لماذا تصور اسرائيل الجيش الحر كجيش "لحد" ؟
Mon, 02/24/2014
- عماد الرجبي
رام الله: خلال الايام الاخيرة كان بالامكان ملاحظة تغيير طرأ على طريقة تعاطي المستوى السياسي والعسكري ووسائل الاعلام العبرية، فيما يتعلق بالتصريحات العلنية حول الازمة السورية، وما رافق ذلك من كشف عن معلومات جديدة حول الدور الاسرائيلي بالازمة السورية.
زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو للجرحى من الجيش السورى الحر، وحديثه معهم، وتوثيق ذلك بالصوت والصورة ونشره، ثم ادعاء صحيفة معاريف العبرية أن قائد الجيش السوري الحر تلقى العلاج وخضع لتأهيل عسكري في اسرائيلي، وهو الامر الذي لم تنفيه المعارضة السوري، اضافة الى تصريحات ضابط بجيش احتلال اكد فيها عن وجود حلقة اتصال مع المعارضة السورية، لنقل جرحى الجيش الحر وعلاجهم لدى جيش الاحتلال، كل هذه التصريحات تشير الى أن اسرائيل تريد أن تحرق مراكب الجيش الحر لتجعل منه في نظر حاضنته الشعبية جيشا عميلا لاسرائيل، ناهيك عن منح النظام السوري، وقوداً، في حربه الإعلامية ضد المعارضة التي يصفها بالخيانة وتنفيذ الاجندة الاسرائيلية.
والمصلحة الاسرائيلية بحسب المحلليين العسكريين الاسرائيليين تقضي باستمرار الوضع الراهن الى اطول فترة ممكنة على ما هو عليه جيش نظامي منخرط في حرب اهلية والمعارضة تقاتل النظام وتخوض حروباً فيما بينها. وعلى ضوء ذلك بالامكان ادراك الخطوات الدعائية والاعلامية الاسرائيلية.
ولكي تشتعل الحرب بين النظام والجيش الحر، تكشف اسرائيل معلومات حول علاقاتها معه – بغض النظر عن صحة تلك المعلومات- وهذه المعلومات ايضا ستؤجج الحرب الدائرة بين الجيش الحر العلماني الذي يحصل على تمويله من الدول العربية المحسوبة على محور الاعتدال مع التنظيمات الجهادية التي تعتنق الفكر الجهادي والتي تتطلع الى تنفيذ هجمات ضد اسرائيل انطلاقاً سوريا ولبنان، والقتال بين كل هذه الاطراف يسمح للجيش الاحتلال بتهيأة نفسه لكل الاحتمالات فيما يتعلق بالجبهة السورية.
ولا تكتفي إسرائيل بالعمل على اظهار الجيش الحر بمظهر جيش لحد ما، وانما بدأت دوائر استخبارية بالكشف عن توظيف مخاوف الأقليات في سوريا من صعود الإسلاميين في بناء تحالفات معها، وفي هذا السياق كشف نحاس عنبري، الباحث في "مركز يورشليم لدراسات المجتمع والدولة"، إن المساعدات التي تقدمها إسرائيل للقرى الدرزية التي تقع للشرق من خط الحدود في هضبة الجولان تأتي في إطار هذا التحرك.
وبحسب دراسة اعدها "مركز يورشليم لدراسات المجتمع والدولة" فإن الدروز في الجولان السوري الذين يحافظون على ولاء مطلق لنظام الأسد اقتنعوا بأن الإسلاميين وتحديداً تنظيم "القاعدة" يمثلون عدواً مشتركاً لهم ولاسرائيل
0 comments: