Wednesday, January 15, 2014

"القوات" و"التيار" في لجان شعبية ضدّ "النصرة" ومع "حزب الله"؟

"القوات" و"التيار" في لجان شعبية ضدّ "النصرة" ومع "حزب الله"؟

خاص "ليبانون ديبايت":
لم يكن الخبر الذي تناقلته بعض وسائل الاعلام عن اشكال الايدي بين سرايا المقاومة في رأس بعلبك وبين الجيش اللبناني على خلفية محاولة احد اهالي عرسال تمرير شاحنة تهريب الى سوريا عن طريق رأس بعلبك، غريباً عن المشهد العام في تلك المنطقة اللبنانية الحدودية، وعن خفايا علاقات الجيرة بين القرية المسيحية وجاراتها من قرى مسلمة وخاصة في ظل موقعها مع توأمها بلدة القاع المسيحية على حدود منطقة القلمون السورية المشتعلة.
بغض النظر عن سبب الاشكال الذي وقع قبل يومين، اكان صهريج مازوت، او شاحنة محملة بالسلاح، وبغض النظر عن طرف الاشكال الثاني اكان اهالي القرية او سرايا المقاومة، في وجه الجيش اللبناني الذي يقال ان احد ضباطه سهّل عمل المهرب بعدما استنجد الاخير به، بغض النظر عن كل ذلك، يطرح السؤال الاهم، ماذا يحدث في هاتين القريتين المسيحيتيين؟
تؤكد مصادر من داخل القرية لموقع "ليبانون ديبايت"، ما يتم الحديث عنه من تسلّح لابنائها وتشكيلهم لجان شعبية خاصة، لحمايتها من تسلل المجموعات السورية المسلحة ومراقبة الحدود تجنباً لدخول اي سيارة مفخخة. تأسست اللجان وفق أحد عناصرها بعد بدء معركة قارة المدينة السورية المحاذية لراس بعلبك، لان اعداد كبيرة من السوريين المسلحين هربوا عبر الحدود نحو البلدة "تجمع الشباب وخاصة من لديه خبرة قتالية بسبب خدمته في الجيش سابقا، او في قوى الامن الداخلي وجمعنا اسلحتنا الفردية، ثم تواصلنا مع حزب الله الذي امّن لنا اجهزة لاسلكية للتنسيق".
ويؤكد العنصر ان عدد مقاتلي اللجان في رأس بعلبك والقاع يصل الى نحو مئتي مقاتل، "لا يتواجدوا طبعا في ذات الفترة على الارض الاّ في الحالات القصوى، وينتشرون في محيط القرية وفي الجرود غير العالية، اذ ان الاشتباكات العنيفة تحصل يوميا بين حزب الله ومقاتلي النصرة في الجرود العالية حيث لا امكانية لنا على الوصول الى هناك".
ويروي العنصر في حديثه لموقع "ليبانون ديبايت"، تفاصيل المعركة التي حصلت ليلة رأس السنة وهي المعركة الوحيدة التي شاركوا فيها كلجان الى جانب عناصر "حزب الله" في مواجهة النصرة "شاركنا في المعركة لاننا تفاجأنا بمجموعات مسلحة من النصرة على مقربة 30 دقيقة من القرية، يومها غيّر هؤلاء اسلوب عملهم، وحاولوا التسلل على السفوح المتدنية الارتفاع، وهذا ما فاجأنا وفاجأ حزب الله ايضاً، كانوا يحاولون التسلل الى بلدة جوسي عبر بلدتنا، فتواصلنا مع حزب الله الذي امّن قوات لدعمنا بسرعة، ووقع للنصرة نحو 83 قتيل فيما قتل شاب من شباب الحزب في المعركة التي استمرّت عدّة ساعات". واضاف: "نحن لا نشارك في اي من عمليات الحزب الهجومية، عملنا يقتصر على الدفاع عن قريتنا".
لا ينفي العنصر ولا يؤكد ان يكون الحزب قد اخضع هؤلاء المقاتلين لدورات تدريبية لاعادة تأهيلهم، لكنه يؤكد "ان لا تواجد لعناصر الحزب في قريتنا ولا في القاع، باستثناء المناطق العالية جداً، فالحزب يراعي البيئة المسيحية، ويحاول تجنّب استفزازها، وحتى لو كان لقتال الارهابيين، لا يمرّ بقواته من بلدتنا، بل يتوجه عن طريق القصير الى سوريا".
لكن من هم عناصر اللجان في القريتين؟
يقول العنصر: "صحيح ان العامود الفقري لهذه اللجان في بلدة القاع هي سرايا المقاومة والتي تتألف من ابناء القرية طبعاً، لكن هناك ايضا متقاعدين من الجيش اللبناني والدرك، كذلك هناك شباب مناصرين لـ"التيار الوطني الحرّ" و"القوات اللبنانية"، الحاضرون للدفاع عن بلدتهم، لكن في بلدة القاع حضور سرايا المقاومة ضعيف، فيتولى المهمة مناصرو التيار والقوات والمتقاعدون من الجيش".
ويكمل العنصر الحديث عن الفرق في موضوع لجان الحماية بين القاع ورأس بعلبك، "في القاع اخذت هذه اللجان غطاء من البلدية ورئيسها لانه من ذات الخط السياسي وهذا ما ادى ربما الى تهديد رئيس بلدية القاع من قبل احد امراء جبهة النصرة، اما بلدية رأس بعلبك فلم تعطي غطاء صريحا لمجموعات الحماية ربما لانها من خط سياسي آخر، وربما لسبب آخر".
ولماذا شكّلت هذه اللجان؟ هل تشعرون بالخوف والخطر من الحدود السورية؟
يتحدث العنصر بصراحة بالغة "وان كان في الموضوع حساسية، نشعر بالخطر من عرسال قبل الاراضي السورية، والقصة بدأت مع بداية الازمة السورية، اذ قررنا عدم الدخول في هذا الصراع في ظل تصارع الفريقين العملاقين السني والشيعي، لم يتقدم حزب الله من اراضينا ليسيطر على اي من القرى السورية، الا ان بعض اهالي عرسال اصرّ على التهريب عبر قريتنا لانهم لا يستطيعون التهريب من البلدات الشيعية، وهذا امر لم نكن نريده، فاعترضنا على زجنا في الصراع عبر تهريب السلاح، ومنعنا مرور اكثر من شاحنة حتى هددنا بقوة السلاح واجبرنا على الموافقة على التهريب، الامر الذي ادى الى حساسية كبيرة، ومن يعرف المنطقة يعرف كيف ان الحساسيات تزداد بيننا وبين العراسلة الذين تجمعنا بهم جرود متداخلة ومشتركة، اما اهالي بلدة القاع، فالحساسيات قديمة منذ بدء اهالي عرسال شراء الاراضي والاستملاك والسكن في ما يعرف اليوم بمشاريع القاع وهي ارض مسيحية، واليوم مع الازمة السورية وضعنا بعض اهالي عرسال مع طرف ضدّ آخر، واننا ضمن حلف الاقليات، وهذا امر ليس صحيحاً، لهذا نحن نشعر بالخطر".

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: