امريكا .. مواجهة حزب الله اولوية متقدمة حاليا؟؟
تدور مداولات تقارب البحث عن إيجاد مخططات استراتجية حول دور حزب الله الإقليمي، والذي بدأ يأخذ أولى الاولويات لدى واشنطن والرياض وتل ابيب ، وبهذا السياق لا تتوقف الاتصالات الشبه يومية بين هذه العواصم في سبيل إيجاد هدف متقاطع عليه عنوانه نزع صفة وقدرة هذا الحزب العسكرية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط
وقد افضت تقارير استخباراتية تابعة لهذه الدول بان دور الحزب وتعاظم قوته لم يعد بالإمكان تطويقها او اضعافها عبر العقوبات الاقتصادية والسياسية او عبر الضغط على الدول الحليفة له ؟ او الاستعانة بحلفائهم بلبنان للضغط في هذا السياق بعد ان ثبت عجزهم عن اي دور مؤثر في ذلك ،، خصوصا وان حزب الله قلب موازين القوى المحلية لصالحه بشكل غير قابل للتوازن والردع من قبل خصومه في لبنان ..
من هنا تولت وللمرة الاولى واشنطن لعب دور راس الحربة مباشرة بمواجهة حزب الله وجعلت حلفائها في المنطقة معاونين لمهمتها نظرا لحجم القوة التي يمتلكها اليوم حزب الله والتي برأي الأمريكيين لا يمكن لأي نظام عربي او تجمع أنظمة او اسرائيل بمفردها مواجهتها وتحمل عواقبها
والملفت ان الكلام الامريكي بهذا الخصوص ظهر امام السعوديين والاسرائيليين بموقع الحذر الشديد الذي قارب العجز عن فعل اي اجراء عملي سوى إصدار عقوبات مالية ضد الحزب تبدو ساقطة وغير ناجعة قبل صدورها!! وقد تشكل اضعاف لموقف حلفاء واشنطن في لبنان بمواجهة الحزب اكثر من اي وقت مضى خصوصا اذا ما قرر حزب الله التصعيد محليا مما سيؤدي حتما برأي الأمريكيين الى إسقاط الحكومة الحالية وبسط سيطرة الحزب على مفاصل الدولة وقرارها اكثر في ظل وجود العماد عون والرئيس بري بالرئاستين الاولى والثانية وتحالفهم الوثيق مع الحزب ، بالاضافة الى عدم وجود اي عامل محلي يشكل ضغط عسكري على الحزب حاليا بعد اندحار داعش والنصرة من الجرود وعدم قدرة استخدام ورقة المخيمات الفلسطينية بهذا السياق ..
من هنا بدأت النقاشات تأخذ شكل المبادرات والاقتراحات من الرياض وتل ابيب لحث واشنطن على إيجاد حل يقضي باستهداف حزب الله بشكل مؤثر وقاس وان كان ذلك فقط لإضعافه اقليميا لسنوات لا اكثر وبهذا الخصوص قدم ولي العهد السعودي اقتراح ينص على تشكيل تحالف دولي عربي شبيه بالتحالف الذي أقيم ضد داعش يقضي باستهداف حصرا المواقع العسكرية والمؤسسات كافة التابعة لحزب الله في لبنان وسوريا وتحييد استهداف البنية التحتية للدولة اللبنانية من اجل ان لا يحصل تعاطف مع حزب الله وبالتالي احراج حلفاء الرياض في لبنان ، الا ان واشنطن رفضت سريعا هذا المقترح واعتبرته غير قابل للحياة وسيفشل ويجعل الحزب اقوى ، هنا قدم السعوديون مقترح اخر يقضي بتقديم الحكومة السعودية مبلغ ٣٠ مليار دولار لإسرائيل لشن عدوان عسكري شامل على الحزب في لبنان وسوريا بالاضافة الى التعهد بإعادة إعمار اي دمار او خسائر اقتصادية ستتعرض لها تل ابيب جراء هذا العدوان مرفق ذلك بتوفير غطاء عربي كامل وعلني للعدوان ؟ وقد حظي هذا المقترح باهتمام كبير من واشنطن الا ان الرد الاسرائيلي عليه كان دون المتوقع واشبه بالرفض حسب التوصيف السعودي!!!
ورغم ان هذه المقترحات لا تزال على قيد الحياة والدرس وهناك احتمال للسير بها الا ان كل المعطيات تشير الى ان واشنطن طلبت من الرياض وتل ابيب مهلة حتى شهر حزيران من العام ٢٠١٨ ليتبين حجم تداعيات العقوبات المتلاحقة التي ستفرضها واشنطن على الحزب والتي تصفها بالاقوى والأكثر تأثيرا بتاريخ العقوبات على حزب الله منذ العام ١٩٩٨ مع ابقاء الحل العسكري قائما وفق التطورات والتغيرات المتسارعة في المنطقة وحجم دور حزب الله بها ..
يتبع
عباس المعلم-اعلامي لبناني
0 comments: