تخفيض مساحة لبنان ؟؟؟!!!
وضعت معركة تطهير جرود عرسال أوزارها بنصر مؤزر للمقاومة بكل المقايس العسكرية والسياسية والمحلية والإقليمية وترك توصيف وتحليل تداعيات هذا النصر لخبراء وقادة في المدارس القتالية لدرسه وتدريسه الان وبعد عقود من الزمن ..
ومما لا شك فيه ان خصوم المقاومة في لبنان وخارجه كل منهم يتعامل مع هذا الامر وفق اجندته واهدافه وأحلامه التي ضاعت وتلاشت مع سقوط كل تلة ووادي وسهل وتوج ذلك اكثر باستسلام ذليل لأبو مالك هذه التلال الذي اصبح كفأر مختبىء ضعيف في عمق الارض ..
لكن ما كان لافت في بعض القوى السياسية اللبنانية التي وجدت نفسها مهزومة بتحرير ارض لبنانية كما حصل بتحرير عام ٢٠٠٠ وعدوان تموز ٢٠٠٦ ليس بث الكراهية والحقد والشتيمة للمقاومة وشهدائها،بل وصولهم الى حد التخلي عن السيادة على أراض لبنانية فقط من اجل عدم الاعتراف بنصر المقاومة ..
وسمعنا على لسان اكثر من مسؤول في قوى ١٤ آذار ان معركة تطهير الجرود هي نزاع حدودي على أراض معظمها غير لبنانية في عرسال والقاع ورأس بعلبك كما كان وصفهم للقرى السبع وبلدة الغجر ومزارع شبعا ؟؟!!
وهذا ان دل على شيء فانه يكشف ذهنية هذه القوى التي تتعامل مع اجزاء من لبنان منذ عقود وأثناء احتلال اسرائيل للجنوب والبقاع الغربي بعقل المتصرفية والتمييز بين المناطق المركزية ومناطق الأطراف وهذا الامر بدا يظهر في الحرمان وسلب الحقوق لهذه المناطق من قبل الدولة اللبنانية منذ اعلان لبنان الكبير، ولو لا فضل المقاومة بتحرير الشريط الحدودي عام ٢٠٠٠ لكان البعض يتعامل مع هذه المنطقة بأنها ارض متنازع عليهاوليست محتلة وقد جرى في السابق مثل هذا التعامل !!!
هذه العقلية الخبيثة هي نفسها وريثة عقلية بعض الأنظمة العربية التي تخلت عن فلسطين من البحر الى النهر واعترفت بدولة اسرائيل حتى حدود ٦٧ ولاحقا اعترفت بحق الفلسطنيين فقط برام الله وغزة
..!!
انها عقلية التخلي والوهن والانبطاح والتسليم عند بعض العرب فقط لارضاء سلطانهم الامريكي وحفاظا على حكمهم واموالهم ولو كلف هذا الامر ان يبيعوا اجزاء من اوطانهم
!!!
وهذا ما يحدث اليوم في لبنان عبر بعض الشركاء في السلطة الذين يريدون ان تتخلى الدولة عن واجباتها في إنماء المناطق الحدودية وبالتالي اخراجها من سلطة الدولة المركزية لتصبح مناطق تهريب وتواجد للعصابات والارهاب او مطامر للنفايات واستخدام اَهلها خزان بشري للموت في سبيل أهداف هذه القوى
وما لا يعلمه البعض خصوصا أنصار ما تبقى من قوى ١٤ آذار انه اذا سلمنا بمنطقهم القائل ان هذه المناطق التي يصفون ما يجري فيها بانه نزاع حدودي على أراض معظمها سورية فان ذلك يعني حسابيا ستصبح مساحة لبنان التي نعرفها ١٠٤٥٢ كلم ٩٧٣٨ كلم .. بفضل دعاة السيادة والاستقلال ..
عباس المعلم - اعلامي لبناني
0 comments: