مشهدية انتصار المقاومة محليا وخارجيا واخلاقيا ...
عبر انتصار المقاومة بمعركة تطهير الجرود بكثير من النقاء والرقي والتواضع ، وعلو غير مسبوق بالإدارة العسكرية والسياسية تجلى بتكامل بالأسلوب والجهوزية والخبرة المتعاظمة لدى القيادة العسكرية والسياسية في المقاومة..! بما يشبه إدارة دولة مركزية لديها قدرة عالية في تكامل المؤسسات بإدارة الحروب والخروج منها بانتصارات حاسمة على كل صعيد ..
وعليه حقق حزب الله انتصار مضاف يمكن وصفه بانه نصر مميز أعطى مثال جديد وفريد بالتاريخ والحاضر ويؤسس لمستقبل واعد للمقاومة تخطت بكثير قدرة مجموعة بخوض حروب تعجز دول كبرى عَلى خوضها بهذا الشكل ..
اما عن معادلات الباصات التي اخرجت الاٍرهاب من جرد عرسال بشروط نصر المقاومة ؟ فإنها تطرح دلالات كبرى أهمها تكامل القدرة العسكرية مع القدرة التفاوضية بشكل متماهي بين استخدام القوة العسكرية وترجمتها بشكل مميز بالحرب النفسية وبين كسب انتصار إضافي دون استخدام السلاح ...
الدلالة الثانية اكتساب المقاومة للمصداقية في العهود عند الاٍرهاب الصهيوني والتكفيري ؟ والدليل على ذلك ان جبهة النصرة كان لديها خيار الانسحاب الى مناطق داعش التي تتشارك الفكر التكفيري الاجرامي معها لكنها فضلت الاستسلام للمقاومة على الالتحاق بداعش وما لهذا الامر من ابعاد تكشف وهن هذه الجماعات التي لا تأمن لبعضها وتأمن للمقاومة التي هزمتها... لا لشيء الا تأكيدا من هذه الجماعات ان هذه المقاومة لديها مصداقية في تطبيق القواعد الاسلامية الشرعية المحمدية العلوية التي لا تقتل أسير ولا تغنم أرزاق الغير وتداوي الجريح وتلتزم تنفيذ العهود مهما كلف الامر ؟
وهذا ان دل على شيء فانه يبرز لكل العالم ان الاسلام المحمدي الأصيل لا يتمثل بداعش والنصرة التي صنعها الغرب وإسرائيل والمدارس الظلامية في السعودية ؟ بل بحزب الله وغيره من الذين يحاربون من صنع ومول وصدر فكر تكفيري هدفه الاول والأخير تشويه صورة الاسلام ورسوله الرحيم وقرآنه العظيم ورسالته الرحيمة..
اما في التوصيف السياسي لمشهد الباصات يمكن قول التالي : ان من جيء بهم من كل بقاع الارض بشتى وسائل النقل وكامل التسهيلات ليدمروا سوريا والعراق واليمن والمنطقة يتم اليوم كنسهم وفرزهم وجمعهم في مطمر " ادلب " اما ليحرقوا بعضهم البعض او لتصديرهم الى الأماكن التي جاءو منها او ليقوم من صدرهم بمهمة حرقهم وطمرهم ..
واذا أردنا ان نوصف ما جرى في جرد عرسال على الصعيد المحلي اللبناني يمكن القول ان اول خطوة ببناء الدولة وبسط سيادتها تمت بانهاء الجناح العسكري المسلح لقوى ١٤ آذار الذي استخدم في الداخل وتسبب بقتل مدنيين وعسكريين وشكل خطر على منطقة لبنانية تجتمع فيها كل الطوائف ...
صحيح ان جبهة النصرة اندحرت عسكريا لكن بقي لها في لبنان خليفة وأمراء يمارسون فكرها وسياستها كل يوم وهم يشكلون خطر اكبر من الوجود المسلح الذي كان يحتل الجرود ..
ويبقى مشهدا اخر لعله الابرز والاهم باندحار النصرة وقد يكون الاول من نوعه وهو خروج المهزوم بمواكبة وعناية وحماية المنتصر بمشهد مذل لم يلحق بمهزوم على مدى التاريخ ..
عباس المعلم - اعلامي لبناني
0 comments: