واشنطن بوست- 9 قضايا في السياسة الخارجية على إدارة ترامب
مواجهتها
سوف يكون الاتفاق النووي مع إيران على رأس قائمة هذه القضايا
ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
يتناول هذا
المقال الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أهم 9 تحديات من المنتظر أن تواجهها إداة «دونالد ترامب» في سياستها
الخارجية في مختلف البقاع
حول العالم.
الدولة
الإسلامية
في حين يستعد
«دونالد ترامب» لتولّي الرئاسة، فإنّ تنظيم الدولة الإسلامية في حالة دفاع في
ثلاثة بلدان. ويعتقد المسؤولون العسكريون والدبلوماسيون أنّ الهزيمة التكتيكية
للمتشدّدين، على الأقل في معاقلهم القوية، هي فقط مسألة وقت. لكن يبقى عشرات
الآلاف من المقاتلين، وتظهر الجماعة بالفعل إشاراتٍ على إعادة تجميع نفسها مرّةً
أخرى كحركةٍ إرهابيةٍ قوية.
وفي حين وعد
«ترامب» بحملة أكثر فعالية ضد الدولة الإسلامية أكثر مما كان في عهد سلفه، ليس من
الواضح حتّى الآن ما هي الخطوات الجديدة التي قد يتخذها بدون خلق آثارٍ جانبيةٍ
خطيرة، مثل تعميق الخلاف مع تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أو تكبيد
الولايات المتّحدة أو المدنيين خسائر أكبر.
الحرب في
أفغانستان
في هذا الشهر،
بعد أكثر من 15 عامًا على وصول القوات الأمريكية إلى أفغانستان، سيتحول عبء الحرب
الطويلة إلى كاهل «دونالد ترامب»، القائد الأعلى الذي بالكاد ذكر خططه لهذا الصراع.
ويتحمّل ترامب
المسؤولية عن التدخل الأمريكي في أفغانستان في وقتٍ استعادت فيها طالبان بصمتها
وتوسّعها في البلاد، ولم تعد الحكومة المحلية قادرة على تأمين سوى ثلثي السكان،
وتعاني القوّات المحلية ممّا وصفه مسؤولون أمريكيون بـالخسائر البشرية «غير
المحتملة».
ويثير صمت
«ترامب» كرئيس منتخب، ومن قبل ذلك كمرشّح رئاسي، التساؤلات حول إذا ما كانت الولايات
المتّحدة ستستمر في مهمتها الطويلة لردع الإرهاب وتقوية القوّات المحلية، وكيف
ستفعل ذلك.
كوريا الشمالية
النووية
أجرت كوريا
الشمالية خامس اختبارٍ نووي في سبتمبر/أيلول، وقال زعيمها «كيم جونغ أون»، في 1
يناير/كانون الثاني، أنّ بلاده في المرحلة الأخيرة من استعداداتها لإطلاق صاروخ
طويل المدى قادر على حمل رؤوسٍ نووية بمدى يصل إلى الولايات المتّحدة. وفي
المقابل، غرّد الرئيس المنتخب «ترامب» بتغريدة على موقع تويتر بأنّ اختبار الصاروخ
«لن يحدث»، وألقى باللوم على الصين لرفضها المساعدة في كبح جماح بيونغ يانغ.
وبدأت المحادثات
السداسية لنزع السلاح النووي عن كوريا الشمالية في عام 2003، وشملت الأطراف
الإقليمية بالإضافة إلى الولايات المتّحدة، لكن تم تعليقها عام 2008. وكانت
الولايات المتّحدة قد قالت أنّها لن تستأنف المحادثات قبل تخلي بيونغ يانغ عن
برنامجها للأسلحة النووية، وتمّ فرض عقوبات دولية بإيعاز من الولايات المتّحدة على
كوريا الشمالية العام الماضي. وقد يواجه «ترامب»، الذي دعا «كيم» بـ «المهووس الذي
يأكل الهامبرغر»، أزمة مبكرة في إدارته.
الصراع في
أوكرانيا
مع استمرار
اشتعال صراع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا، تخشى حكومة كييف
المدعومة من الغرب أن تستخدمها إدارة «ترامب» كأداة للمساومة في محاولتها تحسين
العلاقات مع موسكو كما يسعى الرئيس المنتخب. وفي حن لم تكن تصريحات الرئيس المنتخب
أثناء الحملة الانتخابية أو بعدها واضحة في هذا الشأن، عبّر «ترامب» أيضًا عن عدم
اهتمامه بإجبار روسيا على التخلّي عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية الواقعة في البحر
الأسود، والتي قامت بغزوها واحتلالها عام 2014، الأمر الذي يخالف رأي «أوباما»
وحلفا الولايات المتّحدة في أوروبا.
ووصف «ترامب»
العقوبات المفروضة على روسيا بشأن قضية أوكرانيا بالضارة والمؤذية لمصالح الولايات
المتّحدة. وفي حين تمّ تجديد العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا، على الأقل
في النصف الأول من عام 2017، ستضعف العزيمة الأوروبية إذا تخلّت الولايات المتّحدة
عن الأمر. لكنّ معركة «ترامب» الأولى في أوكرانيا قد تتحدّد عن طريق الكونغرس،
الذي يشهد معارضة قوية لتصرفات روسيا هناك.
الصين والأعمال
التجارية
يواجه «دونالد
ترامب» سلطة إقليمية ترغب بشكلٍ متزايد في تحدّي جيش الولايات المتّحدة والقوّة
الاقتصادية في منطقة المحيط الهادئ. وكان «ترامب» قد تحدّث بقسوة عن الصين خلال
الانتخابات الرئاسية، ملقيًا اللوم عليها في فقدان الأمريكيين للوظائف والممارسات
النقدية غير العادلة في التحكّم في سعر عملتها وهو ما يعدّ انتهاكًا للممارسات
التجارية. لكن لا يزال حديثه المباشر مع زعيم تايوان، الذي تعتبرها الصين إحدى
مقاطعاتها، صدمة وخرقًا لما مارسه أسلافه لعقود من الزمن.
وهدّدت المكالمة
الشهر الماضي بإعادة فتح معركة أيدولوجية نائمة منذ وقتٍ طويل عن تقويض
الديمقراطية والنظام الشيوعي. وقد بدأ الشكّ ينتاب بعض القادة الصينيين الذين
اعتقدوا أنّهم يتعاملون مع «ترامب» بعقلية تجارية، لكنّه أظهر عقلية الأيدولوجية
الجمهورية القديمة. وقد عيّن بعض صقور التجارة، الأمر الذي ينبئ بمعركة تجارية في
الطريق. لكنّ اختيار «ترامب» لحاكم ولاية آيوا، «تيري برانستاد»، سفيرًا لبكين،
اعتبر غصن زيتون وعلامة على السلام.
التحالف
الأوروبي
استند التحالف
بين الولايات المتّحدة وأوروبا لعقود على المصالح والقيم المشتركة. لكن مع صعود
«ترامب» في واشنطن، يخشى الكثيرون في أوروبا من فجوة في القيم باتساع المحيط
الأطلنطي.
وتناقضت تصريحات
«ترامب» بشأن تغير المناخ والتعذيب والمهاجرين المسلمين وحكم القانون والديمقراطية
وحرية الصحافة والانتشار النووي ومجموعة أخرى من القضايا، مع معتقدات العديد من
زعماء أوروبا، والتي يرونها قلب الهوية الغربية.
ومنذ انتخاب
«ترامب»، حاول المسؤولون في أوروبا التغطية على هذه الاختلافات، مؤكّدين على
المصالح التي لا تزال مشتركة التي تعود بها الشراكة المتبادلة على الطرفين. لكن قد
لا يكون ذلك كافيًا، وستتعرض الروابط التي تربط الولايات المتّحدة بأوروبا لاختبار
بالتأكيد.
ومع ذلك، قد
تكون رغبة أوروبا في تحدّي «ترامب» محدودة ومقيّدة بالتحدّيات الداخلية التي
تواجهها القارّة. فأوروبا منقسمة داخليًا بطريقةٍ غير مسبوقة منذ سقوط جدار برلين.
وزعماء أوروبا مدركين أن الموجة الشعبوية التي أتت بـ«ترامب» إلى السلطة تصطدم
بالفعل بسواحلهم كذلك.
الاتفاق النووي
الإيراني
يتعرض اتفاق
إيران النووي، الذي تمّ التوصّل إليه عام 2015، لضغط شديد خلال فترة الرئيس
«دونالد ترامب». وقد قال «ترامب» قبل ذلك أنّه يريد تمزيق الاتفاق، الأمر الذي لن
يعجب الحلفاء الأوروبيين الذين دخلوا الاتفاق أيضًا. وفي مرّاتٍ أخرى، قال «ترامب»
أنّه سيحاول إعادة التفاوض حول الاتفاق، وهو ما أظهر الإيرانيون عدم رغبتهم به.
وعلى أقل تقدير،
ستكون إدارة «ترامب» على الأرجح أكثر صدامية مع الجمهورية الإسلامية أكثر ممّا
كانت عليه إدارة «أوباما»، والذي كانت أولويته الحفاظ على الاتفاق. وأكّد «ترامب»
تبنيه لسياسة لا تسامح فيها تجاه أيّة انتهاكات، ولو مؤقتة، بشأن الماء الثقيل
واليورانيوم.
ولم تصدر
الولايات المتّحدة حتّى الآن أيّ تحرك بشأن بعض الانتهاكات التي اعتبرتها صغيرة
وتمّ علاجها سريعًا. ومن الممكن أن يقرّ الكونغرس عقوبات جديدة لا تتعلّق بالشأن
النووي، في قضايا مثل انتهاكات حقوق الإنسان واختبارات الصواريخ ودعم الإرهاب. وفي
تلك الحالة، ستجعل طهران اللوم يلقى على الولايات المتّحدة وليس إيران إذا ما
انهار الاتفاق.
وقد تتصاعد
المواجهة وتؤثر على جهود وضع حدٍّ للحرب ضد الدولة الإسلامية في سوريا، حيث تدعم
روسيا وإيران الحكومة، ممّا يخلق صدعًا مع الحلفاء الذين يعتقدون أنّ التواصل مع
إيران يقوّض من وضع العناصر المتشدّدة في إيران.
(إسرائيل)
وفلسطين
وعد «دونالد
ترامب» بتغييرات كبيرة في سياسة الولايات المتّحدة تجاه (إسرائيل) والفلسطينيين.
وكإشارة على التحوّل، تعهّد «ترامب» بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس،
التي يقع فيها مكاتب الحكومة. وقد تعهّد أسلافه بنفس التعهّد خلال حملاتهم
الانتخابية، لكن بعد أن وصلوا إلى الرئاسة، نصحهم مستشاروهم بالإقلاع عن الفكرة.
فقد تتسبب تلك
الخطوة بتداعيات دبلوماسية عبر الشرق الأوسط، وربما العنف أيضًا. وعلى الأرجح
ستقتل أي فرصة لادّعاء الولايات المتّحدة أنّها «وسيط أمين» في أي مفاوضات
مستقبلية، لأنّها بتلك الخطوة تعترف بأنّ القدس بالكامل إسرائيلية، وعلى
الفلسطينيين أن ينسوا أمر أخذ جزء من المدينة عاصمة لهم أيضًا. ويمارس الكونغرس
ضغطًا في هذا الشأن أيضًا، والذي يهدّد بعض أعضائه بتجميد أموال الأمم المتّحدة
مالم يلغى قرار إدانة المستوطنات الذي تمّ إقراره في ديسمبر/كانون الأول.
واعتبرت كل
إدارة أمريكية سابقة منذ حرب عام 1967 أنّ قضية المستوطنات عقبة في طريق السلام.
لكنّ «ترامب» قد عيّن «ديفيد فريدمان» سفيرًا للولايات المتّحدة في (إسرائيل)،
والمعروف عنه تأييده لحقّ (إسرائيل) في بناء المستوطنات، وضمّها لأجزاء من الضفّة
الغربية.
العلاقات مع
المكسيك
سيرث «ترامب»
علاقة أمريكية مكسيكية من صنعه الخاص بالكامل. ففي حين كان هناك دائمًا حذر في
الطريقة التي يرى بها المكسيكيون جارتهم الشمالية، كانت هناك مسارات لا حصر لها
تربط بين البلدين، مثل مليارات الدولارات في التجارة، والسياحة المتبادلة، ومكافحة
زعماء المخدّرات، الأمر الذي جعل العلاقة فعّالة بشكلٍ كبير.
قد يغير «ترامب»
كل ذلك. فبدءًا من الشتائم في بداية حملته الانتخابية، واصفًا المهاجرين
المكسيكيين بالمغتصبين والمجرمين، وحتّى تهديده بإقام جدار حاجز على الحدود،
وترحيل الملايين، ومعاقبة المصدّرين الأمريكيين الذين يستثمرون في المكسيك، وضع
ترامب المكسيك في حالة تأهب قصوى. ولا يعرف أحد في المكسيك ما هي السياسات التي
سيتّبعها ترامب، لكنّ آلية الدفاع عن النفس قد بدأت بالعمل. وقد تمّ تعيين وزير
جديد للخارجية لمعالجة العلاقة مع «ترامب».
ودائمًا ما راهن
الرئيس المكسيكي «إنريكه بينيا نييتو» وباقي المسؤولين البارزين في بلاده على
أهمية المكسيك للولايات المتّحدة، مرّوجين لفكرة أنّ اقتراحات «ترامب» ستضرّ
بالولايات المتّحدة. وفي حين تقول المكسيك أنّها مستعدة للتعامل مع منظّم الصفقات
(تقصد ترامب)، فما يحدث الآن بعد كل شيء هو بعض التخوّف التقليدي.
المصدر | واشنطن
بوست
0 comments: