اغتيال السفير الروسي انكسار اخواني عثماني ..؟
ليس مهما توقع تداعيات اغتيال السفير الروسي في تركيا على العلاقات التركية- الروسية ؟ وليس ضروريا الغوص في تحليل حيثيات الاغتيال وظروفه وتوقيته وربطه بكثير من التوصيفات
الأهم من كل ذلك عبارة القاتل " لا تنسوا حلب " والتي تعني انتقاما لحلب فهذه العبارة كافية لإيجاد المبرر الواقعي لهذه الجريمة
فهي ليست ترجمة لانكسار وهزيمة المجموعات التكفيرية المسماة بداعش والنصرة وتوابعهم وليست انتقاما وتضامنا مع ما يتم تضليله بجرائم تستهدف اهل حلب وأطفالهم ، ولا يجوز مقارنة البعض بحال فلسطين واهلها وتوجيه تساؤل افتراضي للقاتل التركي لماذا لم تنتقم من سفير الدولة العبرية الذي قتلت دولته شعب فلسطين واطفاله ولا تزال
ورغم ان هذا التساؤل المشروع في كل زمان ومكان الا انه بات غير مجديا وفي غير مكانه وزمانه لاسباب عديدة أهمها تحديد العدو عند بعض الحكم العرب والحكم في تركيا الذين لم يكونوا يوما ينظرون لاسرائيل عدو دائم وداهم
لذلك فان جريمة قتل السفير الروسي جاءت بفعل سياق تنتهجه إدارة اردوغان الاخوانية وحزب العدالة في مقاربتهم ومشاركتهم الفاعلة بالحرب على سوريا باجندة ومشروع وعقيدة مختلفة عن بقية حلفاءها ضد دمشق ، فمن المعروف ان رجب اردوغان لديه احلام ومشاريع ظاهرها اخواني وباطنها عثماني زرعها الرئيس التركي وادارته في نفوس أنصارهم منذ بدء الحرب في سوريا واعتبار الشمال السوري خصوصا حلب ركن استعادة الخلافة العثمانية وتصدير الحكم الاخواني في المنطقة وليست امنية اردوغان عام ٢٠١٢ عقب سيطرة المجموعات المسلحة على معظم حلب بأنه عازم على الصلاة بالمسجد الأموي سوى بداية تعبئة لانصار العثمانية الاخوانية على أهمية ورمزية حلب وما زاد من هذا الشعور التوصيفات الاستراتجية التي اطلقتها حكومة اردوغان عن تداعيات استعادةالنظام السوري لحلب وربط ذلك بتغيير وجهة الصراع وهزيمة المشروع التركي الاخواني في المنطقة بعد الخسارة الكبرى في مصر مما جعل انصار العقيدة الاخوانية بحالة احباط وفشل بعد هزيمة حلب
وهذا هو التفسير المنطقي لاغتيال السفير الروسي ، صحيح ان اردوغان نفسه لا يتحمل مسوولية مباشرة في ذلك وليس من مصلحته ان يحدث ذلك ؟ الا ان ذلك لا يعفيه من تحمل هذه المسوولية بسبب انتهاجه وادارته في تعبئة أنصاره ضد سوريا وفق عقيدة عثمانية اخوانية تتعرض لهزائم وانكسارات كبرى كانت اولى تداعياتها اغتيال شرطي تركي للسفير الروسي انطلاقا من انتقام اخواني عثماني وليس انكسار تكفيري او تضامن انساني ..
عباس المعلم - اعلامي لبناني
0 comments: