اكبر من حرب إقليمية واصغر من حرب عالمية ؟؟
لا حاجة لشرح عميق في التفاصيل العسكرية والمعارك الدائرة حاليا في سوريا من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها مرورا بوسطها وساحلها ، فالمعركة اكبر من تكون اخبار إعلامية عن خسائر الجماعات التكفيرية والمجموعات المسلحة المدعومة مباشرة من أمريكا وإسرائيل وتركيا والسعودية ، على رغم من ان شراسة المعارك التي يخوضها محور المقاومة قد تكون الأكبر والاقوى والأشرس بكل المقاييس منذ بدء الحرب السورية ..
المعركة اليوم أكبر بكثير من هجمات واسعة واكبر من ان تصرف على مجريات الحرب السورية واكبر من ان تكون فقط ربط الحدود العراقية بالحدود السورية والسيطرة على البادية السورية والوصول الى قاعدة التنف عَلى الرغم من ان كل ذلك يعتبر تغيرا استراتيجيا كبير في المعركة منذ عام ٢٠١١..
قد يكون هدف ربط الحدود السورية مع العراق مرورا بالحدود الاردنية والفلسطينية وصولا الى الحدود اللبنانية التي ستبدأ معركة تحريرها بشكل كامل بالتفاوض او بالعمل العسكري بعد انتهاء شهر رمضان هو نهاية النهاية للحرب على سوريا عبر سيطرة محور المقامة على ما يقارب ٩٠ ٪ من الاراضي السورية ، الا ان الهدف الاستراتيجي لهذه المعارك وربط الحدود وزحف الحشد الشعبي تجاه الحدود السورية في ظل انهيار مركزي لداعش وجيش الفتح هو احداث نصر إستراتجي في المنطقة لمصلحة محور المقاومة ستصل تداعياته الى حدود أوروبا والصين وسيرسم وجه جديد للمنطقة وربما النظام العالمي بأسره ..
الهدف هو إسقاط مشاريع ونفوذ كل الدول الإقليمية والدولية التي دعمت الفوضى والحروب في سوريا والعراق واليمن وليبيا ولن تكون أدنى تداعياتها إسقاط مفاعيل قمة الرياض قبل ولادتها وانفراط عقد مجلس التعاون الخليجي ، وبروز تحالفات جديدة ستجعل وجود النظام السعودي والبحريني بخبر كان ووجود اسرائيل بخطر داهم لم تعهده منذ اغتصابها لفلسطين
قد يرى البعض بهذا التوصيف شيء من الاستحالة ويرى اخرون انه لن يتحقق لان أعداء محور المقاومة لا تزال لديهم فائض من قوة السلاح والمال بظل دعم أمريكي لا محدود
وقد يكون في كل هذا شيء من الواقع والحقيقة ؟ لكن هناك وقائع على الارض قد تعاكس ذلك بشكل جذري ليس فقط من خلال الإنجازات الميدانية الكبرى في سوريا والعراق والتي لا احد ينكر انها ستواجه بقوة من الطرف الاخر وستلقى دعم عسكري ومالي كبير خصوصا في معركة الحدود الاردنية والعراقية ، الا انه هناك حقيقة ايضا لا يمكن تجاوزها وهي ان اسرائيل باتت محاصرة من كل الجهات بعشرات الألف الصواريخ وبسبب ذلك سيقف الامريكي عاجز عن اي تدخل عسكري كبير ضد سوريا وإيران وحزب الله كي لا يكون هذا الدعم المفترض انه يحمي الكيان العبري ادخاله في جحيم حرب قد تزيله من الوجود
اما العوامل الاخرى فهي ان إدارة ترامب على مواعيد قريبة من معارضة داخلية شرسة ستكون أدنى تداعياتها عدم دخول ترامب في حرب خارجية وأقصى نتائجها انهيار ادارته وانتخابات أمريكية مبكرة ، اما على الصعيد الخليجي فانه ان لم يحصل قريبا انهيار لمجلس التعاون الخليجي فان ذلك لن يمنع دول مثل قطر والكويت وسلطنة عمان تطوير علاقاتها بدول محور المقاومة على حساب النظام السعودي والإماراتي بظل تناغم تركي قطري على خلفية محاربة السعودية والإمارات للإخوان المسلمين والحديث عن نية حماس للعودة الى الحضن الإيراني مترافق ذلك مع تقارب مصري سوري في كل الملفات ، ويبقى عامل أساسي في كل ذلك هو عجز السعودية عن احداث تغيير في الحرب على اليمن وعجز في الاقتصاد السعودي من جراء هذه الحرب الخاسرة مترافق ذلك مع اختلال النظام السعودي من الداخل وتواتر معلومات عن مواجهة داخل هذا النظام تحت شعار محاربة توريث سلمان لبن سلمان وهذا ما بدأ يظهر في تحالف بعض الأمراء وعددا من أعضاء هيئة البيعة والحرس الوطني ..
وعليه قد يصح وصف ما يجري في سورياوالعراق والمنطقة حاليا انه اكبر من حرب إقليمية وأصغر من حرب عالمية ..
عباس المعلم- اعلامي لبناني
0 comments: