Wednesday, September 20, 2017

عاشوراء بين الواقع ورجال الدين ....ترهّلٌ وإندثار !!!!!!

عاشوراء بين الواقع ورجال الدين ....ترهّلٌ وإندثار !!!!!!
...ذكرى عاشوراء التي جار عليها التاريخ حَقباتٍ عِدّة تَبلغ ذُروة حضورها في أيّامنا هذه، إلاّ أنّ أتباع الحسين"ع"-لا سيّما العرب منهم- يعيشون عُقد الإضطهاد المُزمن الذي مرّوا ومرّ به أجدادهم لذا ما زالوا يَنهلون من عِبر الثورة فقط ما يصبّ في إتّجاه واحد، البعد العسكري مع أهميّته ِ وَأولويّتهِ يبقى هَشّاً إذا لم يَقترن وَيتلازم مع  برنامج إنمائي، إجتماعي وإقتصادي يضمن ويحمي ما تمّ إنجازه ميْدانيّاً في العقدين الأخيرين، أضف أنّ  مُمارسة الشعائر بِبُعد مَنقوص الآداء رُبّما يؤدّي  -مع مرور الوقت - إلى الطعن بمفاهيم الثورة وأهدافِها، ما يجعلها تتآكل في عمقها ويحوّل وجودها الى تُراث أكثر منه الى ثورةٍ حيّة متكاملة الأبعاد، الرسائل والأهداف، لذا على القادة الدينيين وأصحاب الشأن ترجمة المفهوم الكامل لثورة الإمام الحسين عليه السلام في السياسة،الإقتصاد والاجتماع،عبر السعي الى تقديمِ أُنموذجٍ إسلاميّ حضاريٍّ  تتماثل به الأمم لِيَعكس عدالة عليٍّ"ع" في حكمه ويُبعد دوافع التمرّد في كل عصر، خاصّة وأن آثار إنحراف الثورة عن مسارها بدأ يُترجم في إبتكار خاطئٍ لِشعيرة عاشورائيّة هنا أو مُبالغة هناك بعيدة عن الواقع والمنطق والمقدّسات ناهيك عن الآداء الناقص أو المتناقص-في شتّى الميادين- للبعد المتكامل لحركة الإمام الحسين عليه السلام. لذا نجد أنّ التقصير أو الفشل ناجم عن خللٍ في الربط بين التقييم النظري والتنفيذ، سببه  خطأٌ  في التوجيه الحوزويّ أوّلا والسياسيّ ثانياً، كما أنّ التأخّر الزمنيّ عن التطبيق الشامل والفعلي للنظرية في الوسط الشيعي العربي مع التراخي في بناء دولة القانون وتعزيز دور المؤسسات ذهب بالمراقب الى هشاشةِ الدور الذي تَلعبه المرجعيّات الدينيّة  على غير صعيد، خاصّةً وأن  الفساد المالي والإداري للسلطة الذي يُتقنه ويُمارسه بعض القادة السياسيين من الشيعة تحت عين الحَوزات الدينيّة التي لم تُحرّك ساكناً بات يَنتقل من جيل الى جيل، يُغيّر أو يَطعن بِبعض المفاهيم والمسلّمات العقائديّة في الدين الإسلامي بذاته أو في الأسسِ والمُثُل والمفاهيم الخاصّة بالمذهب الجعفري والتي طالت أو تطال شريحة كُبرى من العوام والمقلّدين، ما سيُفرز آفات يَصعب دحضها  ببساطة وقد تترسّخ أكثر وأكثر مع مرور الوقت...
...لذا، فترجمة واقعٍ إجتماعيٍّ عادلٍ وحضاري ٍّراقٍ مُنبثقٍ من مفاهيمَ وقواعدَ إسلامية، تتوفّر فيه كلّ الأسباب النافية لحركة الامام الحسين"ع" الثوريّة التي استهدفت القادم من التاريخ هو بذاته جزء أساسي  ورسالي مُفترضٌ على أتباع مدرسة أهل البيت تقديمه للبشريّة جَمعاء في وقت بات المذهب الجعفري  وظاهرة التشيّع - دون تخطيط مُسبق  - محطّ تساؤل أُمميّ رغم الإستهداف الكبير الذي طال الدين الإسلامي في العقود الأخيرة....
بقلم المحامي
محمّد فضل خشّاب


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: