Thursday, June 22, 2017

تحديات الاستخبارات الإسرائيلية

تحديات الاستخبارات الإسرائيلية

 FacebookWhatsApp

تحديات الاستخبارات الإسرائيلية




أطلس للدراسات
في سياق السباق الاستخباراتي وتطور أدوات جمع المعلومات، الذي تضاعف من إمكانية الحصول على المعلومة من جانب وتعدد اللاعبين من جانب آخر، ممّا يعقد القدرة على تقدير الموقف؛ أصدر مركز دراسات الأمن القومي في إسرائيل هذا الأسبوع كتابًا بعنوان "تحديات الاستخبارات الإسرائيلية"، الكتاب عبارة عن أربعة أبواب وخلاصة، ويقع في 150 صفحة، شارك فيه ستة عشر جنرالًا، يناقش التحديات الاستخباراتية التي تواجه الأجهزة الأمنية في جمع المعلومات وتحليلها، والأعقد من ذلك هو القدرة على تقدير نوايا العدو.

المعلومة بين الإنتاج والصهر
ناقش المشاركون تنامى التحدي، وذلك من خلال تطور إمكانيات المحيط المعادي لإسرائيل وإدراكه للتحدي، وتطور إمكانياتهم للحفاظ على معلوماتهم، كما سلطوا الضوء على المساحات الواسعة التي منحتهم إياها الشبكة العنكبوتية، وخصوصًا الشبكات الاجتماعية كونها شكلت عاملًا رئيسيًا في التغيير السياسي بالعالم العربي وشكلت منبر النقد والتقويم ومقارعة الأنظمة، وهكذا أصبحت منبرًا لكشف المعلومات، وبالتالي أضيفت مصادر معلومة مكشوفة تضيف كمًا هائلًا للحاسوب الذي يتعامل مع تلك المجموعات.
التحدي الكامن هنا مرتبط بحجم المعلومات، ورغم تطور الحاسوب إلا ان التحدي الحقيقي هنا يكمن في القدرة على صهر المعلومات الهائلة وتنقيحها.

تقدير سلوك الخصم
سلوك الخصم أو العدو مرتبط بعوامل كثيرة، لا يمكن تحديد الأهم منها، فعلى الرغم من كون الاستخبارات الإسرائيلية قد تملك معلومات كافية عن المحيط الذي تعمل فيه؛ إلا أنها قد تكون عاجزة عن تقدير سلوك اللاعبين لكثرة العوامل، فمن ضمنها تعدد اللاعبين مثل الحال في سوريا والعراق يعقد القدرة على تقدير سلوك أيّ منهم كونه قد يكون نابعًا من ردود أفعال لأحد اللاعبين الهامشيين، كما ان سلوك أحد اللاعبين قد يكون نابعًا من تقدير خاطئ لقدرات أحد خصومه يدفعه لاتخاذ خطوات طمعًا في تغيير بعض الموازين التي قد تغير سلوك الكثير من اللاعبين، ومن هنا يكمن تعقيد تقدير التحولات الاستراتيجية.

الإنذار
تكمن أهمية الإنذار المبكر في دوره الأساسي بحسم المعركة، ويكمن تحديه في صعوبة القدرة على تخمين نوايا الطرف الآخر، وهناك من يرى ان وظيفة الاستخبارات الأساسية تتركز في كشف التحركات المادية للعدو على الأرض، أما فيما يتعلق بالتقدير للنوايا فهذا ليس شأن الاستخبارات، إذا اقتصر دور الاستخبارات على هذا ولم تقدم رؤية تقديرية لنوايا العدو ففي هذه الحالة على الجيش أن يكون مستعدًا وجاهزًا خلال كل أيام السنة.

علاقة القيادة السياسية بالاستخبارات
العديد من القيادات السياسية لا تمتلك أية خبرة في المجال الأمني، ويغرقون في المشاكل اليومية، ومن الصعب لفت أنظارهم إلى الأبعاد الاستراتيجية لخطواتهم، وفي المقابل هناك قيادات سياسية تمتلك قدرة وخبرة عالية جدًا في مجال الاستخبارات، ممّا قد يجعلها تستصغر الحاجة إلى توجيهات رجال الاستخبارات، وللتغلب على هذه المعضلة يقترح المشاركون الاعتماد على ثلاثة مبادئ:
1. تحديد وظيفة الاستخبارات مع القيادة السياسية على أساس منظومة بحث ودراسة مشتركة، تعمل في مجالات أخرى غير المجالات العسكرية.
2. تعزيز التواصل والحوار بين القيادة السياسية وبين الاستخبارات على أساس الثقة والاحترام المتبادل.
3. الالتزام الدقيق من قبل رجل الاستخبارات بالسلوك الأدبي والأخلاقي.

التحدي النووي
التهديد الوجودي الوحيد لدولة إسرائيل - كما يراه المشاركون - هو التحدي الأمني، فالاتفاقية الأمنية الدولية التي عقدت مع إيران أبعدت شبح التهديد النووي الوجودي إلى حين، ولكنها عززت هذا التهديد على المدى البعيد.
التحدي النووي ذو أربعة اتجاهات:
1. فهم القدرات الإيرانية والبعد الزمني الذي يفصلها عن إنتاج القنبلة النووية.
2. فهم النوايا الإيرانية.
3. إنتاج الوسائل والاستراتيجيات التي قد توقف التوجه الإيراني.
4. تقدير الردود الإيرانية عن كل استخدام لأي من الوسائل والاستراتيجيات.

التحدي الالكتروني (السايبر)
التحدي الالكتروني هو تحدٍ جديد يضاف إلى التحديات القديمة (الجو والبر والبحر والفضاء)، يكمن التحدي في تحديد حدوده ومجالاته ومميزاته وقيوده وفهم عوامل التحذير، خصوصًا ان الضربات الالكترونية تتم بدون تحذير وبدون بصمات، وعلى حد وصف وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا "مفاجآت السايبر مفاجآت استراتيجية".
المقترح لهذا المأزق هو دمج قدرات الجيش والاستخبارات في منظومة تستعين بالمنظومة المدنية وشركات الهايتك الإسرائيلية.

تحدي الفصائل والأحزاب والأفراد
في السنوات العشر الأخيرة، تحولت دول المحيط إلى جهات أقل تهديدًا من التشكيلات الصغيرة، لعدة أسباب؛ كون بعضها تفكك إلى تشكيلات صغيرة، منظمات مقاتلة وغيرها (سوريا والعراق أمثلة على ذلك)، بعضها متعايش مع فصائل مقاتلة مثل لبنان وحزب الله.
يكمن التحدي ان أجهزة الاستخبارات لا يكفي ان تقدر نوايا قيادة واحدة، بل مجموعة من القيادات اللاعبين، وأكثر من ذلك، الأمر يتطلب دراسة منظومة العلاقات بينهم، وكذلك دراسة قدرات كل تنظيم، ومن هنا لا يكفي دراسات كميات القدرة لدولة واحدة مثل عدد الدبابات والطائرات والمدافع، بل تتم من خلال تقدير العزائم والإصرار والتطور الكامن لدى كل فاعل من الفاعلين.