Wednesday, March 22, 2017

حزب الله والحرب المالية الناعمة(1):العقوبات والاتهامات

حزب الله والحرب المالية الناعمة(1):العقوبات والاتهامات
نتيجة بحث الصور عن بلال مشلب

 اعداد:بلال مشلب
وكالة نيوز
#مقدمة
اشتدت في الفترة الاخيرة، تحديداً في الشهر المنصرم من هذا العام حدة الهجمات الاعلامية ضد حزب الله.فكان سيل الاتهامات كبيراً وفي اكثر من جبهة،سواء بحملات التشويه عبر اتهام الحزب بالتورط بالاعمال المخالفة كالاتجار بالمخدرات وما شاكلها،او من خلال الحملات الدعائية حول الازمة المالية للحزب واتجاهه للافلاس،وذهبت الحملات لاكثر من ذلك لتصل الى حد زعمها بفرار الشباب من التشكيلات وتململ عوائلهم وكذلك عوائل شهداء الحزب.
وفي هذا التقرير الاول سنقدم عرض مركز حول هذه الازمة التي برزت وسنسلط الضوء على تاريخ هذه الحملة التي ليست بجديدة وتطور مساراتها حتى اللحظة،بما في ذلك العقوبات الامريكية التي فرضت على الحزب.
#نبذة تاريخية حول الحملة:
تعتبر الحرب الناعمة التي يتعرض لها حزب الله ليست بجديدة اذ انها بدأت مع بداية المشروع الامريكي في المنطقة وتحديدا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.
ففي يونيو 2005 ألقت الشرطة الإكوادورية القبض على شبكة تهريب مخدرات، على رأسها لبناني يُسمّى راضي زعيتر، كان يدير مطعمًا في العاصمة كويتّو. بحسب تحقيقات وادعاءات السلطات الإكوادورية، فإن عصابة زعيتر كانت تموّل حزب الله بـ70% من أرباحها من تجارة المُخدّرات. بدوره نفى حزب الله أي علاقة تربطه براضي زعيتر. وأعرب في بيان له عن استيائه من الربط الذي حدث بين الحزب وبين المقبوض عليه.
وفي نهايات 2006، أدرجت السلطات الأمريكية، صبحي فيّاض على قوائم الإرهاب، باعتباره أحد أهم الناشطين التابعين لحزب الله في منطقة الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والبرازيل وباراجواي. واتّهمت السلطات الأمريكية فيّاض بتورطه في تجارة المخدّرات مع آخرين لصالح حزب الله منذ 1995.
بعدها وفي العام 2008 ألقت السلطات الأمريكية القبض على فايد بيضون الشهير بـ”ميجال جارسيا” في مطار ميامي الدولي. ووفقًا  للسلطات الأمريكية، فإن بيضون قد ألقي القبض عليه لاتهامه بالضلوع في تجارة الكوكايين أيضًا لصالح حزب الله. ويُشار إلى أنّ عائلة بيضون من العائلات الشيعية الكبيرة في جنوب لبنان.
على هذا المنوال تعددت القضايا التي ذكر فيها اسم حزب الله، وارتبطت بتجارة المخدرات في مناطق بأمريكا اللاتينية، التي بها أيضًا شركات مسؤولة عن غسيل أموال تجارة المُخدّرات. ثُمّ في وقت لاحق توسّعت شبكة حزب الله وصولًا إلى أوروبا. أولى القضايا في هذا الشأن كانت في أبريل 2009، عندما أعلنت السلطات الهولندية إلقاء القبض على خليّة مكونة من 17 فردًا ينتمون لشبكة دولية لتجارة المخدرات على صلة بحزب الله. وأعلنت السلطات اشتباهها في أنّ هذه الخلية متورطة في الاتجار بنحو 2000 كيلوجرام من الكوكايين خلال عام واحد.وفي نفس العام، في شهر أكتوبر، تكرر الأمر في ألمانيا التي ألقت السلطات فيها القبض على لبنانيّيْن متهمين بتهريب أموال إلى لبنان ناتجة عن تجارة المخدرات. وبالتحقيقات التي ألقت الصوء عليها مجلّة دير شبيجل الألمانية، فقد تبيّن تعرّض الشخصين إلى تدريبات خاصة في قواعد عسكرية تابعة لحزب الله في لبنان.
في المقابل، وفي مواجهة كل هذه الاتهامات ينفي حزب الله جملة وتفصيلًا أي علاقة له بتجارة المخدرات من قريب أو بعيد، معتبرًا أن تلك الاتهامات صادرة جميعها ممن يناصبونه العداء، أو يصفونه بالتنظيم الإرهابي.
#اشتداد الحملة بعد الازمة السورية:
تعاظمت الحملة العالمية التي شنت على حزب الله بعد اعلانه المشاركة في المعارك الدائرة في سوريا.وبعد سلسلة الانتصارات التي حققها الحزب اخذت الدول الغربية بقيادة امريكية بحملة منظمة لاضعاف الحزب مالياً وشعبياً ومعنوياً.وقد شارك في هذه الحملة العديد من وسائل الاعلام اللبنانية والعربية.
1-العقوبات الامريكية وتداعياتها:
بداية الحملة العلنية بدات مع المشروع الامريكي القاضي بفرض عقوبات مالية عبر البنوك وتجميد ارصدة باعتقاده انها تعود لاشخاص يمولون الحزب مباشرة. هذه الحملة الجدّية والواسعة والعلنية، توضح انعكاس العقوبات الأميركية على مؤسسات حزب الله، والواقع المتردي الذي أخذ يواجهه، في ظلّ تزايد المسؤوليات القتالية، وتزايد التعويضات لعوائل القتلى والجرحى. وهي تطرح تساؤلاً حول التحديّ الذي أطلقه السيد حسن نصرالله في خطابه الذي ألقاه بمناسبة أربعين مصطفى بدرالدين حيث قال بالحرف الواحد: “على راس السطح موازنة حزب الله ومعاشاته، ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه، وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران”. .في حين ذكر موقع الدرر الشامية ما يلي :بدأت الأزمات المالية التي تلاحق النظامَ الإيراني و"حزب الله" المنخرطيْن في الحرب السورية منذ 5 أعوام في الظهور بعد إغلاق مكتب قناة "العالم" في بيروت وتقليص عدد العاملين بـ"المنار".ويعاني "حزب الله" مؤخرًا من أزمة مالية خانقة برزت في تقليص رواتب مقاتليه وعدم دفع المستحقات الشهرية لأرامل وأهالي قتلاه، الأمر الذي فسره محللون بوجود أزمة أيضًا في إيران كونها الداعم المالي الرئيسي للحزب.
وتابع الموقع نفسه في مقال اخر:ان إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية قال: "إن حزب الله حاليًّا في أسوأ وضع مالي له منذ عقود، وإن الإدارة الأميركية واضحة في اتخاذ خط المواجهة مع طهران وحروب الوكالة التي تخوضها".وأضاف المسؤول الأمريكي أنه "من المرجح أن يشمل هذا وضع الحرس الثوري الإيراني على القوائم السوداء واتخاذ تدابير أخرى للحد من نفوذ الجمهورية الإسلامية"، بحسب صحيفة "الرياض" السعودية.ولأول مرة في تاريخ الحزب، يحدث أن يضيق الخناق عليه ماليًّا وأن يعبر عنه أيضًا بوسائل مختلفة، ففي نهاية 2016 تأخر الحزب عن تسديد رواتب المنتسبين إليه أيامًا، في سابقة هي الأولى، وبرر ذلك بأنه ناجم عن خلل تقني.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى ضرورة تقييد نشاطات حزب الله التجارية في الخارج، وخاصة في الأمريكيتين، التي تضمنت الأعمال التجارية التابعة له في الأمريكتين، التي تؤمن مصادر تمويله ليقوم بنشاطاته في المنطقة.
وأكد "بيرمان" أنه يوجد وعي متزايد عند الإدارة الأمريكية الحالية لمحاربة النشاطات التجارية الخارجية لـ"حزب الله" والأمين العام الجديد للأمن القومي الجنرال جون كيلي كان، القائد المسؤول عن إدارة ملفات أميركا الجنوبية، وله اطلاع على هذا الموضوع.
وتابع المسؤول الأمريكي: "كل العوامل تشير إلى أن الإدارة الجديدة ستعير قضية التجارة التابعة لحزب الله في الخارج اهتمامًا وستحاربها محاربة غير مسبوقة".
موقع اخباري اخر دخل المعركة حيث نقل" موقع نيوز عن مصادر القول إن دائرة حزب الله حلفاء بدأت تقليل نفقات جميع اللجان والاتفاقيات، ودراسة مراكز.وأشارت المصادر إلى أن المشاريع التي تنفذها رئيس حركة التوحيد وئام وهاب وتمولها إيران قد توقفت بسبب التمويل توقفت خلال هذا الوقت.
وقال الباحث السياسي علي الأمين أن أي شخص يدخل إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعتبر معقل حزب الله، يمكن له الشعور بالصرخات الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها مجتمع الحزب.وقال أمين إنه بالإضافة إلى ذلك، عدد من "مافيات" وعصابات السرقة زادت الأمر الذي يعكس تدهور الأوضاع العامة وخاصة حزب الله. وأضاف، أصبح الحزب غير قادر على تمويل الكثير من القضايا الاجتماعية.واضاف ان "الحزب هو الآن غير قادر على دعم وتمويل دوائر قريبة داخل منظماته" .وأشار إلى أن الدعم المالي الإيراني تراجع، مشيرا الى ان عقوبات الولايات المتحدة انعكست بشكل واضح على البيئة المحيطة به.
ومع ذلك، قال أمين، أن حزب الله هو الذراع القوي إيران في لبنان، وبالتالي أولوية.والحرب في سوريا تأخذ الكثير من هذا التمويل على الرغم من أن مخصصات المقاتلين انخفضت إلى 50٪ في بعض الحالات.أمين لا يستبعد أن ذلك سيؤثر على حزب الله خلال الانتخابات البرلمانية."أعتقد أن حزب الله يرغب في تأجيل الانتخابات، لأنه غير قادر، خلال هذه الأزمة، لتلبية الاحتياجات السياسية والتمويل"،والجدير بالذكر، أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على المصارف والمؤسسات المالية التي تتعامل مع حزب الله أو المساهمة بمؤسساته التي تقوم بغسيل الأموال.وأضاف حتى الولايات المتحدة اقرت المزيد من العقوبات منذ تولى الرئيس ترامب منصبه. حتى أنها قدمت قائمة بأسماء أفراد وشركات لبنانية تعمل لحزب الله.
2-الحملة الدعائية:
وفي اسلوب جديد من اساليب الحرب أشار موقع lebanon24 بنشر مقال في 11-2-2017 جاء فيه :
شهدت مواقع التواصل الإجتماعي حملات ترويجية من أجل التبرع لـ”حزب الله” والمشاركة في “الجهاد” عن طريق المال..
هذه الحملة التي ترافقت مع حملات ميدانية، دفعت بعض وسائل الإعلام إلى ربطها بالأزمة المالية للحزب وعلاقته السيئة بالمصارف وغيرها من الظروف الإقتصادية الصعبة.
اما موقع جنوبية جاء باحد مقالاته :لم يعد “مشروع تجهيز مجاهد” خفياً، فها هو الإعلام الحربي يتبناها، وجبهات حزب الله الإلكترونية تدعمه بـ”هاشتاغ”، يروّج للحملة التي أطلقها حزب الله لدعم مقاتليه بالسلاح واللباس طالباً لهم التبرعات، وموصفاً إياها بالواجب.
وأشار موقع “جنوبية” اللبناني إلى أن الحملة لم تعد محصورة في نطاق المجموعات “الواتسأبية” الضيّقة، وأطلقتها “هيئة دعم المقاومة”، ليتبناها الإعلام الحربي التابع لحزب الله، إذ عرض عبر صفحاته الخاصة شريط مصور يشجع به على الانخراط بهذه الحملة مستهشداً بالحديث النبوي الشريف “من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا”.كما أكّد الشريط على أنّ المساهمة في تجهيز “المجاهد” هو من المقاومة، وأنّ الجهاد بالمال واجب.
واعتبر المصدر أن هذه الحملة الجدّية والواسعة والعلنية، توضح انعكاس العقوبات الأمريكية على مؤسسات حزب الله، والواقع المتردي الذي بدأ يواجهه في ظلّ تزايد المسؤوليات القتالية وتزايد التعويضات لعائلات القتلى والجرحى. إلا أنّها تطرح أيضاً تساؤلاً حول التحدي الذي أطلقه “حسن نصرالله” في خطابه الذي ألقاه في مناسبة أربعين القيادي مصطفى بدر الدين حيث قال “على راس السطح موازنة حزب الله ومعاشاته، ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه، وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران”.ليضيف أيضاً “طالما في إيران في فلوس، يعني نحن في عنا فلوس ومالنا المقرر إلينا يصل إلينا، وكما وصلت إلينا التي نهدد بها اسرائيل يصل إلينا مالنا ولا يستطيع أي قانون أن يمنع وصول هذا المال لنا”.وقد نشط الهاشتاغ “من جهز غازيا” بشكلٍ كبيرٍ في مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار الحزب في لبنان، الذين تداعوا لدعم ميليشيات الحزب بالأموال.
2-الولايات المتحدة وتجفيف مصادر الحزب المالية:
في تقرير لافت نشر في 17-2-2017
نشرت وزارة الخزانة الأميركة، قائمة بأملاك نائب الرئيس الفنزويلي، طارق العيصمي، الذي تتهمه واشنطن بدعم تجارة المخدرات وكارتيلات تهريبه عبر أميركا اللاتينية، والإرهاب الدولي، وتمويل حزب الله اللبناني تحديداً.
ونشرت الوزارة قائمة تضم شركات ومؤسسات مالية وتجارية تنشط بين الولايات المتحدة، والمكسيك، وبريطانيا، وجزر العذراء البريطانية، إلى جانب فينزويلا، مملوكة مباشرة للعيصمي، أو عن طريق شخصيات، تعمل في ظله، للتغطية على نشاطاته العابرة للقارة الأميركية والدول، حسب الوزارة، إلى جانب طائرة خاصة من طراز غالف ستريم، مع رقم تسجيلها، وتاريخ إنشاء كل مؤسسة على حدة، وتراخيصها القانونية.
ويأتي النشر بعد أيام قليلة من إضافة المسؤول الفنزويلي على قائمة العقوبات الأميركية، بسبب نشاطه في مجال المخدرات، ودعم الإرهاب، والتجارة الممنوعة، بما فيها تجارة الجوازات والتأشيرات، لتسهيل حركة وتنقل الإرهابيين عبر دول أميركا اللاتينية، ودول العالم، وتأمين الحماية لتجار المخدرات وبارونات تهريبها.
وفي الوقت الذي كانت وزارة الخزانة تنشر قائمة شركات العيصمي، خصص موقع أنفو بايي الأرجنتيني، تقريراً عن الخطة الأميركية الجديدة، لتجفيف منابع تمويل حزب الله، في أميركا اللاتينية، بضرب مصالح الحزب ومراكز نشاطه في دول أميركا اللاتينية، وتحييد الشخصيات النافذة في هذه الدول التي شكلت غطاء داعماً ومسانداً سياسياً ولوجستياً للحزب، عبر مختلف الدول مثل المكسيك، وفنزويلا، وكولومبيا، والبرازيل، وجزر العذراء البريطانية.
وفي إطار الاستراتيجية الجديدة التي أقرتها الولايات المتحدة، فإنه لامجال للتساهل مع أي كان من الشخصيات أو الدول التي توفر أي دعمٍ أو مساعدة للحزب على أرضها، مثل طارق زيدان العيصمي مداح، الذي تتهمه واشنطن بدعم تجارة وتهريب المخدرات، وتبييض الأموال، ومساندة حزب الله.
وحسب تقرير سري للأجهزة الأميركية، نجح حزب الله بفضل شبكة علاقاته في أميركا اللاتينية، في تبييض ما يترواح بين 600 و 700 مليون دولار، بين 2014 و2016، وذلك بعد مقاطعة ومراجعة معلومات مصرفية سرية حصلت عليها الأجهزة الأميركية من مصارف وبنوك وشركات عاملة منطقة المثلث الحدودي، بين البرازيل وباراغواي والأرجنتين، إضافة إلى فنزويلا، وكولومبيا، والبرازيل، وجزر العذراء البريطانية، وبوليفيا، والأكوادور، بفضل مضخات مصرفية مصدرها لبنان وألمانيا.
وإلى جانب الإرهاب تتهم الولايات المتحدة في تقاريرها السرية، حسب الموقع الأرجنتيني، بتبييض أموال المخدرات الأميركية، ثم رسكلتها وإعادة تدويرها عبر مسالك مصرفية يُسيطر عليها في لبنان، وأوروبا، وأفريقيا، بشكل عام، إلى جانب الخدمات اللوجستية الكثيرة التي يُقدمها لعصابات المخدرات وكارتيلات تهريبها إلى الولايات المتحدة، بوضع خبرته الطويلة في إقامة الأنفاق على الحدود المكسيكية الأميركية، والتي تزايد عددها بنسق مزعج في السنوات الأخيرة حسب المصادر الأميركية، والتي لا تختلف كثيراً عن أنفاق حزب الله في جنوب لبنان، وعلى مقربة من الحدود الإسرائيلية، حسب المعلومات التي توصلت إليها أجهزة مكافحة تهريب المخدرات على الحدود مع المكسيك، بناءً على معاينة الأنفاق المكتشفة، التي تتسع لمرور الأشخاص والعربات أحياناً، ما يفرض خبرة طويلةً وقدرة على إقامتها غير متوفرة لعصابات المخدرات في المنطقة.
الإخوة نصرالدين
ويُضيف تقرير أنفو بايي، أن سقوط نائب الرئيس الفنزويلي في شراك الأجهزة الأميركية، يعني توجيه ضربة قوية إلى واحدة من أقوى الشبكات التابعة لحزب الله في المنطقة، الشبكة التي تقودها عائلة نصرالدين اللبنانية الأصل، برئاسة غازي نصر الدين.
ويُعد غازي من أبرز رجال العيصمي، وهو المهاجر اللبناني الذي حصل قبل 12 سنة فقط على الجنسية، ليلتحق فوراً بعد ذلك بسفارة فنزويلا في دمشق، نائباً للسفير ومسؤولاً عن العلاقة بين العيصمي وبعض الدوائر النافذة في فنزويلا، وحزب الله.
تبادل منافع
وتؤكد الدوائر الأميركية أن العلاقة بين نائب الرئيس الفنزويلي الحالي وحزب الله تعود إلى سنوات طويلة قبل وصوله إلى منصبه الحالي، وربما تعود إلى تبادل مصالح وخدمات بين الطرفين، إذ يوفر العيصمي الحماية للحزب في أميركا اللاتينية، منذ أن وصل إلى البرلمان الفنزويلي مجرد نائب في 2006، قبل تدرجه في مناصبه الكثيرة بعد ذلك، من نائب وزير الأمن بين 2007 و2008، إلى وزارة الداخلية والعدل بين 2008 و2012، قبل فوزه بمنصب الحاكم في ولاية أراغوا.
وفي مقابل الدعم السياسي الذي يُوفره العيصمي يتجاوز الحزب بسهولة الإجراءات والحدود الرسمية، والقنوات المكشوفة، لتنفيذ مشاريعه وتحقيق أهدافه، مقابل أموال طائلة، وحصص في شركات، ومنافع متنوعة يحصل عليها السياسي الفنزويلي، الذي أصبح رجل الحزب الذي لا يُعوض بعد فوزه بواحدة من أغنى الولايات الفنزويلية، أراغوا، التي تُطل مباشرة على الكاراييبي وموانئها المفتوحة في وجه حزب الله، وكارتيلات المخدرات.
وإلى جانب غازي، اعتمد العيصمي في صعوده السياسي، على عبد الله نصر الدين، النائب السابق أيضاً في البرلمان، ورئيس المنظمات العربية الأميركية، التي تعد الغرفة السرية للعمليات المالية للعيصمي، في حين شغل الشقيق الثالث عُدي، منصباً أكثر حيويةً بالنسبة للحزب، ويتمثل في الإشراف على معسكرات تدريب وجمع السلاح الموجه لحزب الله اللبناني الواقع على الساحل المقابل لولاية أراغوا، جزيرة مارغاريتا الشهيرة، بمنتجعاتها السياحية، وأحراشها وغابات الكثيفة ومرتفعاتها أيضاً، إذ لا يقل معدل ارتفاعها عن سطح البحر، 920 متراً، ما يجعلها ملاذاً مثالياً لتنظيمات إرهابية مثل حزب الله.
وبعد ضرب الرجل الهام في شبكة حزب الله، طارق العيصمي، تدخل الولايات المتحدة مرحلة جديدة قوامها تقطيع أوصال الوحش الذي تمدد طيلة سنوات في أميركا اللاتينية على مقربة من حدودها الجنوبية، قصد هدم امبراطورية الحزب التي استغرق إنشاؤها أكثر من ثلاثة عقود، واستثمر فيها أموالاً ضخمة، يبدو أنها ستتبخر بعد قرار مكتب مراقبة أملاك الأجانب داخل الولايات المتحدة، بما أن مصيرها سيكون المصادرة أو التجميد في أفضل الأحوال، في انتظار إلحاق أضرار جديدة بالحزب وبالأطراف المتعاملة معه.
3-الموقف الاستخباري الاسرائيلي من الازمة:
كشفت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن أزمة جديدة تواجِّه "حزب الله" اللبناني. تتمثل في نقص حادّ في العنصر البشري لديه وعدم قدرته على تجنيد مزيد من شباب الشيعة، وذلك بالتزامن مع أزمته المالية العاصفة.
وتعرض "حزب الله" الذي يقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا منذ 5 سنوات بهدف وأد الثورة السورية، إلى خسائر بشرية كبيرة خلال معاركه مع فصائل الثوار، فيما يرفض شباب الشيعة في لبنان التجنيد بالحزب.
أزمة تجنيد
وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هرتسي هليفي، في حديثه بجلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست: إن "التقديرات تفيد بأن (حزب الله) لن يدخل في أي مواجهة مع إسرائيل؛ نظرًا للأزمة البشرية التي يواجهها حاليًّا بسبب قتاله في سوريا".
وأضاف "هليفي": إن "(حزب الله) محبط جدًّا بسبب عدد القتلى الكبير في القتال في سوريا، كما يجد صعوبة في تجنيد مقاتلين جدد للتنظيم، خاصة وأن جزءًا من جنوده يقتربون من جيل 60 عامًا".وأشار المسؤول العسكري الإسرائيلي إلى أن "حزب الله" لن يدخل في مواجهة عسكرية مع "إسرائيل" إلا بعد انتهاء قتاله في سوريا، متخوفًا في الوقت نفسه من أن يجر الجيش اللبناني إلى جانبه في المواجهة.
وذكرت صحيفة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، مؤخرًا أن تقديرات خسائر "حزب الله" تفيد بأنه فقد نحو ألفي مقاتل، فيما تُقدَّر أعداد مصابيه بـ6 آلاف عنصر، مؤكدةً أن خسائره البشرية في سوريا أكثر من خسائره ضد "إسرائيل" طوال 18 عامًا.
وأضافت الصحيفة: إن "حزب الله" تكبَّد خسائر مادية لا تقل فداحة عن خسائره المعنوية، كما أن عددًا من كبار مسؤوليه مثل: سمير القنطار، غسان فقيه، علي فياض لقوا حتفهم في سوريا، فيما لا تزال القائمة مفتوحة باستمرار مشاركته في الحرب السورية.
وبدأ "حزب الله" وجوده في سوريا بشكل غير مُعلَن عام 2012، لكنه ما لبث أن تمدد في العمق السوري وعلى الصعيد الميداني، مبتعدًا عن المناطق الحدودية، التي اتخذها مطية لتدخله بعد انكشاف زيف مطية حماية المراقد الشيعية.
وكانت تقارير صحافية، أكدت أن الشباب اللبنانيين الشيعة هربوا إلى أوروبا رفضًا لإجبارهم على الانضمام لحزب الله، والقتال في المناطق الملتهبة على الشريط الحدودي، وحلب وريفها، ودرعا وريفها، وحمص وريفها، ودمشق وريفها، خصوصًا منطقة السيدة زينب.وبدأت ظاهرة هروب أبناء الطائفة الشيعية في لبنان منه في بداية عام 2015 بعد أن أيقن المقربون من "حزب الله" بأن حربهم خاسرة في سوريا، ولا تتعدى الدفاع عن بشار الأسد، وهي محرقة حقيقية لأبنائهم.
#خاتمة:
مع تعاظم قوة حزب الله وانتقاله من مجرد منظمة لبنانية محلية الى منظمة اقليمية فاعلة تمتاز بالقوة العسكرية والتنظيمية والايديولوجية،وبعد الانتصارات الباهرة التي حققها الحزب منذ عام 2006 حتى الان(انتصار تموز على اسرائيل،تدخله في المعركة السورية ومساندة النظام السوري على البقاء)،كان خيار الولايات المتحدة واسرائيل وادواتهما في المنطقة اعتماد اسلوب جديد من الحروب على الحزب تمثل بحرب مالية ومعنوية تعمل على ضرب مصادر تمويل الحزب من جهة واضعاف بنيته وقاعدته الشعبية بتشويه صورته وبث معلومات تحطم من معنويات مناصريه.وذلك عبر عقوبات رسمية مصرفية امريكية من جهة وتقارير اخبارية لبنانية وعربية تعكس اهتزاز الحزب وتخبطه النفسي والمعنوي من جهة اخرى.اما السؤال الذي يطرح نفسه،..هل ان هذه الحملة ستنجح في اهدافها؟ام ان لحزب الله موقف آخر كونه معتاد على الانتصارات؟وما هو حجم تاثير هذه الهجمة الممنهجة على القاعدة الشعبية للحزب؟هذه الاسئلة وغيرها سنجيب عنها في الجزء الثاني من التقرير.


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: