ترامب لقطر وصل العلاقات رهن مكرمة اميرية لدعم الاقتصاد الامريكي ..؟؟
لا نكشف جديد بخلاف تاريخي بين السعودية وقطر ولا حاجة لتفصيل وتذكير بمحطات واحداث تبرز الخلاف او التباين بين الطرفين.. وليس خافيا على احد ان صراعهم كان أشبه بالحرب الباردة على وقع ضبط إيقاع أمريكي - بريطاني لهذه الحرب ، وليس سرا ان طرفي النزاع كان لهما صولات وجولات في المعارك المباشرة بينهم تارة في الاعلام وتارة بالحروب الاقتصادية والسياسية والعسكرية خارج الحدود ووفق خطوط حمراء لطالما عمل الطرفين على عدم تجاوزها او احداث تغيير بقواعد الاشتباك فيها
ولا شك ان التصعيد الحالي التي تقوده السعودية ضد قطر لن يكون اخر فصوله قطع العلاقات مع الدوحة برا وبحرا وجوًا واتصالا ودعم ذلك بتشكيل تحالف لم يقفل حتى الان على الدول التي شاركت الرياض بقطع العلاقات مع قطر
ومن البديهي البحث عن خفايا هذا التصعيد الحاصل على المحور الخليجي والذي يتهدد وجوده ؟ لكن الامر قد لا يحتاج الى كثيرا من المتابعة واستقصاء المعلومات لمعرفة ما يحدث لان هذه الخفايا لن تصبح خافية في المرحلة المقبلة وستظهر الى العلن بشكل جلي من خلال الطرفين اذا ما استمر التصعيد بشكله الحالي
لكن ما هو اقرب الى الواقع في التوصيف المنطقي يقع بحوذة وفعل إدارة ترامب التي تنتهج سياسة بالتعامل مع الخليج انه بقرة حلوب يجب حلبها حتى النهاية لمصلحة الخزينة الامريكية المتضخمة والمنهكة اقتصاديا وماليا، فقمة الرياض بالنسبة للأمريكي لم تكن فقط لجني الأموال وتقديم الدعم للرياض واخذ الصور وإصدار البيانات
فهناك في اروقة تلك القمة تواجدت خلف السلطان ترامب وحريمه خلية نحل مكونة من مستشارين وضباط استخبارات بصفة مسؤولين سياسيين واستراتيجيين كانت مهمتهم الإيحاء للسعوديين وغيرهم من المشاركين بهواجس ومخاوف أمريكية من الدور القطري والتركي في المنطقة والذي اصبح خطرا على النفوذ والدور السعودي والمصري في المنطقة اكثر بكثير من الخطر الإيراني حسب وصفهم!!!! وأوصوا هؤلاء من يستمع الى مخاوفهم لتضمين بيان قمة الرياض وصف الاخوان المسلمين بالارهاب حتى يروا من خلال ردة فعل قطر على ذلك ويتأكدو من الهواجس والمخاوف الامريكية تجاه الدوحة وأنقرة ..
وعليه بدأت خارطة طريق إدارة ترامب حيذ التنفيذ ومن يعرف طبيعة تكوين هذه الادارة يدرك انها قائمة على رجال اعمال وشركات أسلحة ونفط وجل هدفها جلب الأموال لشركاتها وصناعاتها وهي تعي ان سوق الحروب الدائرة اليوم في المنطقة لم يعد يصلح لجمع اموالا منتجة لخزانتها بعد ان حققت تركيا ودوّل اخرى آلاف مليارات الدولارات من الحرب على العراق وسوريا وليبيا وتحول معظم نفط هذه الدول لمصلحة الجماعات التكفيرية التي تصدره لتركيا وبعض الدول الأوروبية.. وفِي المقلب الاخر ذهاب المليارات الخليجية لدعم المجموعات المسلحة ماليا وعسكريا عبر شراء معظم السلاح لهذه المجموعات من دول أوروبا الشرقية وغيرها لان هذه الصفقات لا يمكن ان تتم بالطرق الشرعية مع دولة مثل أمريكا..
وعليه بدأ ترامب بمخطط عاجل يمكنه من الاستيلاء على هذه الأموال الضخمة التي تصرف عبثا من خلال أنظمة جاهلة تدعم مجموعات متشابهة معها في الجهل والتخلف ، في ظل هدف إستراتجي للإدارة الامريكية وهو تدعيم الاقتصاد الامريكي لمواجهة الخطر الاقتصادي الصيني الذي تعتبره أمريكا الخطر الأكبر عليها وعلى نفوذ سياستها واقتصادها في العالم ..
من هنا ينحصر التصعيد السعودي وحلفاءه ضد قطر بالإيقاع الامريكي الذي يستغل هذا التصعيد لابتزاز قطر ماديا واعتبار وقف هذا التصعيد والحصار رهن إبرام الدوحة صفقات عسكرية ونفطية مع واشنطن تفوق ٢٠٠ مليار الدولار مقابل ان تأتي واشنطن بالملك سلمان شخصيا ومعه حشد من الدول الى قصر الامير تميم وكفى الخليجيين شر القتال ...
"للحديث تتمة "
عباس المعلم -اعلامي لبناني
0 comments: