Wednesday, October 4, 2017

رؤية مبدئية #لكربلاء في #السياسة_والاستراتيجية ؟

رؤية مبدئية #لكربلاء في #السياسة_والاستراتيجية ؟

البعد السياسي والعسكري والاستراتيجي في عظمة كربلاء يتجلى بقرار المواجهة الذي اتخذه الامام الحسين ع ضد عدو لا يمتلك بمواجهته الامام اي توازن عسكري او مادي او اعلامي او اي تحالفات تمكنه من تشكيل معارضة سياسية مدنية على الأقل ؟؟
وهنا نقترب اكثر من مقاربة عظمة موقف الحسين ع بالمواجهة الشاملة مع عدو يمتلك كل أوراق القوة على اختلافها ، وهنا ايضا نكتشف معادلة سياسية وعسكرية لم تشهدها البشرية أرساها الامام شكلت حالة فريدة حتى في  مقارنة مع مواجهة الأنبياء للكفار التي  كانت تتخذ في بعض المراحل شكلا من أشكال التفاوض والتسويات والمهادنة وأحيانا القبول ببعض الإصلاحات والشروط في سلوك العدو رغم امتلاكهم أوراق قوة لم يمتلك الامام الحسين ع شيء منها
ولعل شعار المواجهة المفتوحة الذي أطلقه الامام بوجه يزيد كان جازما وواضحا وغير قابل حتى للتفاوض ؟؟ وهو إنهاء حالة شاذة يمثلها يزيد تمتلك كل شي من نفوذ ومال وسلاح وجيش واعلام وحلفاء، بمواجهة الحسين ع الذي لم يواجه فقط ١٢ الف من جند بن زياد بل كان يواجه بالواقع امبراطورية تمتلك جيش من عشرات الألف ومساحة جغرافية شاسعة وحلفاء من كل حدب وصوب
واذا أردنا مقارنة مواجهة الحسين ع باي بمواجهة قبل كربلاء وبعدها وحتى يومنا هذا لن نجد مثيل لها مهما كان الفرق بين موازين القوى في المواجهة بحروب الامم والفتوحات وصراعات الإمبراطوريات او حتى في مقاومة الاحتلال والغزو للشعوب حتى في هذا الزمن
وبالإضافة الى عظمة قرار الامام في المواجهة يسجل بهذا السياق ايضا ان حجم التضحيات والمظلومية الذي قدمه الحسين وال بيته واصحابه ع لن نجد له مثيل ولو على سبيل المقارنة او من باب التشابه حتى الان،وباختصار يمكن القول ان انتصار الحسين على السيف وعلى الظلم تحقق من اللحظة التي اتخذ فيها الامام قرار المواجهة الشاملة مع حكم يمتلك قوة شاملة دون ان يفتح ثقب بقراره لأي تراجع او مهادنة او حتى ان يطرح هو حوار على خصمه وفق ما يسمى اليوم بمصطلحات السياسة جدول زمني او خارطة طريق لانتقال السلطة
لنتكشف اكثر بعد كل ما سبق ان كل ما حصل في كربلاء لا يحتمل تحليله وادخال عليه عبارات "لو  ؟ او كان بالإمكان او ربما او هل" كربلاء باختصار هي قدر الاهي حتمي لقاعدة الهية في الحياة الدنيا ترتكز عل مسارين الجنة والنار والحق والباطل والعدل والظلم"  ليعلم المرء مهما كان دينه وعرقه ان سلوك طريق الله تعني ان تكون في معسكر كربلاء وسلوك النار تعني ان تكون في معسكر يزيد في اي مكان وزمان ومهما اختلفت الأشكال والوسائل.
"يتبع"
عباس المعلم اعلامي لبناني


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: