Monday, January 8, 2018

إيران الثورة بددت الآمال الصهيوأميركية بتفجير الداخل بحكمة وثبات.. ولم يعد أمامهم إلا الذهاب للحرب المباشرة أو الركون للمفاوضات.2/2

إيران الثورة بددت الآمال الصهيوأميركية بتفجير الداخل بحكمة وثبات.. ولم يعد أمامهم إلا الذهاب للحرب المباشرة أو الركون للمفاوضات.2/2


إيران الثورة بددت الآمال الصهيوأميركية بتفجير الداخل بحكمة وثبات.. ولم يعد أمامهم إلا الذهاب للحرب المباشرة أو الركون للمفاوضات.2/2


غرف العمليات السرية هذه والتي هدفها إشعال إيران من الداخل وهذا ماصرح به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي قال وبكل وضوح منذ عدة أشهر في مقابلة تلفزيونية عن "عزمه بنقل الحرب إلى داخل إيران"، وقد عزز تحالفاته بما ينسجم مع تطلعاته وأهدافه تجاه ايران، وعمل تعميق تحالفه الأمني والعسكري مع الأمريكي والاسرائيلي باعتماد استراتيجية موحدة لمواجهة إيران.


وهذا كشفته القناة العاشرة الاسرائيلية في تقرير لها حول مذكرة التفاهم بخصوص إيران"والتي تنص على تشكيل 4مجموعات عمل أمريكية وصهيونية متعددة ضد إيران، أولى مجموعات العمل ستعمل على "المجال السري والدبلوماسي لإلغاء البرنامج النووي الإيراني"، وستهدف المجموعة الثانية إلى "الحد من وجود إيران في المنطقة خصوصا في سوريا ولبنان". وتشمل مهام المجموعة الثالثة "احتواء برنامج الصواريخ البالستية الإيراني" و"الحد من محاولات إيصال الصواريخ الإيرانية إلى حزب الله". وأخيرا، ستتناول المجموعة الرابعة مشكلة "تصعيد التوتر في المنطقة التي يمكن أن تتورط إيران فيها".

هذا يعني أن الأمريكي والإسرائيلي والسعودي وبعد فشلهم في تقسيم وتفتيت المنطقة من خلال العصابات الإرهابية التكفيرية للوصول إلى أهدافهم، ها هم يجهدون اليوم وبكل الوسائل المتوفرة لنقل المعركة إلى الداخل الإيراني لخلق حالة من عدم الإستقرار وانعدام الأمن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مستغلين بذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي تقف وراءها الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي فرضت على إيران سلسلة من العقوبات الإقتصادية المجحفة والمجرمة وعلى مدى عقود من الزمن، ها هي اليوم تسعى لركوب موجة الاحتجاجات لتحقيق ما يمكن تحقيقه من اهداف داخل ايران عبر محاولة تأزيم الأوضاع فيها، تمهيدا للحصول تنازلات سياسية و اقتصادية و عسكرية، وهذا ما عجزت عن تحقيقه في حروبها التي أشعلتها وأدارتها في المنطقة.

جنون الحقد والعظمة أفقد هؤلاء صوابهم وجعلهم تحت تأثير التقديرات المهومة والغبية في آن، لأن نظام الجمهورية الإسلامية(ولاية الفقيه) قادر على إنزال الملايين من الجماهير وفي لحظات إلى الشارع ويتملك 3 ملايين من الضباط والعسكريين النظاميين الموزعين بين الجيش والحرس هذا دون عديد الشرطة، بالإضافة لقوات التعبئة(الباسيج) التي يصل تعدادها إلى خمسة ملايين مقاتل عند الضرورة، هكذا دولة وبهذا التشكيل المنظم والمعقد في تركيبتها الأمنية لا تسقطمن خلال مظاهرات تعدادها بالمئات أو الألاف وحتى عشرات الآلاف.

الايرانيون بغالبيتهم يعرفون عدوهم الحقيقي. ويعرفون جيدا ماذا يريدون من حكومتهم، وهم عل حذر مما يريده الاعداء، وعلى رأسهم الشيطان الأكبر، لذلك كانت تصريحات ترامب ونتنياهو بمثابة إنذار لمن خرجوا للشارع يطالبون بحقوقهم، بعدما تبين لهم أن مندسين حرفوا الإحتجاجات بإتجاه أجندات سياسية خطيرة يتم طبخها في الشارع على حسابهم وشاهدوا أعمال التخريب الممنهج بأم العين وهذا أمر لا يقبله الشعب الإيراني وليس من ثقافته، (الثورة الشعبية التي أسقط الشاهنشاه حفظت قصوره وما بداخلها دون أي مس بها وهي الأن متاحف يرتادها الزائرون)، لأجل ذلك أيقن الإيرانيون ومن خلال بعض الشعارات والممارسات أن هناك جهات مدفوعة بتوجيه من غرف عمليات سرية في الخارج هدفها ضرب الإستقرار في البلاد، عندها بدأت تنحسر التظاهرات تدريجيا حتى قبيل تبنى السيد الخامنئي لمطالب المحتجين المحقة والتي تتحمل حكومة "روحاني" (مرشح الإصلاحيين والذي فاز بأكثرية شعبية بوجه منافسه مرشح المحافظين السيد رئيسي) بنسبة كبيرة من المسؤولية إتجاهها، بسبب تفاؤلها المفرط بعد توقيعها للإتفاق النووي في عهد أوباما وبناء سياستها الإقتصادية عليه، وأشاعت أجواء من الإنفراج فيما يخص أسواق المال والتجارة وأن إيران مقبلة على إزدهار إقتصادي غير مسبوق، الأمر الذي شجع المصارف والبنوك والشركات والناس للوقوع في فخ إستثمارات قد تكون محسوبة ولكنها غير آمنة أدت إلى إنتكاسة مالية كان يراد لها أن تكون أكبر من ذلك بكثير، لأن هناك جهات محترفة وأجهزة وشركات مختصة في تدمير البلاد إقتصاديا عملت على إدارة العملية على غرار ما حصل لكثير من الدول التي تم إستهدافها بهدف تركيعها، ولكن يقظة الأجهزة الأمنية الإيرانية والمحافظين حول التهديد إلى فرصة وتم أدارة الأزمة بحكمة عالية لتفويت الفرصة على الأعداء وحرق معظم أوراقهم في الداخل، الأمر الذي حال دون وقوع الكارثة ووضع الحد لهذه المؤامرة التي كانت تهدف لضرب الإقتصادي والأمن الإيراني.

لذلك رأينا التحركات الإحتجاجية الأولى كانت في مشهد حيث أنصار السيد علم الهدى ممثل السيد الخامنئي في خراسان والسيد رئيسي وهم من أنصار التيار المحافظ، وتدخل القائد الخامنئي بشكل مباشر وطلبه من الحكومة ورئيسها العمل على حل المشكلة وبشكل جذري، وإستجابة ومسارعة الرئيس روحاني لمعالجة الأمر، أشاع أجواء من الرضا لدى المتضررين وإنتهت القضية عند هذا الحد، وبموازاة ذلك عملت الأجهزة الأمنية بحرفية عالية على إلقاء القبض على كافة الفاعلين الرئيسيين في إشاعة الفوضى والتخريب وتم تفكيك معظم الخلايا الأمنية التي إندست وركبت الموجة لتقودها إلى حيث يريد المحرض الأمريكي، الأمر الذي أصاب إدارة العمليات المركزية الموكلة في الملف الإيراني بالإحباط واليأس من حصول أي نتائج تذكر بالرغم من كل الوسائل والتدابير التي إتخذتها على مستوى الإجراءات الأمنية والفبركات الإعلامية.

وما زاد الطين بلة ما جرى اليوم في مجلس الأمن من إخفاق جديد للسياسة الخارجية الأمريكية، الأمر الذي زاد من عزلة الإدارة الأمريكية وفشلها في إستقطاب رأي عام دولي داعم لها ولسياساتها العدائية إتجاه إيران وعجزها عن إستصدار قرار إدانة أو حتى بيان تنديد أو إستنكار، وقد جاءت كلمة مساعد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية الطيب زيريهون وكلمات المندوبين الدائمين متوازنة إلى حد كبير.

في حين سخف الكثير من الباحثين والمختصين قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بدعوة مجلس الامن لبحث المظاهرات في ايران واصفين إياه "بالقرار الغبي" وأولهم رئيس مكتب الدراسات الاميركية المختصة في شأن ايران الدكتور ديفيد مولر:"إنه قرار سخيف".

مجلس الامن لا يتخذ قرارات في شأن مظاهرة داخلية، ان مهمة مجلس الامن هو ان يبحث الحروب بين الدول والمشاكل الدولية والازمات الدولية، ويرسل موفدين لحل المشاكل الداخلية في البلدان عندما تحدث حروب داخلية كبرى وعندما تسقط الانظمة الداخلية وتعم الفوضى البلاد وتقوم اشتباكات وحروب كما حصل في اليمن او في ليبيا وغيرها.

هذا الأمر الذي لا يمكن حدوثه في إيران وقد أعلن مستشار السيد القائد عن البدء في اجراء إصلاحات على صعيد الموازنة الإيرانية من اجل تخفيف الأعباء الاقتصادية عن الشعب، و صرح رئيس مجلس الشورى السيد لاريجاني بأن المطلوب من حكومة الرئيس روحاني تخفيض أسعار الوقود ومنح العائلات الإيرانية الفقيرة مساعدات مالية ومعالجة المحتجين على الوضع الاقتصادي في إيران.

أما إذا أردنا أن نتكلم عن السيناريوهات الأخرى المتمثلة بالخرق الأمني عبر الحدود فهذا ليس بالأمر اليسير نظرا لإمساك الجيش والحرس للحدود جيدا خاصة على الحدود الأفغانية والباكستانية وأيضا حسن علاقة إيران مع دول الجوار تحديدا العراق وتركيا والتي يمكن تصنيفها بالعلاقات الإستراتيجية، لذلك فإن الأمريكي لن يدخر جهدا في تفعيل حركة الإرهابيين لمحاولة العبور للداخل الإيراني في منطقة بلوشستان ناحية الحدود الباكستانية خاصة إذا أخذنا بعين الإعتبارالقرار الأخير بوقف المساعدات الأمريكية لباكستان تحت عنوان عدم جديتها في مكافحة الإرهاب، إن الحقيقة المخفية وراء هذا القرار هي إضعاف حكومة باكستان عمليا ووضعها أمام قصور مادي في مكافحة الإرهاب، وإفساح المجال للجماعات الإرهابية لكي تزداد فعالية أكثر في دائرة الهدف الذي يريده الأمريكي كما أسلفنا، ولكن هذا لن يجدي نفعا طالما أن هناك قبضة حديدية تمسك بالحدود.

وأما السيناريو المتبقي فهو الحرب المباشرة ضد إيران وهذا ما يصفه كافة المختصين والمحللين بأنه ضرب من الجنون الذي قد يتدحرج لحرب عالمية، وهذا ما تحذر وتتخوف منه الكثير من الدول لأن إيران اليوم هي ترسانة من القوة التي يعرف العدو قبل الصديق مدى حجمها وقوتها.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية تقريرا عن قوة إيران العسكرية قالت فيه أن الجيش الإيراني يعتبر أكبر قوة في اسيا واقوى من جيش باكستان والجيش الهندي والجيش الإسرائيلي باستثناء السلاح النووي وان ايران انفقت خلال سبع سنوات الماضية 1500 مليار لتطوير الصواريخ الباليستية التي يصل مداها الى اكثر من 2000 كلم وأصبحت تملك ترسانة صواريخ باليستية بعيدة المدى تصل الى أوروبا ولديها 5000 صاروخ باليستي.

إن ايران التي اشترت منظومة صواريخ اس 300 على قاعدة ثماني منظومات للدفاع عن أجواء ايران في وجه أي هدف جوي صاروخي او طائرة مقاتلة، رفعت العدد الى 25 منظومة دفاع اس 400، وبذلك لم تعد لدى الإدارة الأميركية القدرة على مهاجمة ايران عسكرياً، بل ان ايران قادرة على تدمير "تل أبيب والرياض من خلال آلاف الصواريخ الباليستية تدميراً كاملاً، كما انها قادرة على قصف كافة القواعد الجوية والبحرية الأميركية – البريطانية في المنطقة وضرب الأبنية والمدارج فيها ولا يعود امام اميركا الا استعمال السلاح النووي وهذا أمر غير وارد.

إيران تمتلك اكبر قوة عسكرية في المنطقة، فان وضعها أصبح مثل كوريا الشمالية لا يستطيع أحد الوقوف في وجه الجيش الإيراني والحرس الثوري الإيراني مثلما حصل مع كوريا الشمالية. هذا بالإضافة للدول الحليفة وقوى المقاومة الحاضرة في المنطقة والعالم والتي تنتظر الأمر هي على أهبة الإستعداد لتقوم بواجبها على أكمل وجه في حال حصول الحماقة الكبرى...!!! فماذا أنتم فاعلون يا أيها الحمقى المغفلون...؟؟؟


Sunday, January 7, 2018

إيران الثورة أحبطت الفتنة الثامنة.. وبددت الآمال الصهيوأميركية بتفجير الداخل بحكمة وثبات.. والتي إستغرق تحضيرها سنوات.. ومليارات بن سلمان تلاشت في أيام معدودات.. لم يعد أمامهم إلا الذهاب للحرب المباشرة أو الركون للمفاوضات..1/2

إيران الثورة أحبطت الفتنة الثامنة.. وبددت الآمال الصهيوأميركية بتفجير الداخل بحكمة وثبات.. والتي إستغرق تحضيرها سنوات.. ومليارات بن سلمان تلاشت في أيام معدودات..   لم يعد أمامهم إلا الذهاب للحرب المباشرة أو الركون للمفاوضات..1/2


إيران الثورة أحبطت الفتنة الثامنة.. وبددت الآمال الصهيوأميركية بتفجير الداخل بحكمة وثبات.. والتي إستغرق تحضيرها سنوات.. ومليارات بن سلمان تلاشت في أيام معدودات..   لم يعد أمامهم إلا الذهاب للحرب المباشرة أو الركون للمفاوضات..1/2
                                                                                         
بين الفينة والاخرى تتعرض الجمهورية الإسلامية في إيران إلى تحديات إقتصادية وسياسية يلجأ فيها المتضررون للشارع، الأمر الذي يحدث في معظم الدول وحتى العظمى منها، ولا أحد ينكر بأن ايران تعاني من أزمة اقتصادية، وخروج المتظاهرين كان نتيجة لانعكاس هذه الازمة على حياتهم اليومية، ولكن من الذي أوصل الشعب الإيراني إلى هذا الوضع ومن فرض عليه عقوبات اقتصادية الواحدة تلو الأخرى منذ نهاية التسعينات، والعقوبات الدولية والغربية منذ عام 2006 والتي جرى تشديدها وتوسيعها في 2012، أليست أمريكا وحلفاؤها الأوروبيين..؟؟ أليس هو نفسه النهج الذي مورس ضد كوبا وكوريا والإتحاد السوفياتي سابقا والعراق سياسة تركيع الشعوب والدول والأنظمة إقتصادياً..؟!؟!؟

السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة من الذي أوقع مئات الألاف من المستثمرين ليكونوا ضحية الإفلاس؟؟ وما هي الشركات والبنوك والمصارف التي ساهمت في الترويج لهذه القضية ؟؟ وما هي المشاريع التي تم إغراء المستثمرين بها؟؟ وما هي نسبة الفوائد والأرباح وعلى أي أساس تم إحتسابها وتم إيهام المودعين بها؟؟ بالتأكيد هناك شركات ومصارف تقع في خطأ في التقدير نتيجة ظروف أمنية وسياسية وإقتصادية قاهرة ولكن الأوضاع في إيران بقيت على حالها طوال هذه المدة.!!! والأكيد أيضا أن هناك شركات ومصارف تجارية خاصة قد تكون تابعة لجهات في المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج وغير خاضعة للبنك المركزي الإيراني وبالتعاون مع شركات أجنبية مشبوهة إستغلت موضوع رفع العقوبات وروجت لها وشجعت المستثمرين من خلال أرباح أو فوائد عالية تمهيدا للنصبة الكبيرة على طريقة "البونزي تكنيك" وهذا ما حصل في أكثر من بلد، بهدف توجيه ضربة مالية مؤلمة لأوسع شريحة من الشعب الإيراني وخلق أزمة إجتماعية كبيرة تؤدي لخلق فتنة عظيمة في البلاد تتسلل من خلالها الجهات المخططة لتنفيذ أجندتها السياسية والأمنية على أرض الواقع..!!           لذلك سارع الإمام الخامنئي إلى تبني المطالب المحقة لهؤلاء وأكد على أن أصولهم المالية يجب أن تعوض لأنه إعتبر أن الأمن الإقتصادي مسؤولية الدولة، وقد تعرض لخرق ونكسة خطيرة ووجب على الحكومة معالجة الأمر على الفور كما وطالب الحكومة بتعديل سياستها الضريبية والإقتصادية التي أقرت للعام الجديد، الأمر الذي ساهم بخروج أصحاب المطالب المالية والإقتصادية ولإجتماعية بوعي وحرص من الشارع، وتم تفويت الفرصة على الأعداء المتربصين شرا بإيران وقام الرصد المتقن بتتبع خيوط المحركين في الشبكة العنكبوتية وإنكشفت اللعبة وتم إلقاء القبض على المئات.

فيما أكد الموقف الإيراني الرسمي على حرية التعبير وحق التظاهر السلمي في وقت تم الإستجابة لكافة مطالب المتظاهرين، وأكد أيضا بأن الشغب والفوضى مرفوضة والمحاسبة ستكون شديدة بعدما تم حرف التظاهرات بإتجاه أهداف وأجندات سياسية خارجية معادية للجمهورية الإسلامية وسياستها الإقليمية والدولية كما بات واضحا جدا أيضا بأن هذه الهجمة الصهيوأمريكية على إيران سببها إفشال إيران لمشاريعهم في المنطقة والموقف الواضح والصريح من القضية الفلسطينية ومن المقاومة، وعلى كل الأحرار والشرفاء أن يكونوا في خندق إيران الإسلام في مواجهة المؤامرة "الأميرصهيوهابية"التي تستهدفها.
إذا يبقى الحذر من الخطر الأمني الذي تستغله الجهات الداخلية والخارجية المعروفة بعدائها للثورة مع كل تحرك مطلبي شعبي، وذلك لوجود جهات في الداخل الإيراني مرتبطة بأجندة الإستخبارات الصهيوأمريكية والتي هي بالأصل وراء الحصار الإقتصادي المفروض علي إيران كما أسلفنا وهي تخطط ليل نهار من أجل النيل من الجمهورية الإسلامية التي تقف سدا منيعا بوجه المشاريع الإمبريالية التآمرية المعادية لقضايا العرب والمسلمين والدول والقوى المستضعفة في العالم، ولا أظن اننا امام نهاية لرؤية مثل هذه المشاهد لاحقاً، لان الاسباب والدوافع والأهداف والمصالح والارضية لا زالت وقد تزيد مع الأيام، خاصة بعد قرار ترامب الغير مسبوق بخصوص القدس ودعمه المطلق لسياسة التهويد العنصري الصهيوني.

إن هذه المحاولات هي للتعويض على سلسة الهزائم التي مني بها المحور الصهيوأمريكي وحلفائه الإقليميين من دول وحركات إرهابية في المنطقة، هذه في الحقيقة وهذه هي احدى تجلّيات ومصاديق الصراع القائمة بين الحق والباطل عبر التاريخ وستستمر في المستقبل، وإيران التي تشكل قلعة من قلاع الصمؤد والمقاومة بالبعدين العقائدي الإسلامي والثوري الإنساني، تشكل الأمل والأنموذج الصادق والفريد والقدوة الصالحة لكافة الدول المستضعفة وحركات التحرر في العالم، من خلال مواجهتها لقوى الباطل والطغيان التي تريد إحكام قبضتها على العالم وموارده ومقدراته.

وكالعادة أمام الأزمات تتفاوت مواقف الموالين لإيران الثورة في الداخل والخارج ما بين خائف و قلق أو مطمئن وهذه الفئة تحديدا تعرف إيران وتركيبة النظام فيها عن كثب لذا هي مطمئنة كقائدها ولا تزلزلها الزلازل ، وأما الطرف المعادي فهم المتآمرون المحرضون والحالمون الواهمون والشامتون لما جرى في إيران الإسلام، ويمنون أنفسهم ببداية الربيع الإيراني (الصفوي- المجوسي -الرافضي) على غرار ما حصل في بلاد العرب وما نتج عنه من قتل ودمار وخراب وتهجير.

هؤلاء راهنوا ويراهنون على سقوط النظام الإيراني منذ اليوم الأول لقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي مراجعة لأرشيف الصحف بعد إنتصار الثورة وفي متابعة لتصريحات كبار وصغار المسؤولين المعادين للثورة وعلى اختلاف توجهاتهم ومشاربهم، سنجد أنهم تصريحا أو تلميحا كانوا يشيرون إلى قرب سقوط  نظام الجمهرية الإسلامية في إيران الخارج عن منظومة العالم المتحضر(دولة مارقة) كما تعرفه وتصفه أميركا.

خلال 39 عاما أي منذ بزوغ فجر إنتصار الثورة الإسلامية تعرضت لما لم يتعرض له بلد في التاريخ، وفي فترة وجيزة من عمر الدول إلى أشرس الإستهدافات بغية إسقاطها وكانت في كل مرة تخرج فيها أقوى من السابق، بدءا من تمرد على خلفية قومية ومذهبية في المناطق (خوزستان،كردستان1979-1980)، محاولة انقلاب ضباط القاعدة الجوية بنوژه في همدان1979 باشراف وتخطيط من ال CIA ، عمليات اغتيال كبار الشخصيات على يد زمرة الفرقان(مطهري، مفتح، رفسنجاني، قائد اركان الجيش الفريق قرني واخرين 1979-1980) حادث الهجوم الامريكي المباشر والفاشل بطبس نيسان 1980، حرب صدام المدمرة 1980-1988.

وفي عام 1981-1982تحالف الامريكان والمجرم صدام والاسرائيليون واعراب الخليج وبريطانيا وفرنسا بالتعاون مع قوى كانت لا تزال سطوتها في الداخل الايراني كالشاهنشاهيين والاحزاب اليسارية وعلى راسهم منافقي خلق وفدائيي خلق وحزب تودة والقوى العلمانية على اسقاط الجمهورية الاسلامية في ايران. وقد كان المتعاونون مع الانقلاب يهيمنون على الكثير من مراكز الدولة والمفاصل الأساسية فيها وصولا الى الجيش والشرطة، ونفذوا اشد الهجمات دموية فقتلوا رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وعدد كبير من الوزراء وغالبية قيادة الحزب الجمهوري الحاكم وصحبها تظاهرات واعلان التمرد المسلح لمنظمة مجاهدي خلق وبدء مسلسل الاغتيالات والعمليات الانتحارية ضد النظام ورموزه وانصاره حزيران 1981، (حصدت حسب احصائيات رسمية 17ألف شهيد) ، منهم شهداء الحزب الجمهوري ورئيس جمهورية ورئيس وزراء البلد(رجائي وباهنر) وزراء ونواب وقادة عسكريين، وسماحة السيد علي الخامنئي شخصيا نجا باعجوبة من محاولة اغتيال في 6 حزيران 1981 وغيرها من الامثلة كثيرة طالت كبار العلماء ومنهم ثلاثة من أبرز ائمة الجمعة ومن المقربين للامام الخميني(ره) ، كدستغيب ومدني واشرفي اصفهاني في تلك الفترة.

الاعتداء الامريكي المباشر باسقاط طائرة الايرباص المدنية تموز 1988 وهجمات البحرية الامريكية على المنصات النفطية الايرانية في نفس السنة وغيرها...،

علاوة على ذلك الاجراءات السياسية والاقتصادية الامريكية الخانقة ضد ايران على عهد الرؤساء المتعاقبين كارتر وريغان وكلينتون وبوش واوباما واخرها ترامب، حوادث فتنة الانتخابات الرئاسية 2009 ما عرف بالثورة الخضراء وما جرى فيها من اصطفافات داخلية حادة وتدخّل وضغط سياسي واعلامي هائل من قبل المتربصين بايران اقليمياً ودولياً ، الى جانب ذلك ، دخول اجهزة الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية على الخط بشكل مباشر وسافر، واغتيال العديد من العقول والعلماء النوويين في طهران(٢٠٠٩-٢٠١١) وإلخ...
وكل هذه الأعمال التخريبية كان خلف معظمها غرف عمليات ترصد الداخل وتتحكم من خارج الحدود، وكانت تحظى بدعم ورعاية اقليمية(سعودية- اسرائيلية) ودولية(اميركية- اوروبية) وحتى اممية(مجلس الامن) في بعض الأحيان..

والأن بعد مضی 8 سنوات من إخماد فتنة عام 2009 ، فان اعادة قراءة الدروس والعبر لهذا الحدث الهام والمؤثر یعد احد المتطلبات الضروریة فی مسیرة تکامل الثورة وتقدم الشعب الایرانی، وفی حال التغافل عنها وجب توقع ظهور مؤامرات وفتن اکثر تعقیدا ضد الدولة والنظام الاسلامي، خاصة وأن ضرب إيران الثورة من الداخل أو حتى الخارج بات لأميركا وحلقائها ضرورة ملحة لانها الخطر الأكبر الذي يتهدد وجود الكيان الإسرائيلي وحلفائه الأعراب المتصهينين.
           
وان انهاء النظام السياسي في إيران يعني انهاء التحدي الأكبر لأمريكا ودول الخليج التي تدور في فلكها والتي تعاني مشاكل سياسية وأمنية وإقتصادية كبرى، وضرب إيران بالنسبة لهم ينهي اي تحرك ثوري في العالم العربي والإسلامي وفي العالم وينهي القضية الفلسطينية بالكامل، كما ويعتبر إنتقاما لسلسلة الهزائم التي لحقت بمشروعهم الشرير والخبيث في العراق وسوريا ولبنان واليمن في السنوات الأخيرة والعقود الماضية أيضا.

أمريكا وحلفاؤها يعتبرون أنهم أمام حرب وجودية فلابد من تحركهم جديا لضرب ايران من الداخل وتصفية نظام الثورة الاسلامية فيها وإيجاد البديل المناسب لهم لمنع وصول الروس والصينيين من تحقيق نتائج فاعلة في منطقة الشرق الاوسط تؤسس لبناء قوة قطبية جديدة تقابل القطب الغربي الامريكي وهذا المنع يحتاج الى تفكيك المنظومة السياسية والثورية في المنطقة.

ولأهمية هذا الإستهداف "السي آي إيه" عينت متأسلماً للتجسس على إيران وهو الذي لاحق بن لادن حتى قتله وقد حاز على لقب "أمير الظلام" وقد اختاره ترامب لهذه المهمة وليشرف على إدارة هذا التحرك المعادي للثورة الاسلامية في ايران.."مايكل دي أندريا" هذا قد أعرب لأشخاص مقربين منه عن "خيبة أمله من نتائج التحرك المعارضة الاخير في ايران، وان تقديرات "مجاهدي خلق" غير دقيقه ومخيبة للآمال وشكلت إحراجا كبيرا لمهامه وان سرعة انحسار المظاهرات وقلة عدد المشاركين فيها دليل على ذلك".

وتم التأكد ان غرفة العمليات المشتركة في أربيل تضم خبراء وضباط سعوديين وممثل خاص لمحمد بن سلمان وامريكيين واسرائيليين ومسعود البرزاني ومستشاريه, والمسؤول الامريكي الذي يشرف رسميا على هذه المؤامرة هو (مايكل دي اندريا) الذي عينه ترامب مسؤولا في المخابرات الامريكية عام 2017 عن الملف الايراني بعد ان كان مسؤولا عن تعذيب المعتقلين في (غوانتانامو) وهو يهودي وله ارتباط بالموساد الاسرائيلي وله ثلاث مساعدين منهم ايرانيين مقربين من مسعود رجوي(منافقي خلق).

وغرفة عمليات ميدانيه مسؤولة عن إدارة العمليات في شرق ايران ومقرها مدينة هيرات الافغانية، وتشرف على هذه الغرفة هيئه قياديه مكونه من ضباط ومستشارين امريكيين واسرائيليين ضاباطان سعوديين وممثل شخصي لمحمد بن سلمان. وممثل عن جماعة جيش العدل وممثلين عن جماعة(منافقي خلق)...هذا اضافة الى غرف عمليات مساندة في كل من دبی، الریاض، کابول، باکو، لندن، استراسبورگ، نیویورک وتل ابيب.......  يتبع
📝حسين سلامي