عندما وصل خبر الانقلاب على طاولة قيادة حزب الله ..؟!
لم يكن صباح عادي يمر على قيادة حزب الله التي كانت تعقد اجتماعا موسعا برئاسة الأمين العام وحضور قيادات الوحدات العسكرية والاجتماعية والتنفيذية ؟ جدول أعمال كبير وقضايا ملحة كلها أمور كانت تشي بانه ليس اجتماع دوري او عادي بل هو اقرب الى اجتماع قرارات استراتجية عاجلة وداهمة؟؟
بدأ الاجتماع بعرض لسير المعارك التي يخوضها الحزب غرب وشرق وجنوب وبعد الفرات ثم انتقل الى مناقشة سير انتشار الوحدات العسكرية على كامل الحدود مع فلسطين المحتلة من الناقورة مرورا بكامل الخط الأزرق وشبعا والغجر وصولا الى اخر نقطة مواجهة للعدو في الجولان ، تقييم دقيق لاسلحة المقاومة جوا وبرا وبحرا ، بحث مطول لعمل الوحدات الخارجية ومن ثم اطلالة على عمل خبراء المقاومة في اليمن والعراق وفلسطين ، لينتقل البحث الى التقارير الواردة عن التحالف الدولي الإقليمي العربي بقيادة امريكا والذي يهدد بشن عدوان على المقاومة عسكريا واقتصاديا وسياسيا وبحث سبل مواجهته ، دراسة مفصلة لقانون العقوبات الامريكية وتداعياتها على عمل وقدرة المقاومة، ليستكمل جدول الاعمال بمناقشة أوضاع المؤسسات المالية والتعليمية والإعلامية والصناعية والاجتماعية والطبية والدينية ..
كل شيء كان يسير وفق ما هو مرسوم لهذا الاجتماع حتى بدأت تتواتر اخبار اعلامية تبثها وسائل إعلام محلية وخارجية تابعة للمحور المعادي للمقاومة مفادها انقلاب شعبي كبير على حزب الله سيطر على قناة المنار وإذاعة النور وقيادة أركان وعمليات المقاومة ووحدات المشاة والمدرعات وسلاح الجو والبحر وانظمة الدفاع الجوي وغرف التحكم والسيطرة بالاضافة الى المصارف والمنشأت الحيوية والبنية التحتية للمقاومة
حالة ذهول واحباط وخوف وارتباك اصابت الاجتماع القيادي للحزب خصوصا بعد ان علموا بان من قاد هذا الانقلاب امرأة بمعاونة خادمتها الفلبينية التي رفعت شعار ثورة جياع نتيجة ازالة مقهى لها تم بناءه على الشارع العام
هنا نكتشف سريعا المفارقة الكبيرة بين حجم حزب اكبر من دولة إقليمية وحجم تعامل الاعلام المعادي للمقاومة في التعامل مع حدث اقل ما يقل عنه بالسخيف ويحصل في كل منطقة لبنانية وبكل العالم يوميا ؟وحجم تربص أعداء المقاومة باي تفصيل عابر ليبنى عليه خيال يفوق كل توقع عن اضغاث احلام لن تتحقق حتى بوحي الخيال وان وصل الى استحالة الإعجاز ..
عباس المعلم - اعلامي لبناني
0 comments: