المفكر الإسلامي المغاربي إدريس هاني
التاريخ مرعب جدّا..ومن هنا لا شيء أخطرعلى المزيفين من استنطاق الذاكرة..هو علم خطير وقاسي وكالأطفال يصعب الكذب عليهم إلى آخر العمر..وهو لأنه كذلك وجب كتابته في كل حين..هذا ما دفعنا للحسم في فوضى التأريخ والتحليل للفرق المحمية والفوضوية ضمن تاريخ الاسلام السياسي في المغرب..بعد ان رام تيارها الحاكم ان يكذب على التاريخ ويستغل التمكين والسلطة لممارسة سلطة التزييف..تاريخ الإسلام السياسي هنا يبدأ من النشأة ويعالج من حيث خطابه وأدائه..حماية للأجيال الآتية من كذب مؤرخين سرقوا الشعب ويسعون لسرقة الحقيقة..
كتاب سرّاق الله، غايته إبراز مكامن الخلل، واستخراج المجهول والمنسي من حقائق صفحات مجهولة من تاريخ هذه التنظيمات..هدفه إبراز حقيقة ما جرى بعيدا عن تأثير خطابات جيلها الأخير الذي يستعمل الصحافة لتمرير تاريخ مزيّف..في هذا الكتاب اظهار وافر لتاريخ انحطاط الخطاب والأداء من السلفية الوطنية إلى السلفية التكفيرية..ووقوف عند ظواهر غريبة ليس آخرها الشيخ عبد الحي الكتاني عميل الاستعمار وصديق المقيم العام الفرنسي الذي كان في الوقت نفسه أحد أهم الذين فتحوا المجال لابن تيمية وابن عبد الوهاب أن يخترقوا المجال الحيوي للصوفية ، وتماما كما سيحدث يوم اقتحمت الوهابية المدارس الديوبندية الصوفية وحولتهم الى وهابية هجينة شكلت أساسا لميلاد طالبان..وعلى كل حال هناك سنقف عند فرية تتردد كثيرا في أدبيات الوهابية حول دول السلطان مولاي سليمان في التمكين للوهابية..وقد مجد أعلام السلفية في هذه الرسالة حتى أن تقي الهلالي الأب الروحي للوهابية المغربية حقق هذه الرسالة وشرحها، وذلك بعد أن تحدث عنها محمد رشيد رضا نقلا عن صاحب الاستقصا..أثبتنا انه احتفال يخفي حقائق أخرى وأظهرنا موقف المولى سليمان بل اثبتنا العكس وكيف انه مكن للتيجانية وليس للوهابية، بينما أظهرنا كيف كان كبير العلماء يومها المقرب منه قد هجا الوهابية هجاء..سنقف على حقيقة كيف تغلغلت الوهابية في صفوف الحركة الاسلامية، ونعطي أدلة واقعية وحقائق جهلها كل من كتب عن الحركة الاسلامية، لأننا رصدنا التفاصيل الصغيرة، ومنها الكوطة التي سلمت لكل من الهلالي ومطيع من المؤسسة الوهابية لاستقدام طلبة لتعلم أساليب الدعوة الوهابية..تفاصيل يومية في إغراق البلد ذي الأصول الصوفية في دعوة وهابية أفسدت الحرث والنسل..ثم نأتي إلى الحركة الاسلامية ميلاد التنظيمات والاحزاب واتباع ادائها ومزاعمها..يهم هذا الكتاب الفراغات والاشياء المجهولة التي لم تتطرق اليها الكتابات السابقة..وصولا الى اسلاميي البرلمان والحكومة واظهار مساوئ خطابهم وأدائهم ومثالبهم..كنت حائرا ماذا أسمي الكتاب..هل أسميه: مثالب عصائب بني قينقاع..أم أسميه بنو شيبة في بلادنا..أم أسميه..... ولكن انتهيت الى أن أسميه سراق الله..الذين سرقوا عنوان المقدس ليستعملوه في المدنس..سرقوا عناوين ومشاريع وأفكار ومفاهيم وأحزاب وسرقوا الشعب من خلال سرقة أصوات، سرقة وعي، وسرقة زمان كله...لا نتحدث عن عدم وجود شهيد منهم، بل كلهم في نظري شهداء: شهداء زور قادهم جبنهم إلى أن يصبحوا سراق الله..
هذا الكتاب كما قلت هو مجرد كبة وتبّولة..الصحن الأساسي لم يوضع بعد..ووضعه يتوقّف على شهية سراق الله إذا ما استمرّوا في ألاعيبهم....
🔻🔻🔻سُرَّاقُ الله
Tags:
0 comments: