Wednesday, May 22, 2013


«حدّدوا قواعد ثابتة ونصبوا مراكز تجسّس».. هكذا دخل الكوماندوز الاسرائيلي وعمل في القصير!

كوماندوز

خــاص: الحدث نيوز
يتسع مدى التدخل الغربي يومياً في الازمة السورية وتتكشف حقائق ومعطيات عن هذا التدخل، ويثبت معه وقوف الغرب بشكل مؤكد بصف ميليشيات المعارضة المسلحة التي يقومون بدعمها عسكرياً ولوجستياً وإستخبارتياً بكافة الاشكال.
وعدت “الحدث نيوز” الاسبوع الماضي بكشف حقائق ووقائع عن اسباب تدخّل حزب الله في المعارك بالقصير تحديداً، حيث نشرت الاسبوع الماضي معطيات عن وقائع تدل على نيّة الغرب إنشاء منظقة عازلة غير معلنة في القصير، حيث ذكر في سياق التقرير معلومة عن إكتشاف الحزب والقيادة السورية معلومات عن وجود عناصر إسرائيلية، والتي سرّعت من عملية تطهير القصير ودخول حزب الله بهذا الشكل وإعادتها لسلطة الحكومة السورية. في التقرير ادناه معلومات خاصة حصلت عليها “الحدث نيوز” من مصادر مطلعة منذ مدّة عن معطيات حول دخول جنود كوماندوز إسرائيليون إلى منطقة القصير في ريف حمص الغربي.
المعلومات:
كشف مصادر موثوقة وقريبة من المقاومة للــ “الحدث نيوز” عن “معطيات توفرت لدى المقاومة وزودت بها القيادة السورية في إطار التعاون المشترك بينهما تفيد عن دخول عناصر من قوات الكوماندوز الاسرائيلي إلى منطقة القصير في ريف حمص الغربي”.
وفي تفاصيل المعطيات التي حصلت عليها “الحدث نيوز”، تفيد ان “طائرات مروحية خاصة بعمليات الانزال، قامت بإنزال مجموعات صغيرة من قوات النخبة في الكوماندوز الاسرائيلي محدّدة الاهداف، يعتقد بأن افرادها تابعون للواء “غولاني”، كتيبة “الانزال الجوي والعمليات الخاصة” شبيهة بتلك التي كانت تشارك بعمليات مماثلة في جنوب لبنان، وذلك في نقاط محددّة في القصير بفترات سابقة من عام 2012، والعام الحالي 2013، واخر عمليّة يعتقد بحسب المصادر بأنها تمّت في اواخر شهر “كانون الثاني شباط”".
ويقول المصدر ان “هذه القوات العالية التدريب كان يتم إنزالها في الليل عبر طائرات خاصة دون صوت بعد تنسيق مسبق مع بعض قيادات ميليشيات الجيش الحر في المنطقة، عبر القيادات الاعلى منها حيث كانت هذه الميليشيا تتكتّم على الموضوع لمنع إنتشاره بين مقاتليها حفاظاً على سريّته، وكانت وبحسب المصدر تعهد بالتنسيق مع افراد المجموعات الاسرائيلي لضباط مقربين و “موثوق بهم”، في حين كانت تتمتّع قوّة الكوماندوز بإستقلالية كاملة في عملها”.
ويضيف المصدر بأن المعلومات هذه تتحدث عن ان “قوّة الكومندوز كانت تعمل على تحديد نقاط ثابتة خاصة تتعلق بعملها العسكري في القصير ووضع نقاط محدّدة لقواعد سريّة لها كانت مزمع إنشاؤها لاحقاً، كما كانت تعمل على رصد المنطقة جغرافياً وعسكرياً ووضع نقاط تجسّس على الاتصالات ( لاسلكية، خليوية، وإنترنت) التي يتم تداولها داخل الاراضي اللبنانية في منطقة البقاع، واجهزة لاعتراض الاتصالات في المنطقة لمسافة تصل لـ 100 كلم مربّع كما وقامت هذه المجموعات عبر مجموعات من عملائها ببناء عدد من القواعد ألاسمنتيّه الخاصة بهبوط الطائرات المروحية”.
كوماندوز

ويشير المصدر في سياق معلوماته للــ “الحدث نيوز” بأن “هذه القوات عمدت لبناء محطات لاعتراض الاتصالات حيث اكتشف الجيش السوري واللجان الشعبية احداها في بلدة “آبل” ويضيف بأن “تلّة مندو التي خاضت القوات السورية والشعبية معارك شرسة لاستعادة السيطرة عليها، كانت نقطة إرتكاز بالنسبة للقوات الاسرائيلية، حيث ان هذه المنطقة مشرفة مباشرةً على الاراضي اللبنانية وتتمتع بموقع إستراتيجي مميّز للتجسّس”.
ويختم المصدر بأن “قوات الكوماندوز الاسرائيلية إستغلّت القصير كمنطلق لها للتدخل عسكرياً في الداخل السوري حيث انّ وحدات منها إنتقلت إنطلاقاً من القصير إلى مناطق في الداخل السوري بهدف البحث عن الاسلحة الكيميائية، وعمليات الرصد للمواقع السورية الحساسة والاستراتيجية ابرزها “جمرايا”حيث  قامت مجموعة من هذه القوة برصدها مراراً تمهيداً للضربة التي حصلت لاحقاً، وذلك بناءً على معلومات المخابرات السورية وحزب الله”.
ورداً على سؤال للمصدر عن اسباب إختبار القصير قال ان “القصير كمنطقة إستراتيجية قريبة من منطقة البقاع اللبنانية التي تعد خزاناً للمقاومة، ومنطقة كانت تخضع لسيطرة ميليشيات المعارضة المسلحة كانت بالنسبة للعدو نقطة مميزة لتنفيذ مخططاته المعدّة مسبقاً للتدخل في لبنان وسورية حيث ان القصير كانت تحوي كافة الظروق المآتية لذلك فضلاً خروجها عن سلطة الدولة السورية حيث سمحت كل هذه الظروف لقوات الكوماندوز بالتحرّك بحريّة بعيداً عن اي رصد”.
ويختم بالقول: “بعد كشف حقيقة ما يحصل قرّر حزب الله دخول المعركة في القصير إلى جانب الجيش السوري حيث بات ما يجري في هذه المنطقة يشكل خطراً على أمن المقاومة، والامن السوري معاً”.
تجدر الاشارة إلى انّ الحدث نيوز قد نشرت سابقاً تقريراً يتحدث عن دخول قوات كوماندوز إسرائيلية إلى دمشق ورصدها منطقة جمرايا قبيل الغارة الاسرائيلية، ولاحقاً تحدثت صحيفة “الغارديان” البريطانيّة عن وجود مثل هذه القوات في سورية مؤكدةً دخولها عبر منطقة خاضعة لسلطة المعارضة.

Thursday, May 9, 2013


كيف سيبدو الرد السوري على أي غارة إسرائيلة قادمة؟


تل أبيب: المحللون العسكريون الاسرائيليون يقدرون أن شرارة واحدة قد تؤدي الى اندلاع حرب بين اسرائيل وسوريا، لتجد اسرائيل نفسها في حرب امام سوريا وحزب الله.
 وحاول منظروا الحرب الاسرائيليين الإجابة على التساؤلات التالية خلال اليومين الأخيريين: ما هي السيناريوهات المتوقعة؟ وما هي ردود الفعل الاسرائيلية في كل حالة ؟ والى اي مدى تشكل ترسانة السلاح السورية خطراعلى الجبهة الداخلية الاسرائيلية؟
شلومو بروم ، الباحث الكبير في معهد الأمن القومي الاسرائيلي، والذي عمل لسنوات طويلة في استخبارات سلاح الجو، وشغل منصب رئيس قسم الأبحاث في استخبارات سلاح الجو الإسرائيلي، ومنصب رئيس التخطيط الاستراتجي بجيش الاحتلال، أعد تقريرا عن الرد السوري المفترض على أية غارة اسرائيلية محتملة، والرد الاسرائيلي المتوقع، مشدداً على أن الاعتقاد السائد في أن ترد سوريا على أي غارة اسرائيلية يعد احتمالاً ضعيفاً جداً، مقابل احتمالية مرتفعة لرد حزب الله على أي غارة.
ويقول بروم " من المهم الفصل بين القدرات التقنية للجيش السوري وبين مسألة مهمة وهي هل اعتباراته الاستراتيجية تسمح له بالرد؟
تقنياً بامكان الجيش السوري الرد بإطلاق صواريخ أرض أرض التي يمتلك منها كميات كبيرة أكبر من تلك الكميات التي يمتلكها حزب الله، وعدد هذه الصورايخ ليس مهما كثيرا، ولكن الأمر المهم هو أن السوريين لديهم قدرة أكبر بكثير من حزب الله لاطلاق كميات كبيرة من الصورايخ على مدى فترة زمية أطول بالاضافة الى قدرتهم على إطلاق كميات من الصورايخ في ذات الوقت. وأشار، أنه يجب ادخال الى هذه المعادلة قدرة اسرائيل على اعتراض الصواريخ، ولكن قدرة السوريين على ضرب كميات كبيرة من الصواريخ يوميا سيؤدى الى اغراق الدفاعات الجوية الاسرائيلية وعندها ستزيد كمية الصواريخ التي لم يتم اعتراضها".
وهناك أربع سيناريوهات للرد السوري على أي غارة إسرائيلية قادمة:
- سوريا ترد على غارة بالصورايخ
ويعتقد جيش الاحتلال أن سوريا تمتلك كميات كبيرة جداً من الصواريخ التي يصل مداها إلى 200 كيلو متراً.
 ويعقب بروم على ذلك بالقول:" السوريون يدركون أن البطن الرخو لاسرائيل هو خسائر فادحة في أوساط المدنين، وهم سيحاولون استنساخ ما فعله حزب الله في حرب لبنان الثانية مع مضاعفة عدد الصواريخ على نحو أكبر بكثير".
وفي حال ردت سوريا على أي غارة بضربات صاروخية فإن الرد الاسرائيلي سيكون مشابه لسلوكها خلال حرب لبنان الثانية عام 2006 وهو تدمير منصات اطلاق الصواريخ، ودخول بري. ولكن في حال كان الرد السوري على أي غارة رد رمزي، أي أن يكون الرد  صغيرا جدا وبدون ان يلحق خسائر بشرية في صفوف الاسرائيليين فلن يتم الرد في هذه الحالة بحزم.
- سلاح الجو السوري يرد على غارة اسرائيلية
هذا السيناريو يتطرق لاحتمال استخدام سوريا سلاح جوها بالرد على أي غارة اسرائيلية.
 في هذه الحالة ستلجأ سوريا إلى طائراتها من طراز ميغ 23 وميغ 29، وستحاول الطائرات السورية التهرب من الردارات الاسرائيلية بالتحليق من علو منخفض لمهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية ذات أهمية كبيرة في الجولان أو مقار لقيادة جيش الاحتلال أو مدن اسرائيلية في الجليل.
 ويقول بروم " لدى السوريين طائرات هجومية بإمكانها خلق معادلة نحن نضرب عندهم وهم يضربون عندنا، ولكن وضع سلاح الجو السوري كان قبل الحرب الأهلية سىء، بمعاييرنا سلاح الجو السوري بائس طائراته قديمة والتدريب الذي يخضع له الجنود سيء، ولكن لديهم القدرة على الدخول إلى الأجواء الإسرائيلية، لأنه لا يوجد دفاعات جوية تعمل بنسبة نجاح 100%، ومن المهم أن احتمالات وقوع هذا السيناريو منخفضة جداً لذلك فإن السوريين سيفضلون استخدام صواريخ أرض أرض في أي مواجهة".
وبخصوص الرد الاسرائيلي على هذا الاحتمال يؤكد بروم أن نتائج غارات سورية على اسرائيل ستحدد طبيعة الرد الاسرائيلي.
- حرب برية شاملة
تحرير مواقع عسكرية من قبل القوات السورية بالجولان سيجر إسرائيل الى حرب شاملة، ولكن السوريين غير مستعدين لهذا الاحتمال.
ويكشف بروم أن جيش الاحتلال عليه أن يتوقع هذا السيناريو قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، مضيفاً أن سيطرة الجيش السوري على مواقع عسكرية تحتلها اسرائيل بالجولان كان سيؤدي الى اندلاع حرب شاملة بين الطرفيين.
 وفي حال قرر السوريون اللجوء لهذا السيناريو فإن أفواج الكوماندو ووحدات من سلاح المدرعات ستحاول تحرير مواقع عسكرية اسرائيلية على امتداد الحدود مع الجولان.
 ويعقب بروم على هذا الاحتمال " مشكلة السوريين هي أن جيشهم غارق في حرب أهلية والجيش السوري لا يسيطر على مناطق واسعة بمحاذاة الجولان، والجيش السوري مثل الجيش الاسرائيلي يعتمد على الخدمة العسكرية الاجبارية، وهذا التجنيد لم يعد قائما، واستدعاء الجنود، لم يعد امرا سهلا في ظل الحرب الاهلية، والجيش السوري بات متهالك، ومعداته قديمة، والحرب الأهلية تحول منذ عامين دون إجراء أي مناورة، وهو يعاني من انشقاقات ويخسر كل يوم أعداد ليست قليلة من القتلى، والحرب الأهلية افقدته الكثير من قدراته لذلك فإن احتمال لجوئه الى خطوة تفتح حرب شاملة مع اسرائيل أمر مستبعد".
- السيناريو المرجح: هجوم بواسطة حزب الله
هجمات مثل هجوم منتجع بورغاس البلغاري يوم 18 تموز الماضي، والذي قتل فيه خمسة سياح إسرائيليين وسائق حافلة بلغاري مسلم، إضافة إلى المنفذ، وتفضل سوريا مثل هذا الرد على أي غارة اسرائيلية وفقا لتقديرات المخابرات الاسرائيلية لأن مثل هذا الهجوم لن يؤدي إلى ردة فعل اسرائيلية عسكرية على سوريا.
ويرجح بروم هذا السيناريو ويقول:" يشعر السوريون بالإهانة بعد الغارات الأخيرة التي شنتها اسرائيل على دمشق، ولن يكون لديهم مشكلة في أن ينفذ حزب الله هجمات في الخارج تستهدف اسرائيليين وهم لا يفضلون أن يتم اطلاق صواريخ صوب اسرائيل انطلاقا من جنوب لبنان لأن ذلك قد يتطور إلى حرب واسعة.
    

Tuesday, May 7, 2013


ما هي الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في الهجوم على سوريا؟

الثلاثاء 07 أيار 2013،     

تباينت  المعلومات حول التقنية التي استخدمتها إسرائيل في الهجوم على أهداف سورية بعد سلسلة من الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي على مواقع عسكرية سورية تحت ذرائع مختلفة، مرة للاشتباه بمواقع ومنشأة نووية ومرة للاشتباه بنقل أسلحة من بينها كيماوية إلى "حزب الله"، دون اختراق مجالها الجوي وبدقة مذهلة قام بها سلاح الجو الإسرائيلي، في حين كشفت وسائل إعلام إسرائيلية متطابقة من بينها صحيفة "هآرتس" أن الطيران الإسرائيلي قصف سوريا من داخل الأجواء اللبنانية واعتمد خلال الهجومين الأخيرين على منظومة تسمى "Stand Off " من خلال 18 طائرة إسرائيلية، وهو ما يعنى إطلاق الصواريخ من مسافة بعيدة وآمنة دون أن تدخل الطائرات المغيرة ضمن مجال إصابة أنظمة الدفاع الجوي السوري.
وقصفت إسرائيل ثلاثة مواقع عسكرية في شمال غرب العاصمة السورية دمشق، زعمت إسرائيل أنها استهدفت أسلحة كانت مخصصة لـ"حزب الله" ومركز بحوث علمية، ومراكز أخرى، ما يرفع عدد الغارات التي شنتها إسرائيل على سوريا منذ نهاية كانون الثاني إلى ثلاثة غارات.



تقنيات عسكرية جديدة
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كشفت النقاب عن التفاصيل التقنية التي مكنت سلاح الجو الإسرائيلي من الهجوم على أهداف داخل سوريا، إذ أشارت في تقرير أعده المحلل العسكري للصحيفة أمير بحبوط، إلى أن تل أبيب تمتلك صواريخ جو- أرض موجهة ومزودة بكاميرات إلكترونية مثبتة على مقدمتها، مثل صواريخ "فوفاى"، والتي تطلق عليها إسرائيل اسم "الرمح الضخم"، وهو من إنتاج شركة "رفائيل" للصناعات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ويبلغ مداها 100 كلم، وملائمة للانطلاق من مختلف الطائرات الحربية التي تمتلكها إسرائيل وعلى رأسها طائرات "F15".
وأشار المحلل إلى إمكانية الطائرة الإسرائيلية المسماة "الرعد" وهى كناية عن الطائرة الأميركية F-151 طراز "800 × 534" التي وصلت إسرائيل قبل 15 عاما، وتعتبر من أكثر الطائرات ملاءمة وأهلية لشن غارات على ارتفاعات منخفضة، ويطلق عليها الجيش الإسرائيلي لقب "الطائرة الاستراتيجية"، ويمكنها حمل صواريخ "الرمح الضخم" التي تتمتع بقدرات كبيرة ودقة إصابة عالية، ويمكن إطلاقها في ساعات الليل أو النهار، وفى ظل أحوال جوية سيئة جدا.
وأوضح المحلل العسكري لـ"هآرتس" أن هناك وسيلة هجومية أخرى من إنتاج شركة "رفائيل" يمكن لسلاح الجو الإسرائيلي استخدامها لشن اعتداءات من قبيل التي شنها على الأراضي السورية، وهى منظومة "سايبس" والقادرة على تحويل القنابل "الغبية" غير الموجهة إلى قنابل ذكية بعيدة المدى، بما يشبه عمل المنظومة الأمريكية "JDAM".
وبحسب الصحيفة فإن منظومة "سيابس" تسمح بشن هجوم جوى عن بعد دون اختراق المجال الجوي للدولة المستهدفة، وذلك بإطلاق القنبلة من مسافة 60 كلم لتحلق بعدها القنبلة مستعينة بأجنحة خاصة، إضافة إلى ذنب وموجهة من قبل منظومة "سايبس".


منظومة متطورة
وفي تفاصيل التقرير الذي نشرته "هآرتس" يتضح أن نظام "سايبس" يدمج بين عدة طرق توجيه خشية تعرضه للتشويش، وحتى يتمكن من إصابة الهدف بدقة عالية، حيث تمتلك منظومة "سايبس" نظام توجيه يدمج بين نظام التوجيه "GPS" ومنظومة توجيه داخلي خاصة بالمنظومة الأصلية، فيما تنقل كاميرا خاصة صوراً حقيقة وفورية للموقع المستهدف، والذى تم إدخال إحداثياته مسبقا في ذاكرة حاسوب القنبلة ويمكن لنظام "سايبس 1000" و"سايبس 2000" التغلب على أية أنظمة للتشويش الإلكتروني قد تكون داخل أو قرب الهدف، كما يمكنه العمل في مناطق تحتوي على أجهزة تعترض نظام "GPS" أو أية منظومة اتصالات أخرى.
ولفت المحرر العسكري أنه علم من مصادره داخل الجيش الإسرائيلي، أن الطائرة التي استخدمت بالفعل في قصف سوريا هي طائرة من نوع "سوبر هركلوس" الأميركية، ويطلق عليها الطيارون الإسرائيليون اسم "شمشون"، وتستخدم لعمليات التشويش على الرادارات الخاصة بالعدو، مشيراً إلى أنها استخدمت قبل ضرب الأهداف السورية، وقد تم التشويش على الرادارات السورية حيث لم تتمكن قوات الدفاع الجوي السورية من صد الهجمات الصاروخية الإسرائيلية بحسب الصحيفة.
وأشار المحرر العسكري إلى أن الطائرة تستخدم كذلك في نقل الجنود والمعدات، لافتاً إلى أن الجيش الأميركي استخدم هذه الطائرة خلال الحرب على العراق 2003، وعرض المحرر العسكري تفاصيل خاصة بالطائرة حيث تحتوى على أربع مروحيات بسرعة 4.700 حصان، ويبلغ طولها 35 مترا، وعرضها 11.9 مترا، وسرعتها هي 656 كيلو متر في الساعة، مدى الطيران 3.130 كيلو متر، يبلغ حمولة وزنها 20 طناً.


م ف 

هذا ما قصفته إسرائيل بالتحديد... وهذا هو الردّ المتاح!

الثلاثاء 07 أيار 2013،     ناجي س. البستاني - مقالات النشرة

منذ تنفيذ الضربة الإسرائيلية العسكرية على أهداف في سوريا، تضاربت الأنباء والتحاليل بشأن طبيعة المواقع التي إستهدفت، وكيفيّة التنفيذ، والغاية منها، وإحتمالات الردّ، إلخ. وفي حين أنّ من الصعب جداً تحليل هذه الضربة بصيغة الجزم، أقلّه حتى اليوم، إلا أنّه من الممكن البناء على معطيات حسّية تٌسقط الكثير من التقارير الإعلامية المغلوطة والتحاليل غير الصائبة.
أولاً: بشأن الأهداف التي ضُربت، ليس صحيحاً أنها إستهدفت موكب أسلحة متحرّك، لأنّ الغارة لم تأت وليدة ساعتها، بل بناء على تخطيط دقيق مسبق. فالقوات الإسرائيلية أجرت قبيل أيّام على الغارات على سوريا، مناورات عسكريّة في المنطقة الشمالية المتاخمة للحدود مع كل من لبنان وسوريا إستمرّت ثلاثة أيّام، تضمّنت إستدعاء جزئياً مفاجئاً لوحدات من الإحتياط. كما شهدت الساعات والأيام القليلة التي سبقت القصف الصاروخي، تحليقاً كثيفاً ومتواصلاً للطيران الإسرائيلي فوق الأجواء اللبنانية. وكان الأمر عبارة عن إستعدادات ميدانية لتوجيه الضربة ضد سوريا، والتي أعدّت وفق خطّة واضحة، شملت تحليق الطيران الإسرائيلي من الجنوب في إتجاه العمق الوسطي اللبناني، قبل التوجّه يميناً فوق البقاع في إتجاه العاصمة السورية، عبر ما يُعرف جغرافياً بإسم "الخاصرة الرخوة" لسوريا. ومن الضروري هنا الإشارة إلى أنّ إسرائيل، وبحسب المعلومات المتوافرة، لم تستخدم صواريخ عادية (Missiles) في غاراتها، بل قنابل (Bombs) قادرة على خرق التحصينات الترابية (حتى عمق 30 متراً) والترسانات الإسمنتيّة (حتى عمق 6 أمتار)، وهي معروفة بإسم GBU-28 (1) التي إستخدمت من قبل الجيش الأميركي خلال عمليّة "عاصفة الصحراء" في العراق سنة 1991.    
ثانياً: بغض النظر أكانت المواقع المُستهدفة تابعة للفرقة الرابعة المدرّعة بقيادة العقيد الركن ماهر الأسد أو للفرقة 14 للدفاع الجوي في الجيش السوري، أو لكل من اللواءين 104 و105 التابعين للحرس الجمهوري، أو لغيرهما، فالأكيد أنّ الضربات إستهدفت مخازن ذخيرة. والدليل أنّ المشاهد المصورّة المُسرّبة عن الحادث، أظهرت إستمرار توهّج المواقع المستهدفة بلهيب ناري متقطّع شبيه بالمفرقعات لفترة طويلة من الوقت، مترافقاً مع تطاير شهب نارية صاروخيّة في غير إتجاه. ونُقِلَ عن شهود عيان في دمشق، رؤيتهم الإنفجارات المتتالية وسماعهم دويّها، وذلك لنحو ثلاث إلى أربع ساعات بعد الغارات، ما يؤكّد أنّ المستهدف هو مخازن ذخيرة، وليس مجرّد مخازن للرصاص أو للقنابل الصغيرة، بل صواريخ من الحجم الكبير، حيث بلغ علوّ شهب النيران الناجمة من هذه الإنفجارات، إرتفاعات شاهقة على الرغم من أنّ التصوير كان يتم من مسافات بعيدة جداً.
ثالثاً: بالنسبة إلى الهدف المنشود من الغارات، ليس صحيحاً أنّه يصب في خانة إيجاد توازن بين الجيش السوري ومعارضيه المسلّحين. فالمعروف أنّ عدم التكافؤ العسكري بين هذين الطرفين يعود إلى دور سلاح الجوّ السوري الحاسم في المعارك. وبالتالي، لو تمّ إستهداف الطائرات والمطارات العسكرية، لكان من الممكن عندها الحديث عن محاولة إسرائيلية لقلب موازين القوى في سوريا. وليس صحيحاً أيضاً أنّ الضربات إستهدفت مرابض مدفعيّة، وكأنّ بضع مدافع هنا وبضع مدافع هناك، تقلب مجريات حرب ضروس مضى على إندلاعها عامان، ولا يزال أفقها مسدوداً حتى الساعة! وبالتالي، الهدف الفعلي للعمليّة هو بكل بساطة ضرب الصواريخ الباليستية التي نقلها الجيش السوري من مواقع مختلفة في سوريا في الأشهر القليلة الماضية، إلى مخازن محصّنة قرب العاصمة دمشق، تُشرف عليها نخبة الوحدات العسكرية السورية. وترمي إسرائيل من ضرب هذه الصواريخ (أكانت من طراز "الفاتح 110" الإيرانية أو من طرازات "سكود" المنوّعة، أو غيرها)، التخلّص من إحتمال وصولها إلى يد الجهات غير المنضبطة أو حتى الإرهابية من المعارضة السورية في المستقبل، وكذلك إستباق إحتمال نقلها إلى خارج سوريا، وتحديداً إلى "حزب الله". وما يعزّز فرضيّة حصر الهدف الإسرائيلي بإضعاف قدرة أي طرف (أكان الجيش السوري نفسه حالياً، أو المعارضة السورية في المستقبل، أو "حزب الله") على توجيه أيّ ضربات مؤذية لإسرائيل، هو إستهداف الغارات الأخيرة، وإضافة إلى مخازن الصواريخ في جبل قاسيون، خزّانات للوقود السائل، قرب مركز البحوث العلمية في جمرايا. وهذه الخزّانات تضمّ مادتي الكيروسين وحمض النيتريك، وكلاهما من المواد السائلة التي تُستخدم لدفع الصواريخ الباليستية المتوسّطة والبعيدة المدى، وضربها يعني حكماً شلّ هذه الصواريخ في مهدها.   
رابعاً: بالنسبة إلى عدم الردّ الفوري، والكلام عن "الإحتفاظ بحقّ الرد للوقت والمكان المناسبين" والذي صار محط تهكّم من قبل القوى المناهضة لسوريا ولحلفائها، نتيجة تكرار الضربات الإسرائيلية التي لم يتم الرد عليها (2)، فإنّ المسألة أبعد من مجرّد عرض عضلات أو رفع معنويات. فسلاح الطيران السوري غير قادر على المواجهة المتكافئة، وبالتالي، الرد المتاح هو القصف الصاروخي البعيد المدى. لكن أيّ ردّ من هذا القبيل، أكان إنطلاقاً من الأراضي السورية أو اللبنانية ضد أهداف إسرائيليّة، يعني حكماً إندلاع مواجهة شاملة متعدّدة الأطراف في المنطقة. من هنا، تتمّ دراسة الموضوع بدقّة، من قبل القوى المعنيّة كافة، قبل إتخاذ أيّ قرار متسرّع بفتح معركة شاملة من دون إستعدادات كافية ومن دون توفّر ظروف مؤاتية. ويبدو أنّه من بين ردّات الفعل السورية المتاحة، ترك الأمور التي كانت مضبوطة سابقاً على جبهة الجولان، تنفلت أمنياً، في محاولة لإلحاق الأذى ولو الجزئي بإسرائيل، ولكن من دون إستجلاب أيّ ضربات إسرائيلية جديدة. فهل ستنجح سوريا في ذلك، أمّ أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي غادر إلى الصين غداة الغارات على سوريا، في خطوة تؤكّد إستخفافه بأيّ ردّ جدّي محتمل، سيكون له حسابات أخرى؟!


(1) وزن هذه القنبلة يبلغ نحو 2100 كلغ. وعبوتها التفجيرية ليست كبيرة نسبياً حيث تزن بحدود 285 كلغ. تقريباً. لكن ميزتها التي توجّه إلى هدفها بأشعّة الليزر، تكمن في قدرتها على إختراق التحصينات العميقة، قبل أن تنفجر بداخلها، وتحدث دماراً هائلاً من العمق.  
(2) من الضربات في الماضي القريب: إستهداف الطيران الإسرائيلي معسكر "عين الصاحب" قرب دمشق (تشرين الأوّل 2003)، مروراً بالتحليق فوق القصر الرئاسي في اللاذقية (حزيران 2006) والإغارة على ما قيل إنّه موقع نووي سوري في "الكُبر" قرب "دير الزور" (أيلول 2007)، وصولاً إلى قصف مركز جمرايا للبحث العلمي (كانون الثاني 2013)، وغارات الأسبوع الماضي.



الراي عن نصرالله: لو أغارت إسرائيل على مخزن لنا بلبنان لكان الرد فوريا

الأربعاء 08 أيار 2013،      

نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قوله في مجالسه الخاصة ان "ما من خيارات جيّدة او مثالية لحلّ الازمة في سوريا وللحرب الدولية الدائرة على أراضيها. ولن تكون هناك نتائج ايجابية لأيّ طرف مهما كانت النتائج التي ستؤول اليها الحرب حتى ولو حطت رحالها غداً". وهو يردد: "ان الهوّة اصبحت عميقة جداً بين أطراف النزاع، سياسياً ومذهبياً، بين السنّة والشيعة والكرد والعلويين، ولن يكون التخلص من هذه الهوة بالامر اليسير، وخصوصاً ان أطراف النزاع أعادوا الصراع الى ما قبل 1400 عام".
وبحسب الصحيفة، يرى السيد نصرالله ان "التنبيه من أخطار الحرب في سوريا الهدف منه حثّ أطراف النزاع في لبنان على وعي وإدراك ما أصبحت عليه الساحة السورية لان مصير المسلمين في لبنان لن يكون أفضل حالاً اذا امتدّت نار الطائفية الى هذا البلد الصغير الذي لم يتعاف بعد من ذيول الحرب الاهلية ونتائجها ومن نتائج حروب اسرائيل التي تستمرّ في تهديدها. فها هي الحرب الطائفية - المذهبية تقرع بطبولها على سلسلة الجبال الشرقية لتهدّد بلدنا، الشديد التأثر لطبيعته، بكل ما يحدث حوله وفي محيطه العربي والغربي".
ويتابع نصرالله كما تنقل عنه "الراي": "لبنان يَعبر الى مرحلة جديدة من بوّابة النفط والغاز. ومع الدخول من هذا الباب تتجه البلاد نحو الازدهار والثروة وتحسين الوضع الحياتي للمواطنين والإنهاض بالبنى التحتية على المستوى الذي ترقى اليه الدول المتحضّرة، وسيأخذ لبنان مكانته في نادي الدول المنتجة للنفط، وتالياً ففي الإمكان ان يكون هذا التحول باباً للنعمة او باباً للنقمة". ويتوقف السيد نصرالله عند الجانب النفطي من الصراع الدائر في سوريا الآن: "قرر الغرب فرض حصار اقتصادي على النظام في سوريا ومنع استيراد ما تحتاجه او تصدير ما تنتجه وهو يتجه الآن - اي الغرب - الى رفع الحظر عن تصدير النفط من سوريا لان نحو 70 في المئة من الثروة النفطية اصبحت تحت سيطرة المعارضة، وها هي الدول الغربية تفتح أنابيبها لتلقي النفط السوري المعارض لمبادلته بالسلاح الذي تنتجه مصانعها المصابة بالركود، غير آبهةٍ بنتائج القتل والدمار كحصيلة لهذه المبادلة. هكذا فعل الغرب في ليبيا اخيراً وفي الكويت والعراق سابقاً. تدمير البلاد العربية والاسلامية بالسلاح الغربي ليعاد بناؤها عبر الشركات الغربية ايضاً، فيدفع العرب والمسلمون فواتير التدمير والتعمير".
وبحسب "الراي"، يتحدّث السيد نصرالله عن "صراع أمم" في سوريا "على الصعيد العربي والاسلامي. ها هي قطر والسعودية وتركيا والاردن والامارات ولبنان والعراق وفلسطين. وعلى الصعيد الغربي ها هي روسيا واميركا وفرنسا وبريطانيا والمانيا واسرائيل وغيرهم... كلهم متورطون في الحرب في سوريا. ولهذا أسميتُ ما يجري على أرضها بحرب الامم... حرب كارثية بكل معنى الكلمة، ولعل قضية النازحين واحدة من نتائجها. فها هم غزوا القرى السورية التي ما زالت آمنة وشُرّدوا في لبنان والاردن وتركيا ليشكلوا أزمة مشابهة لما حل بالشعب الفلسطيني. ومن الطبيعي ان يشكل هذا التسونامي الانساني أزمة من نوع مختلف في دول الجوار لانها غير مهيأة لمجابهة هذا الوضع الانساني الصعب وما يمكن ان ينتج عنه من ضغط اقتصادي. ومن المستحيل تقدير الكلفة الحقيقية لهذه الازمة، كما هو الامر بالنسبة الى نتائج تدمير البنى التحتية الذي أصاب سوريا".
ويتابع نصرالله بحسب الصحيفة الكويتية: "كل الخيارات اصبحت مفتوحة في سوريا، وكل الخيارات سيئة، ونتائج الحرب اسوأ". ويرى ان "المعارضة السورية منقسمة على نفسها بين علمانية وإسلامية وتكفيرية، وليس هناك ما يمثّل او يجمع هذه المعارضة على برنامج موحّد باعتراف راعيها العربي والغربي، مما يتسبب بتعقيد مسألة المفاوضات المحتملة في المستقبل وبتطويل أمد الحرب. ما من أحد يمكنه التكهن بتاريخ انتهاء الحرب او مَن سيبقى على قيد الحياة من قادة المعارضة او قادة النظام، فكل الخيارات أصبحت مفتوحة وهي كلها خيارات سيئة، ونتائج الحرب أسوأ بالنسبة الى المعارضة والى النظام، ولن يكون من السهل إعادة بناء سوريا على المستويات الانسانية والمادية والنفسية والمذهبية. لقطر فئة تابعة لها، وللسعودية فئة اخرى، هناك موالون لخط الممانعة التي تقودها ايران وحزب الله، وهناك مَن تدرّبهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لاستلام الحكم. وما من احد يعير ادنى اهتمام للفئة التي تريد إنهاء الحرب وتقريب وجهات النظر حول طاولة مفاوضات تعيد بناء السلطة في سوريا، على غرار ما حصل في لبنان مع اتفاق الطائف عام 1989، والذي كان بداية للاصلاح السياسي".
وقالت الصحيفة ان نصرالله يعتقد ان "الحلّ الوحيد في سوريا هو ان يجلس جميع الاطراف على طاولة المفاوضات، وان يتخلوا عن الخارج ونفوذه، وان لا ينتظروا قرارات بوتين - اوباما او ما يخرج من أروقة الامم المتحدة. الحوار أفضل وسيلة لوقف الفتنة والقضاء عليها قبل ان تحرق أصابع المتورطين دون تمييز".
اما بالنسبة الى اسرائيل، فإن السيد نصر الله، استخلص "ان لا مصلحة لاسرائيل بقلب الدفّة عبر حرب شاملة لانها تدرك ان حزب الله سيكون جزءاً لا يتجزأ من الردّ وخصوصاً ان سوريا ستُستخدم كممرّ لإدخال اسرائيل قواتها الى لبنان، اضافة الى ان لإسرائيل مصلحة في استمرار الصراع في سوريا لسنوات عدة يقضي خلالها السوريون بعضهم على بعض. وها هي دوائر القرار في اسرائيل تخطط لاقتطاع أجزاء من سوريا تحت عناوين مختلفة قاعدتها الاساسية الإفادة من عدم وجود قوة موحّدة سوريّة بل قوى منهكة لن تستطيع الوقوف امام اسرائيل اذا أرادت قضم الاراضي السورية على حدودها. ومن الطبيعي ان يكون التدخل الاسرائيلي في سوريا، أمنياً وعسكرياً، محدوداً كي لا تتسبّب برد فعل قوي ضدها... تغتال شخصيات هنا، وتدمر بنى تحتية هناك، تغير على ترسانة عسكرية في هذه الناحية او تلك، فيما الداخل السوري منشغل بنفسه ومشتت".
ويستبعد السيّد نصرالله، بحسب "الراي"، ان تكون لاسرائيل نية في الدخول الى لبنان من جنوبه "لانها تدرك تماماً بأن مقبرة تنتظرها، والقبة الحديدية التي تتباهى بها أثبتت انها أوهن من بيت العنكبوت".
ويقول نصرالله: "ان حزب الله احتفظ بتنسيق عالٍ وعلى كل الصعد الأمنية والعسكرية والاستراتيجية مع سوريا، واسرائيل تعتقد انها اذا أغارت على مواقع ومستودعات استراتيجية فإنها تغيّر من قدرات المقاومة، فهذا خطأ تقديري عالٍ واستعراض فولكلوري لان مخزون المقاومة في لبنان قد امتلأ بكل ما تحتاجه، وأيّ اعتقاد غير ذلك يصبّ في التقديرات الفقيرة الخاطئة".
ويضيف قائلاً: "لو أغارت الطائرات الاسرائيلية على ايّ من مخازن حزب الله في لبنان فلكان الردّ فورياً، والحرب ستكون شاملة والخير في ما وقع (كلمة استعملها الامام الخميني عندما لجأت اليه مجموعة من اللبنانيين ابان اجتياح اسرائيل للبنان في العام 1982، وطلبت منه المساعدة، فكانت ولادة حزب الله)، ومن المعتقد ان الغارة الاسرائيلية على سوريا كان مقدَّراً لها ان تقع في ربيع 2010 وتأجّلت".
وقالت "الراي" ان السيد نصرالله لا يخفي "انه مهما جرى ويجري فإن فلسطين هي بيت القصيد"، و"يوحي" بأن الحلفاء، كل الحلفاء، والمعنيين بالقضية الفلسطينية عاودوا تقويم رؤيتهم في شأن ما يجري في سوريا إنطلاقاً من فلسطين - البوصلة، ويقول "ان اسرائيل واميركا تضربان محور الممانعة كمقدمة لتصفية القضية الفلسطينية. ولم يتأخر إقتراح العرب مبادلة اراضي الـ67، والذي لم تتلقفه اسرائيل بايجابية علنية كعادتها حتى لو إرتاحت ضمنياً لأن من يدعم اصحاب القضية (الفلسطينية) يمهدون للاعتراف بحدود جديدة لاسرائيل على حساب الفلسطينيين طبعاً". ويلفت الى "انهم يتعاملون مع سوريا على انها حجر العثرة في وجه تطبيق هذا المخطط، وخصوصاً انها معنية بأراض محتلة عام 67، وهذا ما لن يسمح به محور الممانعة حتى لو قبِل به العرب مجتمعون". وهو يرى في "الموقف الروسي الداعم للقضية الفلسطينية ما يفسّر التوجهات الحاسمة لموسكو في حماية سيادة سوريا وعدم التخلي عنها او التهاون حيال محاولات التدخل الغربي لفرض معادلات قسرية فيها".



تأهب في الشمال: أين يمر خط الاسد الاحمر؟


بقلم: عاموس هرئيل
ما زالت اسرائيل الرسمية لا تتناول الادعاءات أنها هاجمت في فجر يوم الاحد للمرة الثانية في غضون 48 ساعة، مواقع عسكرية في سوريا. وهي لا ترد في وسائل الاعلام المحلية بالطبع. وتقتبس وسائل الاعلام الاجنبية وكالة ‘إي.بي’ ووكالة الأنباء الفرنسية من تصفهم بأنهم أناس اسرائيليون رسميون يُصادقون على مسامعها أن سلاح الجو الاسرائيلي قد هاجم سوريا حقا. لكن لا شيء: إن رجال استخبارات غربيين يكافئون نظراءهم الاسرائيليين ويتفضلون بالحديث الى وسائل الاعلام في البلاد كي يقولوا لنا إن الأهداف التي هوجمت اشتملت على شحنات مُرسلة من الصواريخ الايرانية من طراز ‘الفاتح 110′. ويضيف رجال الاستخبارات الغربيون اولئك أن الصواريخ كانت في طريقها من ايران الى حزب الله في لبنان مارة بسوريا. ونُقلت في طائرات الى دمشق قبل اسبوع ووزعت بعد ذلك على عدة مواقع تمهيدا لتهريبها الى لبنان.
ماذا يفترض ان يستنتج المواطن الاسرائيلي من كل ذلك؟ يستنتج من جهة ان رئيس وزرائه امتنع عن تناول ازدياد التوتر على الحدود الشمالية برغم الصورة التقليدية قبل جلسة الحكومة في ايام الاحد وهي فرصة مثالية لاطلاق تصريح أمام مكبرات الصوت دون أن يضطر الى اسئلة الصحفيين المُضايقة. وقد جمع بنيامين نتنياهو من جهة ثانية المجلس الوزاري المصغر للتباحث في الوضع في الشمال (تقول وسائل الاعلام الاجنبية إن هذا هو التباحث الثاني في هذا الشأن فقد سبقته جلسة ليلية للمجلس الوزاري المصغر في يوم الخميس لم ترد عنها تقارير في الصحافة الاسرائيلية). وأقلع من جهة ثالثة أمس لزيارة الصين كما كان مخططا.
فعلامَ تشهد الصافرات الباطلة التي سُمعت في هضبة الجولان في نهاية الاسبوع؟ ولماذا نُشرت مع كل ذلك في الايام الاخيرة بطاريتان من منظومة القبة الحديدية في صفد وحيفا وتم وقف الطلعات الجوية المدنية في شمال البلاد اذا كان نتنياهو يشعر بالأمن الكافي للشخوص الى الصين؟ هل يعني كل ذلك أنه يجب فتح الملاجئ في غوش دان ايضا؟ وقد جنبنا في هذه المرحلة على الأقل حملة قيادة الجبهة الداخلية لتشجيع الجمهور على حماية نفسه وبدء اسبوع الطوارئ الوطني على أثر ذلك ايضا. فمن يحتاج الى اسبوع طواريء حينما يمكن التدرب على حدث حقيقي؟.
يمكن ان نفهم نقطة الانطلاق الاسرائيلية في ظاهر الامر، التي رأت كما يبدو أن غموض التصريحات سيضائل خطر رد سوريا العسكري على الهجمات. وأصعب من ذلك ان نفهم الاصرار على التمسك به بعد أن كُشف السر سواء كان ذلك بمبادرة المصادر في واشنطن أو بسبب استصعاب ضبط النفس عند نظرائهم في القدس، وبعد ان اتهمت دمشق اسرائيل علنا بالمسؤولية عن القصف. ونقول تلخيصا إنه اذا كانت التقارير الاخبارية عن الهجمات الاسرائيلية دقيقة فان اسرائيل الآن أكثر مشاركة مما كانت في الماضي في الحرب الأهلية الهوجاء في سوريا. لأنه يبدو بعد ثلاث هجمات منسوبة الى الجيش الاسرائيلي في غضون نحو من ثلاثة أشهر أنه قد زاد خطر ان تتورط اسرائيل ايضا في القتال.
تم بحث هذه المخاطرة في القيادتين السياسية والأمنية بجدية أشهرا كثيرة لكن يُخيل إلينا أن أكثر الجمهور لم يكد يعرف ذلك الى نهاية الاسبوع الأخير. في الوقت الذي تُلمع فيه اسرائيل نفسها استعدادا للموسم الجديد من ‘الأخ الكبير’، ألم يحن الوقت ليُبين رئيس الوزراء للمواطنين بخطوط عامة على الأقل ما يحدث على الحدود الشمالية؟ يبدو ان نتنياهو يعتقد ان ذلك لم يحن بعد. ومع كل ذلك فان العدو يُصغي.
اكتفى رئيس الوزراء بتوجيه الطلب المعتاد الى الوزراء ألا يُجروا لقاءات مع وسائل الاعلام بسبب الحساسية الأمنية. وتبين أن التوجيه لم ينطبق على نواب الوزراء فقد بادر نائب وزير الدفاع داني دنون الذي يبدو أكثر فأكثر مثل قمر صناعي مستقل يتجول هائما بلا صلة بالوزير المسؤول عنه بوغي يعلون، بادر الى اجراء لقاء صحفي مع صوت الجيش الاسرائيلي وإن لم يقل شيئا ذا معنى. وامتنع الجيش الاسرائيلي اذا استثنينا الخطوات الدفاعية المطلوبة، مثل نشر بطاريتين من منظومة القبة الحديدية في الشمال، عن خطوات قد تزيد الوضع تصعيدا مثل تجنيد قوات الاحتياط أو تعزيز القوات على الحدود.

وضع راهن هش

مع عدم وجود تفسيرات رسمية، تجهد وسائل الاعلام في تقديم تفسيرات بديلة للهجمات الاخيرة. ويتعلق التفسير الرائج باجتياز الخطوط الحمراء التي أعلمتها اسرائيل في الجبهة الشمالية. فقد حذّر رئيس الوزراء ووزير الدفاع الحالي وسلفه ايضا، ووزراء آخرون وضباط كبار، حذروا جميعا من ان اسرائيل لن تستطيع ضبط نفسها بازاء نقل سلاح يكسر التعادل الى حزب الله وهو سلاح كيميائي وصواريخ مضادة للطائرات متقدمة وصواريخ ساحل بحر أو أنواع ما من صواريخ ارض ارض بعيدة المدى وصواريخ دقيقة. ويقع صاروخ ‘الفاتح 110′ في هذه الفئة ايضا.
يخشون في طهران على مصير مخازن الصواريخ فوق الارض السورية بسبب تقدم قوات المتمردين (أو يخشون ألا يمكن بعد ذلك الاستمرار في نقل شحنات مرسلة من السلاح في محور طهران دمشق بيروت). ولهذا تحاول ايران أن تنقل الصواريخ وتعمل اسرائيل للتشويش على ذلك. لم يكن صاروخ ‘الفاتح 110′ في حوزة حزب الله على الارض اللبنانية قبل ذلك أما صواريخ ‘إم 600′ التي في حوزته فهي أقل دقة. وقد مكّن تعرّف الاستخبارات للشحنة المرسلة كما يبدو من فرصة عملياتية للهجوم. لكن كتلة الهجمات التي أخذت تتراكم تُعرض للخطر الوضع الراهن الهش بين اسرائيل وسوريا.
إن السؤال المقلق الآن هو أين يمر الخط الاحمر لرئيس سوريا بشار الاسد. حينما هوجمت المنشأة الذرية في شمال سوريا في ايلول 2007 اختار الاسد تجاهل ذلك وزعم بعد ذلك ان اسرائيل قصفت مزرعة لا أهمية لها. وفي كانون الثاني من هذا العام حينما قُصفت قافلة فيها صواريخ مضادة للطائرات من طراز ‘إس.إي17′ أدت سوريا دور اللص المسلوب واتهمت اسرائيل بقصف حي مدني بريء. وفي ليل يوم الخميس كاد السوريون يتجاهلون التقارير الاخبارية. لكن رد دمشق على الهجوم الاخير يختلف تمام الاختلاف لأن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي اتهم اسرائيل هذه المرة بـ ‘عدوان سافر’ ووعد بأن ‘جميع الخيارات مفتوحة أمامنا’.
لا يعني كل ذلك ان نظام الاسد معني بالضرورة بعملية انتقام وخلافا لتصريح سوري سابق عرّف الهجوم بأنه ‘اعلان حرب’ اسرائيلي، كان وزير الاعلام حذرا من التزامات ما. ويرى التقدير الاستخباري في اسرائيل منذ زمن ان الاسد يفضل ألا يُجر الى مواجهة عسكرية مباشرة مع اسرائيل خشية ان تكون الضربة القاتلة التي تفضي الى هزيمته في الحرب المهمة حقا بالنسبة اليه وهي نضاله للمتمردين. وقد يفضل الاسد ان يبقى مثل اسحق شمير في المواجهة المحتملة وأن يقرر مثل شمير في حرب الخليج الاولى أن يرد بلده في الوقت والمكان اللذين يجدهما مناسبين.
وهذا ما تأمل اسرائيل أن يحدث بالطبع، أي ان يضبط الاسد نفسه ويدرك ان الهدف كان شحنة السلاح المرسلة الى حزب الله ولم يكن نظامه لأن القدس تحرص على عدم التدخل هنا أو هناك في معركته من اجل البقاء. لكن ليس من المؤكد ان يقبل الرئيس السوري هذا الزعم، ولا يقل عن ذلك إقلاقا ان الهجوم يبدأ حسابا مستقلا مع ايران وحزب الله بسبب اصابة سلاحهما. ويمكن ان تتم تصفية الحساب بخطوة محدودة نسبيا ايضا مثل اطلاق قذائف الكاتيوشا على الشمال من غير تحمل مسؤولية صريحة عن ذلك. وقد كان التنديد الايراني أمس منضبطا كثيرا دون تهديد صريح ومباشر.
عملت اسرائيل الى الآن على نحو عام بحذر في الجبهة السورية. وتقول التقارير الاخبارية في وسائل الاعلام الاجنبية إن الهجمات الاخيرة قد نجحت نجاحا حسنا. وستأتي المعضلة في المرة التالية حينما يتم الحصول على معلومات استخبارية عن نقل وسائل قتالية الى لبنان. ويجب ان نفترض ان هذا سيحدث لأن ايران وحزب الله ما زالا يخشيان على مصير مخازن السلاح المتقدم في سوريا. وكلما كثرت الهجمات زاد الضغط على الاسد ليرد (لأن ضبطه المستمر لنفسه سيعتبر إظهار ضعف مبالغا فيه) ويزيد خطر تشوش شيء ما كأن يحدث قتل كثير لمدنيين في واحد من أعمال القصف. وقد زعمت شبكة تلفاز روسية بالمناسبة أمس أنه قُتل في الهجوم الاخير مئات المدنيين. وهذا نبأ كاذب بصورة سافرة. ففي اسرائيل يُقدرون ان عدد المصابين في الهجوم قتيلان وأكثر من عشرة جرى بقليل.
إن الموقف الامريكي من القضية الحالية يثير الاهتمام، فقد رفض رئيس الولايات المتحدة براك اوباما ان يتطرق الى تفصيلات الهجمات لكنه عبر في مؤتمر صحفي عن دعم حق اسرائيل في حماية نفسها من نقل سلاح حديث الى حزب الله. وقد تشهد المعرفة التي أظهرها موظفو الادارة بطبيعة الأهداف التي هوجمت على تنسيق سبق ذلك مع اسرائيل. وبدا الهجوم أمس جزءً من معركة أشمل ويجب ان نفترض ان التالي سيأتي.