Tuesday, May 13, 2014

مقارنة هاذية مُغضبة

مقارنة هاذية مُغضبة

Tue, 05/13/2014  

بقلم: حاييم شاين

قارن الاديب عاموس عوز، وهو من أبرز متحدثي اليسار الاسرائيلي، بين منفذي شارة الثمن والنازيين الجدد. وهذه مقارنة هاذية ومغضبة وليس لها أي اساس فكري أو اخلاقي. وهي مقارنة قد تخدم ألد أعداء دولة اسرائيل. ومن الصعب جدا أن نسمع بالصاق هذه السمة الفظيعة بعد اسبوعين من يوم الكارثة وفي الاسبوع الذي تجري فيه مراسم لتذكر الانتصار على المانيا النازية.
يتحدث عاموس عوز في كتابه ‘اليهود والكلمات’ حديثا طويلا عن ثرثرة اليهود وحرفيتهم. وهو يرى انه نشأ وضع أصبح فيه الكلام ضروريا كالتنفس وأن الحياة نفسها غارقة في الكلام. ويمكن أن نتوقع من انسان مسؤول عن الكلام والكلمات قدرا أكبر من العمق والتفكير قبل أن يقارن اليهود بالنازيين. ويحتاج الى قدر كبير جدا من كراهية الاخوة كي يُنسب الى شباب يهود يقومون باعمال خطيرة تثير الاحقاد، أنهم نازيون جدد.
إن مخالفي القانون من منظمة شارة الثمن هم أخطر تهديد لمشروع الاستيطان. وهم يعتقدون خطأ أن اعمالهم تخدم رؤيا ارض اسرائيل الكاملة، لكنهم في واقع الامر يخدمون اليسار بلا كلل. إن نسيج الحياة في دولة اسرائيل دقيق، والانقسامات الداخلية مركبة، وكل عمل يوجد فيه مس بالقدرة على اقامة واقع حياة ديمقراطية مشترك هو عمل خطير وينبغي العمل على منفذيه بأكبر قدر من إقرار النظام.
ما زال مشاغبون ومخربون عرب يقتلون منذ عشرات السنين مئات اليهود بالهام من المفتي الحاج امين الحسيني، خادم هتلر. ولم أسمع حتى مرة واحدة أن عاموس عوز سماهم نازيين جدد أو متابعين لنهج هتلر في محاولتهم القضاء على ما بقي من الشعب اليهودي الذي تجمع في دولة اسرائيل.
يؤسفني أنه يوجد بيننا اسرائيليون يرون أن العدو القاسي مقاتل من اجل الحرية، ويرون شبابا مخالفين للقانون يثقبون اطارات سيارات ويكتبون كتابات شتم نازيين جدد.
لا يمكن أن يكون اليهودي أبدا لا نازيا ولا نازيا جديدا. وأنا اقترح على عاموس عوز أن يحفظ هذه العبارات الحماسية لمن يستحقها حقا. في المجتمع الاسرائيلي يجري منذ سنين جدل صائب بين اكثر الجمهور الذي يدرك معنى العودة الى حدود 1967، وبين اقلية حنينية نسيت ما كان موجودا هنا قبل حرب الايام الستة. إن التجادل حلال ومهم لكن يجب في الجدل ايضا الحفاظ على حدود يأس اليسار.

المصدر:

  • إسرائيل اليوم
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: