الجهاد الإلكتروني
أعداد : زهراء حيدر - وكالة نيوز.
نستعرض في مقاربتنا هذه الشكل الجديد لأنواع من الحروب الحديثة وفق التالي
1- مراحل نمو الحركات الجهادية و تأثير شبكات التواصل في تجنيد الشباب العربي والغربي
2- التجنيد الإلكتروني!
3- آلية التجنيد
4- الأزمات الدولية: الأزمة المصرية , الأزمة التركية,الأزمة السورية, الأزمة الصينية و الأزمة الإيرانية.
"الجهاد الإلكتروني"
ظهرت منذ سنوات أداة فعالة ومخيفة في آن وهي الانترنت! أداةٌ متعددة الاستخدامات قد تتحول مثلاً لتُصبح كتيب يضم كل الارشادات اللازمة للارهابي الممتاز.
و صارت تنتشر بفضل الانترنت البروباغندا الإرهابية إذ يتم تجنيد شباب يُريدون المشاركة في الحرب المقدسة وتُغرس في بعض العقول الضعيفة عقائد كما تُفسر الطريقة الفضلى لصناعة المتفجرات...
وتكمن الميزة في ذلك أنه من الممكن التواصل سراً دون الافصاح عن الاستراتيجيات التي تُحاك لإتمام الأعمال الارهابية. وحسب رأي المتخصصين في الجرائم الالكترونية استخدام الارهابيين لإنترنيت فأشاروا الى ان "الارهابيين يستخدمون كل الموارد المتاحة على أنترنت من أجل الدعاية والتجنيد والتدريب عن بعد ونقل الرسائل. وباستطاعة أجدد الخدمات التي تقدمها الشبكة ان تساعدهم على تحسين قدرات رصد الاهداف الممكنة وذلك بفضل البيانات المختلفة بما فيها البيانات الجغرافية وصور الأقمار الاصطناعية المتاحة دون أية قيود على الشبكة. كما وتعتبر شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة تواصل عن بعد غير مركزية تُعزز التفاعل وتناسب الى ابعد حدود الشبكة الارهابية. مما يجعل الانترنت مساحة تواصل بين الارهابيين وناقلاً للتطرف والتجنيد للانضمام الى الجهاد الإرهابي.
هذا وقد عمل الإرهابيين على انتاج مجلة "انسباير" : (لينك المجلة مرفق في نهاية البحث)* التي يجهل العديد من مواطنينا وجودها أو سبب وجودها... ومع ذلك، فلا يمكن الاستهانة بانتشارها وأهميتها أقله بالنسبة للجهاديين. تأسست هذه المجلة في العام 2010 وتُشرف على تحريرها من اليمن القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وهي تصدر باللغة الانجليزية وذلك من أجل استقطاب أكبر عدد من القراء الشباب الأجانب.
وتخصص بعض الأعداد من المجلة مقالات تضم صوراً وارشادات حول كيفية تصميم قنبلة مفخخة كما وأشارت في مقالٍ آخر من العدد نفسه الى امكانية شن هجمات على مناطق سياحية في فرنسا أو في القطار السريع أو مراكز العاصمة العامة ووادي دوردون حيثُ للجالبة البريطانية تواجدٌ كبير فيصطاد الارهابيون عبرها عصفورَين بحجر واحد.
• مراحل نمو الحركات الجهادية و تأثير شبكات التواصل في تجنيد الشباب العربي والغربي*:
أكد الخبراء أن "داعش" هو من أكثر التنظيمات استغلالا لشبكة الإنترنت بشكل عام، ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، على رأسها "يوتيوب" و"تويتر"، مشيرين إلى تفوق التنظيم وضمّه لعناصر تقنية شبابية قريبة من عالم التكنولوجيا، ما ساعده كثيرا في تنفيذ أجندته التي تشمل دعاية لفكره المتطرف، ونشر أفكاره ومساعي لتجنيد الشباب من مختلف أنحاء العالم، ومواجهة الدول الغربية في حربها الواقعية والافتراضية ضده.
وقال الخبراء إن التنظيم استطاع أن يطور استراتيجية إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي كافة، ولم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وطرقها في عالم تقنية المعلومات، ليبث فيديوهات وأفلاما دعائية بتقنيات وجودة عالية تضاهي إنتاج أكبر الشركات الإنتاجية العالمية، ولينفذ دعاية "تويترية" نجحت في نشر أفكاره، فضلا عن ابتكار طرق تقنية وتطبيقات لمواصلة فتح حساباته الملغية على شبكات التواصل الاجتماعي، ومعاودة نشر فيديوهاته المحذوفة من الشركات العالمية.
وعلاوة على ما أشار إليه الخبراء من ميزات لدى التنظيم في مجال شبكات التواصل الاجتماعي، فقد ذهب "التنظيم" أبعد من ذلك على المستوى التقني ليبتكر ويوجد له مواقع بديلة لنشر أخباره وأفكاره وفيديوهاته، وليتجاوز ذلك أيضا بدخوله عالم الألعاب الرقمية عندما أطلق العام الحالي لعبة رقمية تحمل اسم "صليل الصوارم" في مسعى منه لرفع معنويات عناصره وتدريب الأطفال والمراهقين على مقاتلة قوات التحالف الغربي والإقليمي، الذي شكلته الولايات المتحدة ضده.
وفي هذا السياق، يؤكّد الخبير المتخصص في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أنّ "تنظيم القاعدة" و"السلفية الجهادية" من أكثر الحركات الراديكالية استخداما واستغلالا لشبكة الإنترنت بشكل عام وشبكات التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص، لبث أفكارها وتنفيذ اجنداتها ولاستقطاب الشباب إلى صفوفها بطرق مختلفة.
وقال هنية: "إنّه في موازاة المعارك التقليدية التي يخوضها التنظيم في سورية والعراق، فهو يخوض حربا إلكترونية شرسة، معتمدا على مواقع التواصل الاجتماعي مع ما تتميز به من انفتاحية، وانتشار، واسع وسهولة في الاستخدام وللبقاء بعيدا عن عيون الرقابة والأجهزة الاستخبارية"، لافتا إلى أن هذا التنظيم على ما يظهر يمتلك جيلا من الشباب التقنيين الذين يتفننون في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي ويبتكرون طرقا للتواجد بشكل مستمر على هذه الشبكات.
واستعرض هنية ثلاث مراحل في حياة الحركات الجهادية وهي:
- المرحلة الأولى: مرحلة "الجهادية في افغانستان"؛ حيث كانت تتميز بالمحدودية والمباشرة في تواصل التنظيمات الجهادية مع مناصريها والناس عبر الوسائل التقليدية مثل منابر المساجد والخطب والمنشورات والمجلات الورقية والأنشطة الاجتماعية مع المجتمعات المحلية.
-المرحلة الثانية: مرحلة "أحداث 11 سبتمبر"،والتي تزامنت مع بدء انتشار الإنترنت حول العالم؛ حيث بدأت هذه الجماعات بإنشاء آلاف المواقع الإلكترونية العادية للتخاطب مع الناس، والتواصل عبر المنتديات الإلكترونية المغلقة.
- المرحلة الثالثة : المرحلة الأكثر نشاطا وحرية في التحرك لهذه الجماعات على الشبكة العنكبوتية وهي مرحلة "ما بعد الثورة السورية" والتي افرزت ظهور تنظيم "داعش"؛ حيث تتميز هذه المرحلة بالاستخدام الكبير لشبكات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها وبما تتسم به من انفتاح وانتشار.
وأكّد قائلا: "اعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية استطاع ان ينفذ خلال السنوات القليلة الماضية وما يزال استراتيجية إعلامية تسويقية لأفكاره بقوة معتمدا على جيل تقني من الشباب الذي استقطبه من مختلف الدول العربية والاجنبية، وهو ما يتضح في جانبين؛ نوعية المحتوى الذي يجري بثه عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مثل الفيديوهات الخاصة بالتنظيم والتي تتميز بالانتاج والتصوير والوضوح الفائق، وطريقة بث المحتوى الخاص بالتنظيم والتعامل مع الحملات المضادة وإجراءات الحجب أو الحذف التي مارستها ادارات الدول لمحتوى او حسابات التنظيم على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي"، لافتا إلى ان التنظيم استطاع ان يطوّع هذه الشبكات لبث الافكار والتواصل، كماكنة دعاية واسلوب للتجنيد.
• التجنيد الإلكتروني!*
وعن موضوع التجنيد، قال هنية إن المعلومات المتوافرة تظهر أن التنظيم الذي يقدر عدد أعضائه بحوالي 40 الف مقاتل، استطاع خلال الفترة الماضية ان يستقطب حوالي الفي جهادي من اوروبا أكثر من 80 % منهم استطاع تجنيدهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال الخبير التقني، عبدالمجيد شملاوي، إن شبكة الإنترنت بشكل عام ومواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل على وجه الخصوص أصبحت منصات فعالة تجمع ثلاثية: التواصل الاجتماعي، والتسويق، والإعلام، يمكنها نشر المحتوى الإلكتروني بكل أنواعه؛ مكتوباً كان أم مرئياً أم مسموعاً بين جماهير المستخدمين في وقت قصير.
وأضاف شملاوي: "وبناء عليه، تهتم كل الكيانات على اختلاف أنواعها باستغلال هذه المنصات لتسويق منتجاتها وأفكارها وأخبارها، وخصوصا مع سهولة الاشتراك في هذه المنصات والخدمات، وانخفاض تكلفتها مقارنة بوسائل التسويق والإعلام التقليدي، والجماعات المتطرفة هي واحدة من هذه الكيانات التي استغلت هذه الشبكات لبث أفكارها والحشد الجماهيري واستقطاب الشباب لصفوفها، ومنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذي تميز بظهور إعلامي لافت على مختلف المنصات الاجتماعية لا سيما شبكتي "يوتيوب" و"تويتر".
وأكّد شملاوي أهمية منصات وشبكات التواصل الاجتماعي في مجال نشر الأفكار والدعاية الإعلامية ونقل الأحداث لجهة ما، ومنها التنظيمات المتطرفة مثل "داعش"، وذلك في ثلاثة جوانب، أولها القاعدة الواسعة من الناس التي تستخدم هذه الشبكات والتي يمكنها التواصل فيما بينها متخطية كل الحواجز الجغرافية، والجانب الثاني هو سرعة التواصل لا سيما مع الانتشار الكثيف والواسع لأجهزة الهواتف الذكية لتصل الأخبار والمحتوى أولا بأول أينما تواجد المستخدم، والجانب الأخير هو أن نسبة كبيرة من مستخدمي هذه الوسائل هي من شريحة الشباب، وهي الشريحة التي يمكن التأثير عليها بشكل أسهل من شرائح أخرى في المجتمع.
ولوصف الحجم الهائل والقاعدة الجماهيرية التي يمكن أن تستهدفها أي جهة كانت من خلال هذه المنصات، تظهر آخر الأرقام العالمية بأن عدد مستخدمي الانترنت حول العالم اليوم أكثر من 3 مليارات نسمة، منهم اكثر من 120 مليون مستخدم عربي ومنذ بداية ظهوره القوي في مناطق متعددة في العراق والشام في العام 2013، عمل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على تعزيز تواجده بقوة على وسائل الإعلام الاجتماعية، متفنّنا في بث رسائله وفيديوهاته وأفكاره عبر "يوتيوب"، و"تويتر"، و"إنستاجرام"، و"تمبلر"، وغيرها من أدوات الإعلام الاجتماعي.
إلى ذلك، أشار شملاوي إلى أن التنظيمات المتطرفة تجد في شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مساحة للتواجد والحراك، متخفية ومبتعدة عن عيون الرقابة والإدارات الحكومية، وذلك من خلال عدة استراتيجيات منها التخفي وبث الافكار من خلال أسماء مستعارة ووهمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فضلا عن إمكانيات تقنية كبيرة للمراوغة والتحايل والعودة إلى نفس المنصات أو استخدام مواقع اخرى فيما اذا اتجهت ادارات شركات الإنترنت والتواصل الاجتماعي لاغلاق حساباتها أو حذف محتوى يخص هذه الجماعات.
ويشار هنا إلى أن "فيسبوك" أعلنت العام الماضي عن وجود حوالي 83 مليون مزيف ضمن قاعدة حساباتها، فيما أعلنت تويتر عن وجود 20 مليون حساب مزيف
وبحسب الخبراء، استطاع التنظيم في الفترة الماضية التواجد عبر حسابات رسمية على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن بعدما عمدت إدارات دول عربية واجنبية على رأسها بريطانيا وأميركا للتواصل مع ادارات الشركات العالمية المشرفة على شبكات التواصل الاجتماعي لحذف حسابات التنظيم، أو حذف المحتوى الذي يبثه لا سيما الفيديوهات التي صبغها "طابع العنف" في كثير من الأحيان، كان عناصر التنظيم ومناصروه يعودون إلى الشبكات للتواجد وبث أفكارهم مرات عدة بطرق تقنية جديدة ومواقع مختلفة.
والأمثلة كثيرة على ما سبق، فبعدما عمدت إدارة "يوتيوب" لحذف الفيديوهات التي كان ينشرها على الشبكة العالمية، لجأ عناصر التنظيم إلى نشرها عشرات المرات بمختلف المواقع وروابط التحميل، إضافة إلى اعتماد مواقع قد تكون بعيدة عن الرقابة مثل موقع (دياسبورا) الذي يعتمد أجهزة خوادم مستقلة، لا تخضع لسيطرة الشركة القائمة عليه.
ويعتبر موقع "تويتر" من أبرز شبكات التواصل الاجتماعي التي اعتمدها تنظيم "داعش" وما يزال في حربه الإلكترونية، ولبث أفكاره وأخباره وفيديوهاته، بحسب المستشار والمدرب في مجال الإعلام الاجتماعي خالد الأحمد، الذي قال إن تركيز التنظيم على هذه الشبكة يأتي "لكون الموقع يتصف بالعمومية وإمكانية التدوين المباشر وبث التغريدات باختصار للكثير من المستخدمي في وقت حدوث الحدث عبر الشبكة التي تجاوز تعداد حساباتها النشطة حول العالم الـ270 مليون مستخدم يغردون قرابة 400 مليون تغريدة يومياً".
وأوضح الأحمد أنه بالإمكان ملاحقة أنشطة "الهاشتاقات" على "تويتر" وبث فكرة غير مرتبطة بهذه "الهاشتقات"، وهذا ما اتبعه انصار "داعش" في كثير من المناسبات لبث افكارهم إلى جمهور معين، ومثال ذلك استغلال التنظيم للتغريدات الخاصة بكأس العالم وبث أفكارهم وأخبارهم خلال انعقاد البطولة العالمية.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد تميز التنظيم بإنتاجه العام الحالي تطبيقا مجانيا خاصا للهواتف الذكية يقوم بنشر أخبار التنظيم عبر "تويتر"، حمل اسم "فجر البشائر"؛ حيث يقوم التطبيق بنشر التغريدات تلقائيا على حسابات المشتركين في الخدمة، وتشمل المواد المنشورة "هاشتاقات"، وروابط، وصورا، ومقاطع فيديو، وغيرها؛ حيث استطاع التطبيق ان يصل إلى مستوى بث 40 ألف تغريدة في يوم واحد.
وكان الرئيس التنفيذي لموقع "تويتر" تحدث مؤخرا عن تهديدات بالاغتيال وجهها تنظيم "داعش" لموظفي الشركة وإدارييها، وذلك بعدما أغلق "تويتر" حسابات بعض المستخدمين التابعين للتنظيم، في وقت رفعت فيه شركة "تويتر" دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية متهمة إياها بتجاوز الدستور الذي يكفل حرية التعبير، بعد تقديم الحكومة طلبات للشركة لمعرفة حسابات المستخدمين بتفاصيلها الدقيقة، بحجة أن بعض تلك الحسابات يهدد الأمن القومي الأميركي.
وبذلك تقف شركة "تويتر"، كما هو الحال بالنسبة لشبكات التواصل الاجتماعي الاخرى، موقفا حرجا بين حدود" الحجب" لمحتوى معين بحجة تهديده الامن او الإساءة والتحريض، وحدود "حرية التعبير" التي ضمنت لهذه الشبكات توسعها وانتشارها المتزايد عندما فتحت فضاءات كبيرة امام الناس للتعبير عن الرأي.
وفي هذا السياق، يؤكّد الاحمد أن هنالك تعليمات لدى كل شبكة اجتماعية مثل فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب وغيرها ألا تسمح بنشر المحتوى المسيء او المحتوى الذي يحرّض على الكراهية.
و بما ان شبكة الإنترنت والتواصل الاجتماعي عالم شديد النمو سريع التطور، ونتيجة لذلك فقد تغيرت النظرة إلى الإرهاب الإلكتروني التي كانت منحصرة بالأعمال التخريبية كهجمات الكترونية على مواقع الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي لمؤسسات إعلامية وحكومية وأصبحت تشمل أنشطة أكثرة خطورة تمثلت بالاستخدام اليومي لشبكات التواصل الاجتماعي من المنظمات الإرهابية لتنظيم وتنسيق عملياتهم المتفرقة والمنتشرة حول العالم فالإرهاب الإلكتروني النشط على الشبكة العنكبوتية متفرق ومتنوع ومراوغ بصورة كبيرة، "وحينما يظهر موقع إرهابي اليوم، تجده يختفي ليظهر مرة بشكل جديد وعنوان إلكتروني جديد بعد فترة قصيرة، ولا تخاطب المواقع الإلكترونية لتلك التنظيمات أعوانها ومموليها فحسب، بل توجه رسائلها أيضاً إلى الإعلام والجمهور الخاص بالمجتمعات التي تقوم بترويعها وإرهابها، بهدف شن حملات نفسية ضد الآخرين الذين تعتبرهم اعداء لها، فهي تعرض أفلاما مرعبة للرهائن والأسرى أثناء إعدامهم وقطع رؤوسهم .
أن الأهداف الأساسية لاستخدام الإنترنت بأغراض إرهابية، تتمثل بالاتصالات التي تساعد التنظيمات الإرهابية من خلال شبكة الانترنت مثل اتصال داعش بأعضاء التنظيم والتنسيق فيما بينهم، نظراً لقلة تكاليف الاتصال مقارنة بالوسائل الأخرى ووفرة المعلومات التي يمكن تبادلها، مضيفاً "أصبح عدم وجود زعيم ظاهر للجماعة الإرهابية سمة جوهرية للتنظيم الإرهابي الحديث، مختلفاً بذلك عن النمط الهرمي القديم للجماعات الإرهابية، وكل هذا بسبب سهولة الاتصال والتنسيق عبر الشبكة العالمية .
كما يمتلئ الانترنت بكم هائل من المواقع التي تحتوي على كتيبات وإرشادات تشرح طرق صنع القنابل، والأسلحة الكيماوية الفتاكة، وعند استخدام محرك البحث "غوغل" لعام 2005 للبحث عن مواقع تضم في موضوعاتها كلمات مثل "إرهابي" و"دليل"، كانت نتائج البحث ما يقرب من ثمانية آلاف موقع.
أما على المستوى المالي فالحصول على التمويل من خلال الإنترنت يتم عبر إنشاء مواقع خيرية أو إرسال بريد إلكتروني يحمل صور أشخاص تعرضوا لكوارث ثم الطلب من الأشخاص ذوي القلوب الرحيمة واستجداؤهم لدفع تبرعات مالية لأشخاص اعتباريين، يمثلون واجهة لهؤلاء الإرهابيين، ويتم ذلك بواسطة البريد الالكتروني بطريقة ماكرة لا يشك فيها المتبرع بأنه يساعد أحد التنظيمات الإرهابية.
الترويج الإلكتروني لداعش:*
الأولى: هي جاذبية القوة التي تقوم على قلب الرسالة الإعلامية العربية، حيث يريد تنظيم داعش من خلالها إرسال رسالة إلى الجماهير أنه قوي وشرس وقادر على الإيذاء وتحقيق الإنتصارات.
الثانية: جاذبية الانتقام والتي تقوم على مبدأ الانتقام من العدو فتسهل هي الأخرى عملية التجنيد والتعبئة بالنسبة لداعش نظراً لما يمر به بعض الشباب من ظروف قد تجذبهم للانتقام وبالتالي الانضمام للتنظيم من أجل تحقيق الغاية المنشودة.
الثالثة: والتي تستخدم بكثرة لتجنيد مقاتلين من الدول الغربية وغيرها، حيث يدرك تنظيم داعش أن بعض الشباب في تلك الدول يعيش حالة من الفراغ والقلق محاولين بانضمامهم ملء ذلك الفراغ الذي يعيشونه، فيقدم لهم داعش أسبابا تجذبهم.
• آلية التجنيد:*
أضحى تدفق المقاتلين الأجانب على ساحة الصراع الأهلي المحتدم في سوريا بمثابة تهديد عالمي عابر للحدود في ظل توجس المؤسسات الأمنية والاستخباراتية في دولٍ عديدة من التهديدات الأمنية النابعة من عودة هؤلاء المقاتلين إلى دولهم بعدما ترسخت لديهم منظومة المعتقدات الراديكالية المتطرفة، واكتسبوا مهارات قتالية غير تقليدية. إلا أن التساؤل الأهم الذي بات شاغلا لمختلف المؤسسات البحثية الأمريكية والأوروبية يتمثل في كيفية استقطاب التنظيمات الإرهابية في سوريا للمتطوعين الأجانب، مخترقين بذلك كافة نطاقات الإجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذتها تلك الدول. اذ تكشف مراجعة تدفقات المقاتلين الأجانب على بؤرة الصراع في سوريا عن صعود جيل جديد من الإرهابيين يخالف كافة الأنماط الجامدة والنماذج المسبقة في تحديد المواطنين القابلين للاستقطاب من قبل الجماعات الجهادية، فضلا عن التحولات الهيكلية في وسائل استقطاب المتطوعين للقتال في سوريا. ومن الآليات التي تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية في استقطاب المتطوعين ما يلي:
1- القيادات الدينية: تعتمد التنظيمات الجهادية في سوريا على استقطاب المتعاطفين من خلال تحفيز القيادات الدينية المحلية للمسلمين في الدول الأوروبية والآسيوية، ومن هؤلاء: "أبو بكر بشير" و"أمان عبد الرحمن" من قيادات الجماعة الإسلامية في إندونيسيا، والداعية الأمريكي فلسطيني الأصل أحمد موسى جبريل، والداعية الأسترالي موسى سيرانطونيو، حيث يؤدي الدعاة وظيفة محورية في الدفع بالمتعاطفين إلى التطوع إلى جانب التنظيمات الجهادية، سواء بالتشجيع لدعم المقاومة، والتصدي لجرائم الأسد، أو الترويج لإقامة دولة الخلافة، انطلاقًا من سوريا. على مستوى آخر تقوم قيادات دينية أخرى بجمع التبرعات لصالح التنظيمات الجهادية على غرار الشيخ زهير عيسى شيخ الجامع الأزهر في جنوب غرب مدينة سيدني الأسترالية.
2- التواصل المباشر: يقوم العائدون من سوريا بدور مركزي في تحفيز مزيد من المتطوعين للتوجه إلى ساحات القتال السورية؛ إذ رصدت السلطات الأمنية الأسترالية قيام خالد شارو -العائد من سوريا- باستقطاب عددٍ من الشباب للتوجه لمساندة تنظيم داعش، وكان أحد المتطوعين الذين اجتذبهم محمد العُمر، والذي تربطه صلة قرابة بأحد الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم في تفجيرات سيدني وملبورن عام 2005. على ذات الصعيد رصدت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية في 2 يوليو الجاري وجود اتجاه لدى المتطرفين لاستقطاب النزلاء في السجون الألمانية للانضمام للجماعات الجهادية عقب قضاء فترة عقوبتهم، ورصدت الصحيفة قيام أحد الجهاديين السابقين ويُدعى "حسام الدين ماير" باستقطاب عدد من زملائه، خاصة الألمان المسلمين والعرب والأتراك، للانضمام لتنظيم داعش لدى انتهاء فترة عقوباتهم في أحدث المؤسسات العقابية في فرانكفورت، وهو ما ارتبط بتحفيز من جانب الداعية الألماني المتطرف بلال فيلبس.
3- الخلايا المحلية: أشارت دراسة آرون زيلين Aron Y. Zelin الصادرة عن اتحاد الشراكة من أجل السلام Partnership Fore Peace Consortium في واشنطن في أيار 2014، إلى وجود شبكات للاستقطاب المحلي للمقاتلين الأجانب تستمد طاقتها من المنظمات الأهلية، على غرار جماعة "المهاجرون في بريطانيا"، والخلية المتطرفة المسماة "شريعة في بلجيكا" في بلجيكا، ومجموعة "فرسان العزة" في فرنسا، وجماعة "ملة إبراهيم" في ألمانيا، يرتبط ذلك بتفكيك السلطات الأمنية الإسبانية لخلية استقطاب للمقاتلين إلى سوريا، مكونة من 6 أشخاص في مطلع يوليو الجاري عقب قيامها بتسهيل سفر ما لا يقل عن 26 مواطنًا إسبانيًّا إلى ساحة القتال في سوريا.
4- شبكات التواصل الاجتماعي: شهدت عمليات استقطاب المتطوعين للقتال في سوريا طفرة في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رصد تقرير صادر عن معهد الشرق الأوسط لدراسات الإعلام بواشنطن Middle East Media Research Institute (MEMRI) في 18نيسان الماضي تحولا هيكليًّا في نمط الخطاب الذي توجهه التيارات الجهادية بهدف اجتذاب المتطوعين؛ إذ تصاعد التركيز على صناعة صورة أكثر جاذبية عن الجهاد في سوريا بالتركيز على قدرة ممارسة حياتهم العادية، مثل: استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، والإفادة من بعض المزايا مثل غنائم الحرب، وتيسيرات الزواج، وإمدادات الطعام، والسيارات الخاصة، فضلا عن التركيز على تصوير لحظات تلقائية تتضمن أنشطة اجتماعية عفوية جذابة، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر وإنستجرام ويوتيوب).
على مستوى آخر، تركز منتديات وصفحات التنظيمات الجهادية في سوريا على اجتذاب التعاطف العام من خلال نشر صور ومقاطع فيديو لجرائم نظام الأسد، واستغلال بعض المساحات الافتراضية غير المطروقة لتبادل الخبرات، وتقديم نصائح للمتطوعين الجدد حول الاحتياطات الصحية، وأمن الحدود، ومتطلبات اللغة للتعايش في سوريا، وتركز منصات الإعلام الجهادي على بث رسائل متطرفة حول "حتمية الجهاد لتأسيس الدولة الإسلامية" و"محاربة الكفر والإلحاد" و"نصرة أهل السنة والمستضعفين" و"مكانة الشهداء".
5- منظمات الإغاثة الإنسانية: تركز الجماعات الجهادية في سوريا على استقطاب الناشطين والمتطوعين في جهود الإغاثة الإنسانية في لبنان وتركيا والأردن من خلال دور قيادات التيارات السلفية في التواصل مع الناشطين الأكثر تعاطفًا والقابلين للاستقطاب، ودعوتهم لزيارة سوريا، وتفقد واقع المأساة الإنسانية، ثم تقوم التنظيمات الجهادية في سوريا، خاصة تنظيم داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام، بإقناعهم بالانضمام لصفوف المتطوعين، وتلقينهم المعتقدات التكفيرية، وتدريبهم على المهارات القتالية، وتصنيع المتفجرات، أو إعدادهم لتنفيذ تفجيرات انتحارية.
الأزمات الدولية:
الأزمة المصرية: ففي خضم الأزمة المصرية حظيت صفحة القوات المسلحة بنسبةٍ عاليةٍ جدًا من الدخولِ عليها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث لاقت صفحةُ الموقعِ الرسمي أو الصفحةُ الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة إقبالا كبيرا من متصفحي الإنترنت وشهدت تعليقاتٍ وتفاعلًا كبيرين بين المشاركين الذين تعدوا أكثر من 370 ألف زائر ومعجب بالصفحة، كما أن خبرَ أو بيانَ حفظِ التحقيق مع الرائد أحمد شومان والذي قام بتسليم سلاحه وانضم للمتظاهرين في ميدانِ التحرير أثلج صدور المتصفحين علي الانترنت وخاصة الفيس بوك.
لكن المشكلةَ كانت في ظهورِ عديدٍ من الصفحاتِ التي استخدمت اسمَ المجلسِ الأعلى للقواتِ المسلحة، مما اضطر المجلسَ لإطلاقِ تحذيرٍ لأولِ مرة باللونِ الأحمر .ورغمَ استهدافِ الشرطة المصرية في ثورة 25 كانون الثاني من قِبَلِ جماعةِ الإخوان وأنصارها، والذي تمثل في حرقِ مراكز واستهدافِ السجون، فإنه في محاولةٍ من وزارةِ الداخلية لعودةِ العلاقاتِ الطيبة وتحسينِ صورةِ الشرطة المصرية عقب نجاح الثورة في إسقاطِ النظام، قامت الوزارةُ بإنشاءِ جروب على موقعِ التواصل الاجتماعي الشهير فيس بوك, وذلك للتواصلِ مع الشباب والسماحِ لهم بالتعبير عن شكواهم ضد أي تعسفٍ أو فسادٍ في جهازِ الشرطة.وكان ردُ فعلِ الشبابِ المشاركِ فى هذه الصفحة بين مؤيدٍ لفكرةِ التواصلِ مع وزارة الداخلية إبلاغها عن أيِ تجاوزاتٍ وبين مُعارضٍ يرفض فكرةَ أن تكونَ وزارةُ الداخلية هي الخصمُ وهي الحكم.
وقد استهدفت دراسةُ د. سلوى سليمان الجندي معرفةَ الدورِ الذي قامت به صفحاتُ الجيش والشرطة على الفيس بوك لإدارةِ الأزمة التي تلت الثورةَ المصرية الثانية في 30 يونيو 2013، وكذلك معرفةَ مدى اعتمادِ الجمهورِ المستهدف على هذه الصفحات وقت الأزمة كمصدرٍ للمعلومات، كما استهدفت الدراسةُ معرفةَ مدى قدرةِ القائمِ بالاتصال على إدارةِ الأزمة واستخدامِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي للاتصالِ بالجماهير المستهدفة، وإمدادهم بالمعلومات ومواجهة الشائعات.
الأزمة التركية :
جاء القرار المثير للجدل بحجب موقع تويتر، المتهم بترويج اتهامات الفساد في الفضيحة التي تمس شخصيات مقربة من الحكومة الاسلامية المحافظة، ليسلط الضوء على تعارض مواقف المسؤولين الرئيسيين في الدولة.
فمنذ ان اُعلنت الحرب على موقع المدونات القصيرة، لم يكف اردوغان عن اتهام شبكات التواصل الاجتماعي بانتهاك القانون التركي مستخدما في ذلك عبارات شديدة العنف.
وقال رئيس الوزراء امام عدد كبير من انصاره “هذه الشركات التي تسمى تويتر ويوتيوب وفيسبوك لجأت الى كل شيء وحتى الى الفبركة”.
واعتبر ارسين كالايجي اوغلو الباحث في مركز الدراسات السياسية في اسطنبول انهما “يمارسان لعبة الطيب والشرير كما فعلا دائما”، مضيفا ان “غول ليس بهذه البراءة. فلو كان معارضا حقا لاردوغان لما وافق على القوانين الاخيرة بشان الانترنت والقضاء”.
الأزمة السورية : علاقة وسائل التواصل الاجتماعي بتجنيد الأجانب في الحرب مع داعش.
جاء في تقرير المركز الدولي لدراسة التطرف، أن المقاتلين الأجانب يستخدمون التواصل الاجتماعي لتوثيق دورهم في تطورات الصراع وقت حدوثها بالضبط.
وكشف التقرير عن وجود أعداد كبيرة منهم يتلقون معلومات من مصادر نشر غير رسمية، وأشخاص لا ينتمون إلى أي من الميليشيات.
وحدد التقرير السلطات الروحية التي يتطلع إليها المقاتلون لترشدهم.
ووصف شيراز ماهر، أحد كتاب التقرير، لقناة "بي بي سي" هذا الأمر بأنه "الصراع الأكثر استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي في التاريخ، إنهم يريدون استخدامها لإلهام الناس كي يأتون وينضموا إليهم في قضيتهم".
وحلل المركز بيانات 114 شخصا، وشملت البيانات 121 حسابا خاصا على مواقع التواصل الاجتماعي، منها 86 على فيسبوك و35 على تويتر.
ووضع الباحثون خرائط تحدد أماكن اتصال المقاتلين الأجانب بشبكات التواصل الاجتماعي، وترصد المتابعين لهم على موقعي التواصل والأشخاص الذين يتابعهم المقاتلون أنفسهم أيضا.
بلادهم الأصلية
وكشفت تحليلات الباحثين أن الغالبية العظمى من المقاتلين الأجانب يأتون من بريطانيا بنسبة 25.4 في المائة، ثم من فرنسا 14 في المائة، وألمانيا 12.3 في المائة، ثم السويد 8.8 في المائة، وهولندا 7 في المائة، وأخيرا بلجيكا بنسبة 5.3 في المائة.
يأتي هذا بينما تستحوذ دول أوروبا الشرقية، ألبانيا والبوسنة وبلغاريا وكوسوفو ومقدونيا وصربيا، مجتمعة على 6.1 في المائة من عدد المقاتلين الأجانب في سوريا.
وهناك أيضا مقاتلون من أستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية يشكلون 7 في المائة.
ولم يكن من الممكن تحديد الدولة التي ينتمي إليها 13.2 في المائة.
ويعتقد مسؤولو الأمن في وايت هول، مقر الحكومة البريطانية، أن عدد البريطانيين، الذين يعتقد أنهم يقاتلون في سوريا، وصل الآن إلى القمة.
واعتقلت السلطات البريطانية أكثر من 30 شخصا في بريطانيا هذا العام، للاشتباه في ضلوعهم جرائم تتعلق بالإرهاب، مقابل 24 فقط اعتقلوا خلال العام الماضي بالكامل.
ومن حيث الانتماء لجماعة، أظهرت تحليلات المركز أن 61.4 في المائة من المقاتلين الأجانب فيسوريا، ينتمون إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، بينما هناك 17.5 في المائة يعتقد أنهم ينتمون إلى جبهة النصرة، جماعة المعارضة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي أصبحت لاعبا مهما في الصراع.
وقال شيراز "الغالبية الساحقة من البيانات لدينا تخص داعش، فهم على استعداد لقبول المقاتلين الأجانب."
يأتي هذا في الوقت الذي لم تحدد فيه التحليلات انتماء 29 في المائة من المقاتلين أو الجماعات التي ينتمون إليها.
وقال الباحثون إن أحمد موسى جبريل، وهو داعية أمريكي - فلسطيني في بداية الأربعينات، يحظى بمتابعة 60 في المائة من المقاتلين الأجانب على موقع تويتر.
ويوضح التقرير أن جبريل لا يحرض أتباعه بصورة مباشرة على العنف ولا يشجعهم على الانضمام للجهاد في سوريا، وبدلا من هذا يتقمص دور المشجع، ويدعم مبادئ المقاومة المسلحة لبشار الأسد.
وهناك أيضا موسى سيرانطونيو، 29 عاما، وهو أسترالي اعتنق الإسلام، ويظهر على القنوات الفضائية، وأصبح من الداعمين علنا لتنظيم "داعش".
ويقول إن "داعش" يسعى لإنشاء دولة إسلامية إقليمية أو الخلافة، ويتبعه 23 في المائة من المقاتلين الأجانب الذين شملتهم العينة.
وشدد معدو التقرير على أن النتائج التي توصلوا إليها، لا يجب أن تشير إلى أن أيا منهما ينتمي إلى "داعش" أو "جبهة النصرة"، كما لا ينبغي أن تؤخذ تلك النتائج على أنها تشير إلى أنهم يشاركون في تسهيل تجنيد المقاتلين الأجانب.
فعلى سبيل المثال، جاء تفاعل جبريل مع المقاتلين الأجانب عقب موت البريطاني افتخار جامان، في ديسمبر العام الماضي، والذي أخبر "بي بي سي" أنه كان يقوم بواجبه بالقتال "بجانب جماعة ترتبط بالقاعدة في سوريا."وهناك أيضا موسى سيرانطونيو، 29 عاما، وهو أسترالي اعتنق الإسلام، ويظهر على القنوات الفضائية، وأصبح من الداعمين علنا
لتنظيم "داعش
الأزمة الصينية عام 2008 : ربما كانت الاحداث التي جرت في الصين عام 2008 هي المرة الاولى التي تكون فيها الدولة في مواجهة وسائل الاتصال الالكترونية ، وحدث ذلك ابان اجراء الالعاب الاولمبية الصيفية في بكين ، حيث حضر الاف الصحفيين من مختلف دول العالم لتغطية الحدث ، وفي هذه الاثناء اندلعت اضطرابات كبيرة في التبت ، فما كان من الحكومة الصينية الا ان تسدل ستارا حديديا على الامر وان تقطع الانترنت عن البلاد وتمنع تحركات الصحفيين ، واجبارهم على ان لا يتلقوا اي معلومات او اخبار الا عن طريق المراكز الحكومية الرسمية ، وقطعت خدمات الانترنت عن المواطنين لتمنع اتصالهم بالعالم الخارجي الى ان صفت الازمة ، ولم يتمكن اي صحفي من الحصول على معلومات او ان يقوم بتغطية الاحداث ، باستثناء الصحفيين الحكوميين طبعا .
أزمة نتائج الانتخابات الايرانية عام 2010 : اندلعت بعدما اُتهمت الحكومة بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت في يوم 12حزيران 2009 التي أدت إلى فوز الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد، والتي شهدت احتجاجات مليونية شهدتها مدن إيران الكبرى كطهران وأصفهان وشيراز بعد الأعلان في 13 حزيران عن فوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية بعد حصوله على نسبة 63% بإقبال 85% من الناخبين .شكك المعارضون الاصلاحيون في نزاهة الانتخابات واكدوا أن أعمال تزوير واسعة قد شابتها، ، وكأجراء احترازي من الحكومة الايرانية فقد منعت طواقم الصحفيين من تغطية الحدث ، واتهمت عدد من المؤسسات الاعلامية بالتحريض على العنف والتدخل في الشأن الداخلي الايراني ، ومن اهم المؤسسات المتهمة كانت BBC الفارسي ، مما حدى بالناشطين الى اللجوء الى وسائل التواصل الاجتماعي لتغطية الاحتجاجات وكان التركيز منصبا على اليوتيوب وفلكر وتويتر ، وقد اصبح عدد من المتظاهرين مسؤولا عن تغطية المظاهرات عبر تصوير وبث الافلام القصيرة على يوتيوب مما ادى الى ظهور ظاهرة جديدة اطلق عليها اسم الاعلام الموازي او الاعلام البديل ، وقد لجأت BBC لاول مرة في تاريخها الى استعمال الافلام القصيرة للمتظاهرين كمادة خبرية ووضعت على هذه الافلام شعار القناة مما يعني الملكية والمسؤولية المهنية عن المادة . كما ان استخدام تويتر كان ملحوظا في هذه الاحداث لتجميع المتظاهرين وتوحيد الشعارات عبر تغريدات متفق عليها ، فكانت المرة الاولى التي تستخدم فيها شبكات التواصل الاجتماعي للتحشيد والتحريض وقيادة المظاهرات ، هذا الامر دفع السلطات الحكومية من الجانب الاخر الى حجب موقع يوتيوب في ايران وفرض رقابة مشددة على استخدام الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي حتى انتهت الازمة.
مصادر :
- ريطانيا / أليتيا (aleteia.org/ar),
- المركز الإقليمي للدراسات الإستراتجية – القاهرة.
- المركز العربي للبحوث و الدراسات.
- الصباح نيوز
عنوان مجلة "انسباير":
http://jihadology.net/category/inspire-magazine/
0 comments: