصيرة. ما من شأنه أن يحرم الجيش الإسرائيلي القدرة على تقديم ما يسمى صورة النصر التي يطالب بها القادة الإسرائيليون.
ويرى التقرير أن العمليات الدفاعية والدروس من القوات الخاصة الروسية، ولاسيما ليلاً وأثناء دفاع الحزب عن أراضيه في وجه أي هجوم إسرائيلي، تجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي والمناورة في عمق الأراضي اللبنانية. فالتدريبات الضخمة في تقنيات سبيتسناز (القوات الخاصة الروسية) تحسن إلى حد كبير الاستعداد العام لحزب الله وقدرته على التعامل مع الوحدات الخاصة الإسرائيلية التي تخترق الأراضي المختلفة.
ويعلق عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، على التقرير قائلاً إن الحزب استفاد كثيراً من "الجنود الروس العاملين على الأرض ومن الجلوس في غرفة الحرب بقيادة الضباط الروس". وفيما يرى أن التأثيرات الروسية لن تغير بالضرورة قواعد اللعبة التشغيلية أو التكتيكية، يعتقد أن تغيير بوتين قوة أخطر أعداء إسرائيل يغيّر قواعد اللعبة الاستراتيجية.
-
0 comments: