Thursday, January 16, 2014

في مواجهة حزب الله.. الصعود السلفي في لبنان

في مواجهة حزب الله.. الصعود السلفي في لبنان

السبت 13 شعبان 1434هـ - 22 يونيو 2013م

بقلم : سعود المولى

في هذه الدراسة يعرض الأستاذ الدكتور سعود المولى أستاذ الاجتماع السياسي في الجامعة اللبنانية للظاهرة السلفية المعاصرة والراهنة في لبنان بتشكلاتها المختلفة، والتي بدأت في طرابلس ثم انتقلت لسائر المدن اللبنانية، كما تعرض الدراسة لأسباب تصاعد الدور السلفي في الآونة الحالية، والذي تصاعد تحديدا تزامنا مع الثورة السورية وانضمام حزب الله لنصرة نظام بشار الأسد، ولكن كانت هناك عوامل أخرى ساعدت في هذا الصعود في العقد الأخير، تعرض لها الدراسة مثل اغتيال الرئيس رفيق الحريري سنة 2005 مرورا بحرب تموز سنة 2006 و اجتياح ميليشيات حزب الله للعاصمة بيروت سنة 2008 حتى اللحظة الراهنة..

طرابلس: الحاضن السلفي.

"كانت مدينة طرابلس في الشمال أول من استحضر الفكر السلفي إلى لبنان، ومنها انطلق إلى باقي مناطق هذا القطر، فهي بحق معقل السلفية الأول في البلاد، ويوجد بها ما يقارب عشرين جمعية سلفية"،  ولكن لماذا كانت طرابلس بالذات هي مهد نشوء الحركة السلفية ومعقلها كما كانت أيضاً مهد نشوء الجماعة الإسلامية وحزب التحرير وحركة التوحيد وغيرها من الحركات الإسلامية؟ وهو ما قد يعود- برأينا- إلى خصوصية طرابلس التاريخية والسوسيولوجية، فبورجوازية طرابلس المرتبطة اقتصادياً وتجارياً بالداخل السوري، لم تقبل أبداً بفصل لبنان عن سوريا، وبقي ذلك الموقف ظاهراً وخفياً في أساس الكثير من الأمور مثل وجود نقابات مهن حرة في طرابلس مستقلة ومنفصلة عن بقية نقابات لبنان الموحدة في نقابة واحدة مركزها بيروت... وكانت طرابلس مركزاً للحركات المطالبة بالوحدة مع سوريا في العشرينيات والثلاثينيات... واستمرت على هذا الموقف حين رأت البورجوازية البيروتية ضرورة الاستقلال اللبناني بعد عام 1936.. ولم تقبل طرابلس وجدانياً وسياسياً بالاستقلال اللبناني، حتى مرحلة متأخرة..

وهكذا اتسمت طرابلس بموقف الارتباط بالداخل السوري وبالمحيط العربي، وحافظت دائما على وضعها كمدينة إسلامية تقليدية، قاعدتها الاجتماعية الأساسية تتشكل من صغار الحرفيين وذلك بفعل التهميش الاقتصادي والاجتماعي الذي تعرضت له، كما أنها حافظت لنفس السبب على الوجود القوي والمميز للصوفية التي تنتشر بين عائلاتها الرئيسية، الأمر الذي يفسر أيضاً سبب تأخر تشكل ثم انتشار التيار السلفي فيها، وباعتقادي أن بدايات التطلع الى عمل سلفي دعوي منظم أرهصت منذ العام 1932 مع قيام المملكة العربية السعودية ثم انضمام جماعة المنار- محمد رشيد رضا- والفتح- محب الدين الخطيب- الى الدعوة الوهابية في هذا التاريخ....

وبحسب شهادات كثيرة أمكن جمعها قامت في سنة 1946 في طرابلس جماعة "شباب محمد"[1] ، التي غدا اسمها فيما بعد «مسلمون» بقيادة «أميرهم» الشيخ سالم الشهال ، وكانوا يؤثرون اتباع السنة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا؛ فأطلقوا لحاهم، وكانوا يستحسنون تخضيبها بالحناء الحمراء (وهو ما اعتاد عليه أميرهم سالم الشهال بصورة دائمة). ووضعوا العمامة (الطاقية البيضاء ملفوف عليها شملة بيضاء مع ارتخاء ذيل لها على الظهر)، مع بيعة للأمير على أنه (أمير المؤمنين) لوجوب البيعة في الإسلام (ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) فكانت جماعة «مسلمون» بحق أول حركة إسلامية شعبية في طرابلس، التزمت الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا أنهم لم يكتفوا بالأمر والنهي القوليين بل حاولوا تغيير المنكر، وفق رأيهم، باليد، ولم يتردد بعضهم من استخدام ماء الفضة المحرق فرشوا بقليل منه ثياب بعض النسوة، اللواتي نزعن غطاء الرأس، وبدأن يكشفن عن سواعدهن وسيقانهن بقصد إرهابهن ولكن دون إيذائهن. وقد أثار ذلك ضجة كبيرة في البلد، وقاموا بحملة ضد السينما وإعلاناتها، حيث كانت تلك اللوحات الإعلانية تنتشر أمام سرايا طرابلس العثمانية، فقاموا بتكسيرها؛ وقد شارك في الحملة الشيخ سالم الشهال نفسه، والشيخ عثمان صافي وهو أحد خريجي الأزهر الشريف... وقد قامت الجماعة بحركة كبيرة ضد نقابة المحامين التي كانت دعت إلى قانون مدني للأحوال الشخصية[2]...

لكن هذه الحركة السلفية البدئية ما لبثت أن انطفأت وماتت في النصف الثاني من الخمسينيات وخصوصاً بسبب انتشار المد القومي العربي في طرابلس الباحثة عن هويتها العربية الإسلامية في وجه أيديولوجية الكيان اللبناني الجديد، ناهيك عن نشوء وتطور التيار الإسلامي الحركي المرتبط بالإخوان المسلمين أولاً من خلال جماعة عباد الرحمن ثم من خلال الجماعة الإسلامية التي نشأت من انشقاق طرابلسي عن عباد الرحمن[3]...  

الشهال والبدايات.. سلفية تقليدية:

تأسست الحركة السلفية في لبنان على يد الشيخ سالم الشهال (2000م)، الذي "بدأ سلفيته على نحو (عصامي) وليس من خلال جامعة أو مؤسسة"، وإنما تعرّف على الدعوة السلفية "من خلال مجلة (المنار) التي كان يصدرها محمد رشيد رضا، ثم من خلال كتب قرأها للشيخ ناصر الدين الألباني والراحلين السعوديين ابن عثيمين وابن باز"، "إلى جانب رحلاته المتعددة إلى المملكة العربية السعودية"...وقد استقى عبد العال معلوماته من الشيخ الشهال نفسه الذي يعتبره الجميع رأس الحركة السلفية المنظمة..وهذه الحركة المنظمة كانت ككل حركات السلفية في البلاد العربية معنية فقط بالجوانب الدعوية والتعليمية والأعمال الخيرية، بعيدة تقريباً عن أي شكل من أشكال الصراع الداخلي أو العمل السياسي المباشر.[4].

يقول الشيخ سالم الشهال إنه أرسل أبناءه الثلاثة( داعي الإسلام، وراضي، وأبو بكر) لتعلم العلم الشرعي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، فتخرجوا فيها متأثرين بقوة بالمنهج في تلك الفترة، ومع تقدم الشهال الأب في السن وانصرافه إلى العمل الدعوي آلت زعامة الحركة السلفية إلى نجله "داعي الإسلام" الذي مثّل المرحلة الثانية من العمل السلفي، فجمع بين العمل الدعوي والسياسي لأول مرة، وأسس في سبعينيات القرن الماضي "نواة الجيش الإسلامي""[5]، وقد جاء تأسيس هذا التنظيم العسكري بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، وانتشار السلاح ودعم المنظمات الفلسطينية للعديد من التشكيلات العسكرية في طرابلس، ثم الحرب الخفية تارة والمعلنة مراراً ما بين سنّة طرابلس ونصيريي جبل محسن المدعومين من الجيش السوري[6]... وقد مارس الجيش الإسلامي العمل العسكري في طرابلس خلال الحرب الأهلية وخصوصاً بعد سيطرة حركة التوحيد الاسلامي على طرابلس أعوام 1982-1985... وفي نفس السياق يذكر أن الشيخ سعيد شعبان مؤسس حركة التوحيد واحداً من المجموعة التي أسست التيار السلفي مع الشيخ الشهال العام 1946،  كما أنه ساهم في تأسيس جماعة عباد الرحمن بين عامي 1950 و 1951 وأصبح بعد ذلك عضواً في الجماعة الإسلامية التي كانت تشكل فرع الإخوان المسلمين في لبنان. وتدرج الشيخ سعيد في مواقع العمل في الجماعة، وتولى فيها مسؤولية طرابلس والشمال عام 1976، وأصبح بعد ذلك عضواً في مجلس الشورى في الجماعة حتى تركها في العام 1980 بسبب الاختلاف في منهجية العمل الإسلامي ليؤسس حركة التوحيد[7].

وإثر هزيمة حركة التوحيد أمام الجيش السوري والأحزاب اللبنانية-الفلسطينية المتحالفة معه، حل الجيش الإسلامي عام 1985 من قبل المسؤولين عنه، وكان الشيخ سعيد شعبان يحمي السلفيين ويرعاهم "خاصة داعي الإسلام الشهال، فقد كانت بينهما علاقات شخصية جيدة"[8]، وقد هرب لاحقاً العديد من قادة تلك التجربة الطرابلسية إلى مناطق أخرى داخل وخارج لبنان، وهكذا انتقل داعي الإسلام إلى العاصمة بيروت أولاً، ولكن اندلاع حرب المخيمات وسيطرة حركة أمل وحزب الله المتحالفين مع سوريا على بيروت جعله ينتقل إلى إقليم الخروب في الشوف، ثم إلى صيدا التي لم يكن بإمكان الجيش السوري دخولها بفعل اتفاق ضمني مع الاسرائيليين على تقاسم النفوذ في لبنان يومذاك، وفي صيدا عُرف الشيخ داعي الإسلام الشهال من خلال حركة أطلق عليها اسم " جماعة الدعوة السلفية"..ولعل حركته هذه كانت بداية الدخول السلفي الى مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة.

وفي العام 1988 أنشأ الشهال "جمعية الهداية والإحسان" التي شكلت الإطار الرسمي للحركة السلفية وكان عملها يشمل الجوانب الدعوية والتربوية من جهة، والعمل الاجتماعي من جهة أخرى، بهدف سد حاجات أهل السنة والجماعة في هذين المجالين". وقد انصرف وبدعم سعودي واضح وكبير الى تأسيس العمل الدعوي السلفي عبر المدارس الدينية، والتسجيلات الإسلامية، وكفالة الأيتام، وبناء المساجد، وتأسيس إذاعة القرآن الكريم، وغيرها من النشاطات... وانتشرت خدمات الجمعية من أقصى شمال لبنان إلى أقصى جنوبه، إلى أن أصدرت السلطات اللبنانية قرار حلها عام 1996؛ بسبب ما ادعته من "إثارة النعرات الطائفية في بعض الكتب التي تعتمدها الجمعية في معاهدها الشرعية"، وكانت حجتها في ذلك أن أحد الكتب المقررة للتدريس في المعهد ضم فقرة عن فرقة (النصيرية) باعتبارها فرق ضالة خارجة عن الدين بسبب معتقداتها المسيئة للإسلام.

يعتبر تاريخ حل جمعية الهداية والإحسان عام 1996 بقرار سوري-لبناني محطة فاصلة في انشطار العمل السلفي الهرمي، وقد أعقب حلّ الجمعية ظهور جمعيات ووقفيات عديدة، أسّسها تلامذة الشيخ الشهال، وراح الكلّ ينافس الكلّ على كسب الشارع الإسلامي، وما عزّز هذا التحوّل هو كثرة الجمعيات والهيئات، والشخصيات الخليجية الممولة مالياً وعقائدياً لهذه الوقفيات والجمعيات السلفية..

سلفية لبنان.. كويتية وسعودية.

وقد ظهر في طرابلس مؤخراً (منذ العام 2003) جيل سلفي جديد تزعمه الشاب صفوان الزعبي (35 عاما) الذي برز دوره قوياً في ظل الخلاف الشخصي بين الشيخ داعي الإسلام الشهال وزوج شقيقته وابن عمه حسن الشهال، وبالأخص عندما وقّع الأخير منفرداً على اتفاقية حوار مع حزب الله[9] استثارت ردود فعل سلفية وإسلامية سنية غاضبة ومنددة. والدكتور حسن الشهال هو رئيس "جمعية دعوة العدل والإحسان، وتربطه علاقات بجمعيات وهيئات كويتية يتردد أنها تدعمه ماليا.

وهذا التباين دعا العديد من الباحثين إلى تقسيم السلفية الطرابلسية إلى مدرستين:

المدرسة السعودية: وهي التي استقى منها آل الشهال دعوتهم.

والمدرسة الكويتية: وهي التي يمثلها (آل الزعبي) بقيادة الشيخ صفوان الزعبي أحد أبرز شخصيات "تجمع المعاهد والمؤسسات السلفية"، ورئيس مجلس أمناء جمعية "وقف التراث الإسلامي"، التي تعد امتداداً لجمعية "إحياء التراث السلفية" الكويتية التي تمولّه وترعاه، غير أن السلفية لا تقتصر على هاتين المدرستين في طرابلس إذ هي امتدت إلى كل لبنان.

البقاع الغربي: مجدل عنجر مثالاً

تعتبر بلدة مجدل عنجر، المركز الرئيسي والأول للحركة السلفية في منطقة البقاع، والثانية على مستوى لبنان، بعد مدينة طرابلس في الشمال. ويشير السلفيون إلى أن الشيخ زهير الشاويش، لعب دوراً بارزاً وكبيراً في نشر فكر الحركة، من خلال المطبوعات التي نشرها المكتب الإسلامي الذي يملكه، أما ظهورها في منطقة البقاع الغربي، فبدأ مع عودة عدد من الخريجين البقاعيين من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1986 وأبرزهم الشيخ الدكتور عدنان محمد إمامة والشيخ حسن عبد الرحمن.
لم يشارك سلفيو البقاع الغربي في الحياة السياسية اللبنانية، فكان اهتمامهم منصباً على الدعوة والتعليم، فأنشأوا المدارس وبنوا المساجد وعملوا على إلقاء المحاضرات والدروس وتوزيع الكتيبات والأشرطة التي تبصّر الناس بأمور دينهم، ومنها مدرسة خاصة تجمع بين العلوم الحديثة والعلوم الشرعية، إضافة إلى مسجد الصحابي عبد الرحمن بن عوف، الذي تنطلق منه دورات ونشاطات إسلامية. وامتد تأثير الحركة الجديدة إلى قرى البقاع الغربي والأوسط وخصوصاً تعلبايا وسعدنايل وغزة وكامد اللوز وجب جنين والمرج والقرعون والمنارة، وصولاً إلى مدينة بعلبك وجوارها في البقاع الشمالي (خصوصاً بلدة عرسال)..

ونشر الفكر السلفي الدعوي كان يهدف في تلك الفترة الى إنكار بعض العادات الدينية في مجدل عنجر وقرى البقاعين الأوسط والغربي، والتي كان يقوم بها أتباع عبد الله الحبشي مؤسس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (المعروفون باسم "الأحباش"). وقد حصل انشقاق كبير في الحركة البقاعية في العام 2003 على خلفية جواز تكفير أفراد المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية، فاحتفظ الشيخان إمامة وعبد الرحمن بالفكر السلفي الدعوي، فيما برز الفكر السلفي الجهادي الذي تزعمه محمد ياسين الملقب بـ «أبي حذيفة» وارتبط بالقتال داخل العراق، مع علاقة وثيقة بتنظيم «القاعدة»[10].

صيدا
ظهرت السلفية في صيدا في أواخر الثمانينيات وذلك من خلال عدد قليل من الأفراد. ولكن ما لبثت أن انتشرت مع بداية التسعينيات من خلال أعمال خيرية ودعوية كان يقوم بها بعض من ينتمون إلى السلفية ممن أتوا من بيروت والشمال كعبد الهادي وهبـي وداعي الإسلام الشهال.
ومن مظاهر انتشار هذا الفكر في صيدا وجود بعض الجمعيات ذات التوجه السلفي منها:- جمعية الاستجابة: وهي جمعية مرخصة ويشرف عليها الشيخ نديم حجازي ومنهجها سلفي علمي. وتهتم بنشر الفكر السلفي المجرد من دون حمل السلاح، ويتبع الجمعية مسجد في حي الزهور ومصلى في طلعة الاسكندراني، إضافة إلى القيام بأعمال الدفاع المدني عبر سيارات إسعاف تابعة للجمعية.- مدرسة كتاب الصحابي عبدالله بن مسعود: في حي الصباغ وهي مؤسسة علمية سلفية مستقلة وتقوم بدور معهد شرعي خاص يدرس الفكر السلفي والعلوم الدينية بشكل مستقل، ويديره الشيخ أبو زكريا هدوي. وهو مقرب من مدرسة نديم حجازي.

-       التيار الجديد تيار الأسير: " ويمثله الشيخ أحمد الأسير إمام مسجد بلال ابن رباح وصديقه الفنان المشهور المعتزل فضل شاكر، وقد راجت معلومات عن حصول هذا التيار على مساعدات مالية من شخصيات قطرية غير رسمية..

العرقوب
وصلت أولى ظواهر السلفية الى بلدة شبعا عبر أحد أبنائها وهو الشيخ قاسم عبدالله والذي كان مهاجراً في المملكة العربية السعودية، كان خلالها يتردد الى بلدته لتقديم المساعدات للمحتاجين، داعياً الى التمسك بأسس الاسلام لتتشكل معه نواة الحركة السلفية في المنطقة، وفي العام 2000 أي بعد تحرير الجنوب اللبناني، دخلت أطر وعناصر من السلفيين إلى القرى في العرقوب لتتواصل مع الناس عبر نشاطات منوعة ومن خلال مؤسسات اجتماعية ودينية وثقافية وصحية وتربوية.

وقد استفاد التيار السلفي في العرقوب من الإهمال المزمن بالمنطقة ومن الفقر والمنازل والمساجد التي دمرت دون أن يعاد إعمارها، إضافة الى الشباب العاطل عن العمل والبنى التحتية المعدومة والطرقات الوعرة.

الجهادية السلفية اللبنانية

من المفارقات الخاصة بالجهادية السلفية اللبنانية[11] أنها نشأت في حضن تجربتين غير سلفيتين: الثورة الفلسطينية من جهة والثورة الإيرانية من جهة ثانية...

ولا يمكن فهم تطور الحركة الجهادية السلفية من دون العودة إلى قراءة تجربة "حركة التوحيد الإسلامي" في طرابلس من جهة، وتجربة "الحركة الإسلامية المجاهدة" في عين الحلوة ونهر البارد من جهة أخرى، وهما تنظيمان كانت ترعاهما حركة فتح في لبنان حتى العام 1991.

والنواة المؤسسة لما صار لاحقاً تنظيمات "السلفية الجهادية" في لبنان هي أقلية حركية نشطة انزاحت من الجهادية الوطنية صوب الجهادية السلفية أولاً، بدءاً من ارتباطها التأسيسي بحركة فتح وبالصراع مع سوريا، إلى ارتباطها بالثورة الخمينية وبحزب الله من خلال المقاومة ضد الاحتلال، وصولاً إلى التأسيس المستقل لحركتها كسلفية جهادية مرتبطة بالقاعدة وذلك على قاعدة حدثين تاريخيين بالنسبة لها: عودة الأفغان العرب بدءاً من عام 1991، ثم الجهاد في العراق بدءاً من عام 2003... وهي انتعشت وتطورت بين هذين التاريخين بفعل رافد خارجي مؤثر قدّمته المغتربات الأوروبية والأميركية..

بدايات القاعدة

منتصف ليل آخر يوم من العام 1999- مطلع 2000 (ليلة رأس السنة)، جرت أحداث الضنية حين قامت مجموعة من الشباب من مناطق القبة وأبي سمرا في طرابلس بالتدرب على حمل السلاح في جرود الضنية، وكان يقودها بسام كنج الملقب بـ «أبو عائشة» وهو من اللبنانيين الذين شاركوا في الجهاد الأفغاني، إلى جانب زميل له هو بسام إسماعيل حمود (أبو بكر)، وجرت اشتباكات بين هذه المجموعة والجيش اللبناني أدت الى مقتل كنج واعتقال حمود، ويذكر أن الاثنين كانا قد التحقا بـ «الجهاد الافغاني» الأول في الولايات المتحدة التي كان يُقيم فيها والثاني في السعودية حيث كان يعمل، وعادا الى لبنان ليؤسسا الجماعة التي هاجرت الى الضنية وباشرت منها نشاطها المسلح.

وتؤكد مصادر متعددة أن هذه المجموعة كانت أول إطار منظم لتنظيم القاعدة في لبنان، مع أن العديد من الشباب المسلم الذين انضموا لأبي عائشة هربوا آنذاك من المضايقات التي تعرضوا لها في طرابلس والشمال، بعد سلسلة تفجيرات طاولت الكنائس والتي تبين أن بعض الأجهزة الأمنية كانت تقف وراءها.

وبعد معركة الضنية هذه داهمت قوات الجيش اللبناني بلدة القرعون في البقاع الغربي واعتقلت عدداً من شبابها كما جرت اعتقالات عشوائية في طرابلس وعكار وما يزال العديد من معتقلي تلك المرحلة في السجون دون محاكمة ما أدى إلى نشوء قضية خاصة بهم كانت بلا شك أحد أهم أسباب التوتر وتصاعد الغضب الطرابلسي وانتشار التيار السلفي الجديد في لبنان..   

عصبة الأنصار

انشق الشيخ هشام شريدة عن الحركة الإسلامية المجاهدة في مخيم عين الحلوة (مؤسسها هو الشيخ ابراهيم غنيم وأبرز قادتها الشيخ جمال خطاب والشيخ عبدالله حلاق) وأسس عام 1984 مع أحد المطرودين من حركة فتح (جمال سليمان قائد كتيبة شهداء عين الحلوة) تنظيم أنصار الله الذي ارتبط بحزب الله الشيعي اللبناني وحارب إلى جانبه في معاركه ضد حركة أمل ثم ضد حركة فتح [12].. وبعد مقتل هشام شريدة في قتال بين تنظيمه وتنظيم فتح داخل المخيم أواخر العام 1991، واستئثار جمال سليمان بقيادة تنظيم أنصار الله وتحويله إلى ذراع لحزب الله، أسس تلميذ شريدة ورفيق دربه في المعتقل وبدايات المقاومة في عين الحلوة وابن قريته الصفصاف، أبو محجن عبدالكريم السعدي "عصبة الأنصار" التي خرج عليها ابن هشام شريدة عبدالله وشقيق هشام يحيى ليعلنا تشكيل عصبة النور.. ويرى الكثيرون أن عصبة النور كانت تجمعاً عائلياً تشكل للانتقام لمقتل شريدة ومحاربة حركة فتح في المخيم، وللسيطرة عليه من خلال السيطرة على تجمع أهالي الصفصاف وهم الأكثرية فيه.. وبالفعل فقد دخلت عصبة النور في صدامات مسلحة مع حركة فتح وقامت بعدة اغتيالات لكوادر فتح أهمها قتل مسؤول فتح العميد أمين الكايد الذي ينتمي هو الآخر إلى تجمع الصفصاف... وفي خريف العام 2003 قامت مجموعة مسلحة من حركة فتح بتصفية عبد الله شريدة وعمه يحيى، وبموتهما انتهى عملياً تنظيم عصبة النور، حيث انضم أكثر عناصر هذه العصبة إلى عصبة الأنصار..

وقد برز اسم عصبة الأنصار وأبو محجن بشكل كبير بعد اعتقال المجموعة التي نفذت عملية اغتيال رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) الشيخ نزار الحلبي في 31 آب/ أغسطس 1995، حيث اعترف أعضاء المجموعة بأنهم تلقوا التدريب في المخيم، وبأنهم تسلموا السلاح من أبي محجن..
وتميزت عصبة الأنصار بأنها أعلنت عن هويتها "السلفية الجهادية" منذ لحظة التأسيس، كما تميزت بإرسال المقاتلين إلى العراق لمحاربة الاميركيين حيث خاضت الكثير من المعارك هناك وسقط لها خلالها أكثر من 20 " شهيداً".

وتعتبر عصبة الأنصار اليوم من أهم القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة وأكثرها تنظيماً وانتشاراً لناحية العدد والمناصرين، وهي أول ظاهرة عسكرية تتشكل للقوى الإسلامية السلفية وصاحبة أول مدرسة سلفية في عين الحلوة تحديداً وفي المخيمات الفلسطينية عموماً.

ويتولى قيادة عصبة الأنصار حالياً ثلاثة أشخاص، هم: وفيق عقل (أبو شريف) ، وأبو عبيدة، وأبو طارق، والأخير أبرزهم من حيث كونه أحد أشقاء أبو محجن الخمسة، ويُذكر أن ابن أبو محجن (إبراهيم السعدي) أمضى خمس سنوات في السجون السورية وقد اعتقلته السلطات الأمنية السورية خلال توجهه الى العراق وأفرجت عنه أوائل شهر آذار/مارس 2012.

جند الشام

بدأ تنظيم «جند الشام» يتصدر المشهد السياسي اللبناني بعد حوادث أمنية مختلفة لا سيما الاشتباكات التي وقعت بين التنظيم والجيش اللبناني في مخيم عين الحلوة يوم 24 تشرين الأول/أكتوبر 2005. وكان للتنظيم نشاطات عسكرية في الداخل السوري وعلى الحدود اللبنانية السورية.

و«جند الشام» يعلن أنه يستمد أفكاره من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وتعود تسميته إلى المجموعة الأولى التي تزعمها أبو مصعب الزرقاوي في أفغانستان العام 1999، حيث أطلق الاسم على مخيم التدريب الذي ضمّ متطوعين من بلاد الشام، أي لبنان وسورية والأردن وفلسطين، وتعود المسؤولية العسكرية لهذا التنظيم في لبنان إلى غاندي السحمراني (لبناني الجنسية)، وهو ممن شاركوا في أحداث الضنية في شمال لبنان مطلع العام 2000، وقد عُثر عليه مقتولاً في يناير 2010 في سوق الخضار داخل المخيم.

ويبدو أن التنظيم نشأ في العام 2004 في مخيم عين الحلوة، على يد الفلسطينيين: أبو يوسف شرقية، وأسامة الشهابي، وعماد ياسين وغاندي السحمراني. وقد اختير الأول أميراً، لكنه واجه صعوبات في ضبط التنظيم، ما دفعه لإعلان تخليه عن الإمارة ببيان مقتضب وُزع في مخيم عين الحلوة في 6 تشرين الأول/أكتوبر عام 2004، ومنذ ذلك الحين يمكن القول إن هذا التنظيم، الذي ضم بضعة عشرات من المسلحين، قد انهار، وتفرّقت عناصره إلى عدة مجموعات صغيرة، عاد أكثرهم إلى عصبة الأنصار..

فتح الإسلام:

ظهر تنظيم فتح الإسلام للعلن في 24/10/2006 إثر اشتباك في مخيم البداوي قرب طرابلس، مع عناصر من اللجنة الأمنية في المخيم المذكور، وقد انتقل عناصر التنظيم بعد هذا الاشتباك إلى مخيم نهر البارد، وهناك نما التنظيم بشكل غير طبيعي، وتورّط بمشروع خطير، أدى إلى اصطدامه مع الأجهزة الأمنية للدولة اللبنانية، اعتباراً من 20/5/2007، وقد كانت حصيلة المواجهة تصفية التنظيم وتدمير مخيم نهر البارد، وقد شهدت نهاية هذه المواجهة عملية فرار لعدد من عناصر التنظيم  فجر يوم  2/9/2007، تمكّن بعضهم من الوصول إلى مخيم عين الحلوة، ويقال اليوم إن هذه المجموعة تأتمر بأوامر عبد الرحمن عوض، خليفة شاكر العبسي، مؤسس التنظيم. وما يزال عبد الرحمن عوض متوارياً عن الأنظار، فيما لا يُعرف على وجه اليقين إن كان يوجد راهناً مجموعة ترتبط بهذا الرجل في المخيم أم لا، يذكر أن زعيم الحركة شاكر العبسي ولد في أريحا وأردني الجنسية والإقامة والدراسة، وقد أفرجت السلطات السورية عنه بعدما كانت اعتقلته في العام 2002.

الانتشار السلفي التقليدي

تنتشر الجمعيات والمعاهد السلفية في لبنان من الشمال إلى أقصى الجنوب مروراً ببيروت ويبلغ عددها أكثر من 25 جمعية تقوم بأنشطة خيرية في مجال علاج المرضى ومساعدة الفقراء ودعم الطلبة المتفوقين علمياً والدعوة الدينية ومساعدة الأيتام والأرامل والكثير منها لا يتوقف نشاطه على العمل الخيري أو الدعوة بل راكمت نفوذاً سياسياً، وهي:
*جمعية دعوة الإيمان ومعهد كلية الدعوة والإرشاد (طرابلس) ويرأسها د. حسن الشهال.
*جمعية الهداية والإحسان الإسلامية التي أسسها الشيخ داعي الإسلام الشهال والتي تعمل حالياً تحت إسم ((وقف اقرأ الإسلامي)).
*وقف ومعهد الإمام البخاري في عكار ويديره الشيخ سعد الدين كبـي والشيخ عبد الهادي وهبـي.
*وقف الأبرار ومعهد طرابلس للعلوم الشرعية في طرابلس بإشراف الشيخ فؤاد ازمرلي.
*وقف ومعهد الأمين للعلوم الشرعية في طرابلس ويديره الشيخ بلال حدارة.
*جمعية الاستجابة الخيرية وتنشط في صيدا والجنوب ويرأسها الشيخ نديم حجازي.
*مكتبة اقرأ الإسلامية ويشرف عليها د. الشيخ عمر بكري فستق.
*وقف إحياء التراث الاسلامي ويشرف عليه الشيخ صفوان الزعبـي ولديه نشاطات عدة في المناطق اللبنانية.
*مركز جمعية النور الخيرية وتنشط في شبعا والعرقوب وفي بلدة الكفور قرب النبطية ويشرف عليها الشيخ أبو جهاد الزغبـي.
*مسجد حمزة في طرابلس ويتولى إمامته الشيخ زكريا المصري.
*الوقف الخيري الاسلامي في صيدا ويرأسه الشيخ أحمد عمورة.
*جمعية ومركز السراج المنير (بيروت).
*وقف البر الخيري (الضنية).
*المركز الإسلامي ومسجد عبد الرحمن بن عوف في البقاع ومجدل عنجر.
*جمعية الارشاد ومدرسة الابداع (عكار).
*وقف إحياء السنة النبوية (الضنية).
*دار الحديث للعلوم الشرعية (طرابلس).
*وقف إعانة الفقير (طرابلس).
*تجمع سنابل الخير (عكار).
*وقف الخير الإسلامي ومسجد ومركز الأقصى (الضنية).
*الوقف الإسلامي السني الخيري (زغرتا).
*وقف إغاثة المرضى (طرابلس).
*جمعية التقوى الإسلامية في بيروت ويرأسها الشيخ جميل حمود.
*وقف الفرقان للبحث العلمي (طرابلس).
*وقف البلاغ الاسلامي (طرابلس)

كما أن هناك مجموعة من علماء الدين الذين يحتلون مراكز رسمية ولا ينتمون إلى تيار منظم وإنما يُعتبرون شعبياً من ضمن الحالة السلفية مثل أمين الفتوى في طرابلس الشيخ محمد إمام، ومفتي عكار الشيح زيد بكار زكريا، وبالمقابل يبرز دور جديد للشيخ رائد حليحل إمام بلدة القلمون الشمالية والذي يرتبط بعلاقات جيدة مع كل الأطراف الاسلامية في طرابلس وخارجها.

أما في بيروت، فلعل أولّ عمل سلفي فيها كان مع افتتاح إذاعة "صوت الإسلام" عام 1993، وقد أشرف عليها "وقف القدوة للعلم والدعوة" في بيروت، وهو عبارة عن اتحاد جمعيتين، هما "جمعية التقوى" و"جمعية العلم والإيمان" بإشراف الشيخ أحمد الميكاوي الذي تأثر بمدرسة الشيخ سفر الحوالي، والشيخ سلمان العودة، والشيخ سعد الحصين الذي كان وزيراً للأوقاف في السعودية. حصل بعدها خلاف داخل إذاعة "صوت الإسلام" بين تيارين، تيار قطبي قريب من أفكار علماء الصحوة في السعودية وتيار آخر محسوب على الشيخ عبد الهادي وهبة المتأثر بفكر الشيخ المدخلي.  كما يبرز في مساجد بيروت عدد من المشايخ الجدد من الدعوة السلفية أمثال الشيخ ربيع حداد...

وفي تقرير صحفي آخر لجريدة السفير كلام عن وجوه سلفية خارج السياق التقليدي. ومن بين هؤلاء إمام مسجد التقوى الشيخ سالم الرافعي الذي يتنامى حضوره نظرا للحالة السلفية التنظيمية التي نجح في تأسيسها في الزاهرية والقبة والميناء والأسواق، يليه في ذلك الشيخ داعي الاسلام الشهال في أبي سمراء والقبة، والشيخ زكريا المصري في القبة، إضافة الى الحضور الفاعل لعدد من المشايخ ممن يملكون معاهد شرعية ومدارس لتعليم القرآن الكريم. كما انضم كثير من المجموعات الشبابية العاملة في المناطق الشعبية مؤخراً، لا سيما تلك التي انسلخت عن "المستقبل" أو من بقايا ما كان يعرف بـ"أفواج طرابلس"، إلى هذه الحالة السلفية العامة بخلفيات سياسية وإقليمية ودينية للاستفادة من الغطاء لها"[13]...

منذ بدء الثورة السورية، أصبح الشيخ أحمد الأسير، وبشكل مطرد، أكثر راديكالية، ويشكل خطابه علامة متميزة في انطلاقة جديدة للبنان، حيث، وبعد عقود من الصراع بين طوائفه المتعددة، استقر اللبنانيون على التحدث بحذر ودقة وبعبارات رقيقة وملطفة والاشارة الى الشعور الطائفي والمذهبي بكلمة "الفتنة"، ما يعني الاضطراب الاجتماعي باللغة العربية. لكن الأسير يقول بأن الحرب السورية غيّرت كل شيء.

"لقد كانت إحدى سمات الربيع العربي صعود القوة السنية، وتشعر بعض القوى الإسلامية بأنه ليس عليها التعامل مع إيران وحزب الله على مستوى غير مباشر بعد الآن. بإمكان هذه القوى مواجهتهما مباشرة".[14]

العلاقة بين السلفية اللبنانية والقاعدة

يعتبر أكثرية السلفيين اللبنانيين أن «القاعدة» هي صنيعة جماعة «الأخوان المسلمين» التي اضطهد أعضاؤها في البلدان العربية، لا سيما في مصر وسوريا، وقد أدى القهر والظلم والكبت والتعذيب الذي تعرّضوا له في السجون إلى ولادة هذا الفكر المتطرّف لديهم ضد الأنظمة، فهاجر كثير منهم إلى السعودية واحتضنتهم هناك الحركة الوهابية، وحصل نوع من «التلاقح» خرجت بموجبه «خلطة سحرية» (أسميتها كوكتيل مولوتوف) أطلق عليها اسم «تنظيم القاعدة»، ثم انتقل هذا الفكر إلى أفغانستان، بقرار سياسي عربي- إسلامي- دولي فرضته الحاجة آنذاك (مواجهة المحتلين السوفيات)... وفي أفغانستان انتظم الجمع المجاهد في كيانات واجتهادات تقوم بمعظمها على محاربة كل من يخالفها الرأي والمنهج، وانضمت إليها لاحقاً عناصر جهادية من جنسيات مختلفة حملت فيما بعد اسم الأفغان العرب[15].

ويستند أصحاب وجهة النظر هذه، إلى كلام منسوب الى زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن يقول فيه: «إن شيخه هو المجاهد عبد الله عزام الذي غادر مصر هرباً من التنكيل الذي حلّ بالاخوان المسلمين». ويعتبر هؤلاء أن السلفيين الحقيقيين لا يحملون الفكر التكفيري، وهم على نقيض كامل مع أفكار ونهج ومبادئ «القاعدة» التي وبحسب رأيهم تشوه صورة السلفيين الذين «لا يرضو

 

المصادر

[1] لا يوجد للأسف أية معلومات حول صلتها (إن كان هناك من صلة) بجماعة شباب محمد التي ضمت من انشقوا عن حسن البنا في مصر عام 1939، وكان لها لاحقاً الدور الأكبر في احتضان نشأة الكثير من رموز السلفية  والجهادية...راجع كتابنا: الجماعات الاسلامية والعنف، دار مدارك،، دبي، 2011.

[2] راجع شهادات قادة العمل الإسلامي الإخواني في طرابلس ولبنان،ضمن كتاب "الجماعة الإسلامية في لبنان منذ النشأة حتى 1975، صادر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروت،2009، خصوصاً الصفحات 18-19

[3]  حول ظروف نشأة جماعة عباد الرحمن ثم الجماعة الإسلامية، أنظر المصدر السابق، الفصلين الأول والثاني.

[4] علي عبد العال: مصدر سبق ذكره

[5] علي عبد العال: الدعوة السلفية في لبنان، مدونة على عبد العال، وموقع إٍسلاميون. نت

[6] الأمر الذي ما يزال يتكرر إلى يومنا هذا ويشهد ولادة المزيد من الحركات السلفية المقاتلة التي تدعو للحرب ضد النصيريين في طرابلس بعنوان الدفاع عن أهل السنة وعن المدينة الاسلامية السنية التاريخية.

[7] المعلومات حول حركة التوحيد والشيخ سعيد شعبان مستقاة من لقاءات خاصة أجراها الكاتب مع قادة الحركة في طرابلس على فترات متقطعة (بمن فيهم المرحوم الشيخ سعيد شعبان والشهيدين عصمت مراد وخليل عكاوي)... وأنظر للمقارنة كتاب حسن صبرا: الحركات الاسلامية في لبنان، منشورات مجلة الشراع، بيروت، 1984

[8] بحسب معلومات علي عبد العال ، المصدر نفسه.

[9] جرى التوقيع على الوثيقة يوم الإثنين 18/8/2008 ، إلا أن ردود الفعل الغاضبة أجبرت صاحبها على الإعلان عن تجميد العمل بها مساء الثلاثاء 19/8/2008،  غداة الحملة التي قادتها جهات وأسماء سياسية ودينية ضد الوثيقة في الشارع السنّي، وتحديداً في طرابلس.

[10] سياتي الكلام لاحقاً عن هذه  المجموعة الجهادية

[11] وأنا أسميها الجهادية السلفية (وليس السلفية الجهادية) لسبب واضح وهو أنها نشأت كحركات إسلامية جهادية وطنية عامة ثم انزاحت رويداً رويداً لتتأطر نظرياً وفكرياً وتنظيمياً بالفهم السلفي العقائدي القادم من أفغانستان والعراق والمغتربات.. أي أنها كانت أولاً جهادية ثم صارت سلفية، وذلك بعكس بعض التيارات السلفية الرسمية التي تبنّت الفكر الجهادي فيما بعد كما في الحالة السعودية..

[12] ظل تنظيم أنصار الله مرتبطاً بالمخابرات الإيرانية وحزب الله إلى يومنا هذا، برغم صدور بيان عنه يعلن انتهاء علاقته بالحزب "سياسياً وأمنياً وعسكرياً"، بسبب الموقف من الثورة السورية. أنظر نص البيان في صحف بيروت بتاريخ 6/12/2012

[13] غسان ريفي: "الإحباط السني" وضمور "المستقبل" يطلقان عنان السلفية في لبنان !جريدة السفير، بيروت، 29 أيار 2012

[14] أنظر: المذهبية الجديدة: الانتفاضات العربية وانبعاث الانقسام الشيعي – السني. ورقة تحليل رقم 29 أعدتها جنفياف عبدو، نيسان / أبريل، 2013 عن مركز صابان لسياسات الشرق الأوسط في معهد بروكنز الأميركي.

[15] قارن مع ما ورد في كتابي: الجماعات الاسلامية والعنف، مرجع سبق ذكره

[16] غسان ريفي: موقع حركة التوحيد الاسلامي في5 آذار 2012،

[17] نفس المصدر، والجدير ذكره أن موضوع هؤلاء المعتقلين من دون محاكمة (وهم بالمئات وغالبيتهم من طرابلس والشمال) كان شرارة اندلاع الغضب الطرابلسي المتكرر الذي شكل حاضنة أساسية وفعلية لنمو وانتشار الجماعات السلفية منذ العام 2003

[18] شبكة أنا المسلم للحوار الاسلامي، القسم العام، المنتدى العام، "أسماء المجاهدين الذين استشهدوا من المهاجرين والانصار في بلاد الرافدين"..

[19] شبكة المنتدى، فئة المجتمع، منتديات اسلامية، "صورة الشهيد البطل ابو محمد اللبناني الذي استشهد في غزوة أبي غريب"...

[20] حول موقف السلفيين ومجدل عنجر من الموضوع أنظر تقرير صحيفة المستقبل اللبنانية بعنوان: 15 ألفاً يشيعون اسماعيل الخطيب في مجدل عنجر، الخميس 30 أيلول 2004 ، وحول ذيول مقتله تحت التعذيب أنظر تقريراً آخر في نفس الصحيفة وفي نفس الصفحة بعنوان: التحقيق مع عناصر استجوبت الخطيب.

[21] أنظر تقرير صحيفة الحياةعن المغتربات كرافد للسلفية الجهادية في عدد يوم 14/10/2004؛  ومقالة سناء الجاك حول نفس الموضوع في الشرق الأوسط، عدد يوم  10 /6/ 2007

[22] غسان ريفي، موقع حركة التوحيد، مرجع سابق، وأنظر أيضاً كتابي الجماعات الاسلامية، مرجع سبق ذكره.

[23] غسان ريفي: المرجع السابق

[24]  نفس المصدر

[25] نفس المصدر

[26] نفس المصدر

[27] الهلال الشيعي مصطلح سياسي استخدمه الملك الأردني عبد الله الثاني للواشنطن بوست وأثناء زيارته للولايات المتحدة في أوائل شهر ديسمبر عام 2004، عبر فيه عن تخوفه من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة في بغداد تتعاون مع طهران ودمشق لإنشاء هلال يخضع للنفوذ الشيعي يمتد إلى لبنان ويخل بالتوازن القائم مع السنة، ورأى في بروز هلال شيعي في المنطقة ما يدعو إلى التفكير الجدي في مستقبل استقرار المنطقة، وهو ويمكن أن يحمل تغيرات واضحة في خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لبعض دول المنطقة.

[28]  قبل أسابيع فقط من بدء الثورة السورية. وقد استقالت حكومة ميقاتي في 23 مارس 2013 دون أن يتمكن الرئيس الجديد المكلف تمام سلام من تشكيل حكومة جديدة بسبب موقف حزب الله المتصلب.

[29] الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره النصف سنوي، الصادر بتاريخ 18 أكتوبر/ تشرين أول 2012

[30] أنظر: المذهبية الجديدة: الانتفاضات العربية وانبعاث الانقسام الشيعي – السني. ورقة تحليل رقم 29 أعدتها جنفياف عبدو، نيسان / أبريل، 2013 عن مركز صابان لسياسات الشرق الأوسط في معهد بروكنز الأميركي.

[31] وكالات الأنباء الصادرة بعد ظهر يوم السبت 1 حزيران 2013.

[32] وكالات الأنباء صباح يوم السبت 1 حزيران 2013

[33] أنظر جريدة السفير الثلاثاء 11 حزيران 2013

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: