خفايا حرب الطاقة في سورية
ونوايا تدوير فلول داعش امريكياً...!
محمد صادق الحسيني
انهم يحصون انفاسهم الاخيرة قبل ان يحزموا حقائبهم ويرحلون من بلادنا ، دون حمل نفاياتهم البشرية معهم ...!
لذلك ولغيره من ابعادالصراع على خطوط الطاقة وشرايين التواصل بين اطراف حلف المقاومة المنتصر بالنقاط كما بالحسم الاستراتيجي تواصل واشنطن المنهزمة في سورية كما في العراق بعملية تدوير نفاياتها البشرية المعروفة بداعش ، بهدف تأجيل اعلان هزيمتها بعض الوقت ، ومشاغلة اطراف المحور المنتصر ببعض حروب الاستنزاف الجانبية المتنقلة...!
واليكم بعض من تمظهرات هذا التكتيك البائس والمتهافت :
اولا : ان ما يشاع وما يتم تسريبه من اخبار ومعلومات حول مفاوضات مع قوات داعش في الرقه من اجل نقل السوريين منهم الى أماكن اخرى ما هو الا ذَر للرماد في العيون. وكذلك كان الامر بالنسبة الى عناصر داعش التي هزمت في الموصل وتم نقلهم او بالأحرى إخلاءهم ، بإشراف غرفة العمليات الاميركيه في بغداد ، الى المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات مسعود البارازاني المسلحه والتي يطلق عليها اسم البيشمرغه ( منطقة زمار ) حيث نقلوا في ما بعد الى قواعد البيشمرغه ، وأعيد توزيعهم حسب امر عمليات اميركي في جبهات قتال في سورية والعراق ومناطق اخرى من العالم .
نقول ميليشيات البرازاني المسلحه لانه لا يوجد اي دوله اتحاديه في العالم تتمتع فيها الاقاليم بحق تشكيل جيش او وحدات مسلحه مستقله عن وزارة دفاع الدوله الاتحاديه. وهنا نسوق الأمثلة التاليه للتأكيد على ذلك :
- الولايات المتحده والتي تسمى بالانجليزية United States of America ، اي الدول وليس الولايات المتحده وعلى الرغم من ذلك فان تلك الولايات / الدول لا تملك جيوشا مستقلة عن واشنطن .
- جمهورية المانيا الاتحاديه . وهي دولة لا يحق فيها للمقاطعات ، والتي تسمى بالألمانية بونديس ليندر Bundeslaender اي دول او مقاطعات الاتحاد ، ان تنشيء جيوشا خاصة بها ومستقبله عن برلين.
- المملكة المتحده . وهي ايضا دولة اتحاديه ولا يحق فيها لاعضاء الاتحاد تشكيل وحدات عسكريه منفصله عن وزارة الدفاع البريطانيه ومستقله عن لندن.
لذلك وبالمعنى العلمي والمقاييس الدوليه فان التشكيلات العسكريه الموجودة في محافظات العراق الشمالية هي ميليشيات مسلحه تابعة للبارزاني وليست لسكان تلك المحافظات.
ثانيا : ان ما يجري حاليا ، وما جرى سابقا في الرقه وغيرها من الجبهات إنما هو عملية اعادة تدوير لنفايات داعش المهزومه وإعادة تموضعها في مواقع جديدة . وهذا بالضبط ما تم مع كتيبة من تلك النفايات التي تم نقلها من قواعد امريكيه في محافظات شمال العراق الى قاعدة المفرق الجويه ومن هناك تم تسريببإشراف غرفة عمليات الموك ، الى جبهة القنيطره في الجولان والذين بلغ عددهم الاجمالي ستمائة وثلاثون عنصرا .
ثالثا : اما السبب المباشر وراء تركيز التحالف الصهيواميركي على جبهة الجنوب السوري والتي تعتبر الجولان جزءا منها إنما يعود الى الرغبه الاميركيه في احكام السيطره على مرتفعات الجولان بشكل نهائي وضمها للكيان الصهيوني في اي تسوية مقبلة .... سواء في سورية او على مستوى كا يسمى ب "الشرق الاوسط".
رابعا : اما الدافع الحقيقي وراء هذه الخطه فيرجع الى ان الحكومة الاسرائيليه قد منحت ترخيص التنقيب عن النفط بتاريخ ٢١/٢/٢٠١٣ لشركة Genie Energy الامريكيه والمسجله في ولاية نيوجيرسي ويملكها كلا من :
- ديك تشيني ....
- روبرت موردوخ / فولكس نيوز .
- جاكوب روتشيلد / ملك البنوك في لندن .
- جاريد كوشنر / زوج إيفانكا وصهر ترامب .
علما ان شركة آفيك Afek للنفط والغاز الاسرائيلة التسجيل والمملوكة لشركة Genie Energy الاميركيه هي التي تقوم بتنفيذ اعمال التنقيب على الارض حسب ما نشرته صحيفة Israel Nachrichten الالكترونيه الناطقه بالألمانية في عددها الصادر بتاريخ ١٤/١٠/٢٠١٧ على لسان د. يوفال بارتوف Dr.Yuval Bartov ، كبير الجيولوجيين في الشركه الاسرائيليه ، والذي أضاف ان كميات النفط الموجودة في الجولان تكفي "اسرائيل" لعشرات السنين .
خامسا : اما من تقوم القوات الامريكيه باخلائهم حاليا من مدينة الرقه ، ضمن عملية الاستلام والتسليم التي تشرف عليها غرفة العمليات الاميركيه في بغداد ، هؤلاء الثمانمائه واثنين وستين عنصرا سيتم اعادة نشرهم في جبهة البوكمال / القائم / في محاولة امريكيه لتعزيز دفاعات داعش هناك في مواجهة قوات الجيشين العراقي والسوري ، بينما يتم نقل ثلاثمائه وأربعة وستون مسلحا من تلك النفايات المهزومه الى ريف دير الزُّور الشرقي بهدف تعزيز سيطرة ميليشيات المرتزقة الكرد على حقول النفط هناك وخاصة حقل الكونيكو.
سادسا : ان كل هذه التحركات اليائسة وعمليات تدوير النفايات ، سواء كانت من بقايا داعش او من ميليشيات مسعود او من حثالات يجري التواصل معها أمريكيا وسعوديا وأردنيا في محافظة الأنبار بهدف تشكيل جيب " سني " عميل ، لن تجدي نفعا ولن توقف الهجوم الاستراتيجي لقوات حلف المقاومه المدعومة روسيا . كما ان هذه المحاولات لا يمكنها ان تؤثر على ميزان القوى الاستراتيجي ، خاصة في العراق وسورية ، وبالتالي لا يمكنها تاخير النصر في هذا القاطع من جبهات القتال ، اي قاطع القائم / البوكمال / والذي سيفضي النصر فيه الى احكام السيطره على الحدود العراقيه السوريه من قبل قوات حلف المقاومه . هذا الانتصار الذي سيشكل منصة الانطلاق لطرد قوات الغزو الامريكية والتركيه من اراضي العراق وسورية باذن الله وإعلان النصر الاستراتيجي الناجز في هذه الحرب الوطنيه الكبرى.
بعدنا طيبين قولوا الله
خفايا حرب الطاقة في سورية ونوايا تدوير فلول داعش امريكياً...!
Tags:
السيد محمد صادق الحسيني
0 comments: