فجوة أم دمج.. ماذا يحدث بين الإعلام التقليدي والرقمي الجديد؟
الموضوع:
تزداد التساؤلات والأبحاث حول الفجوة بين وسائل الإعلام التقليدية ووسائل الإعلام الرقمي الجديد، هل تبقى على اتساعها واختلاف المحتوى بين كليهما؟ أم تتآلفان كأصدقاء وأصحاب رسالة ورؤية واحدة؟!
مع كل التطور الذي وصلنا إليه، إلا أنه ما يزال هناك من يدافع عن المدرسة القديمة في الإعلام، والتي تتمثل في وسائلها التقليدية المعروفة كالراديو والتلفزيون والصحف الورقية، ويرون أنه هذا هو الإعلام وليس سواه، وأن الإعلام الجديد هو عالم السوشيل ميديا والناس العاديون وليس الصحفيين!
ولكن هناك وجهة نظر أخرى للصحفي محمد البابا، كاتب صحفي في صحيفة الأيام الفلسطينية، ومصور فوتوغرافي في وكالة الأنباء الفرنسية، إذ يقول: "إن التطور والسرعة فرضت على وسائل الإعلام التقليدية الاندماج في ساقية الإعلام المفتوح، فذهبت هذه الوسائل للانتقال إلى الإلكتروني كأول خطوة لدمج أعمالها بالإعلام الجديد سواء من خلال نشر مقاطع دعائية قصيرة لأعمالها، أو الاستفادة من ميزات التكنولوجيا كالبث المباشر ونشر الصور بشكل مباشر".
من جانبه، قال صلاح سلام، رئيس تحرير جريدة "اللواء" أثناء مشاركته في مؤتمر الإعلام الجديد: العديد من وسائل الإعلام التقليدي، التي ما زالت تمتلك القدرة والشهرة والخبرة، أخذت تعيد تكوين نفسها، وتعيد بناء ذاتها، لتندمج في سرب الإعلام الجديد وتكون جزءاً منه عبر:
خلق مواقع إلكترونية تابعة لها، واستخدام وسائط الإعلام الجديدة التي تُسهّل عملية التواصل مع الجمهور لمعرفة اتجاهاتهم واستقصاء مواقفهم واهتماماتهم، واستخدامها في كتابة التحقيقات والاستطلاعات الصحفية.
أصبح الإعلام التقليدي يتحدث عن الكثير من القضايا التي يتم تناولها في الإعلام الجديد، والعكس صحيح، حيث أنّ الإعلام الجديد يعلق على الموضوعات المطروحة في الإعلام التقليدي، لذا يمكننا اعتبار أن الخط الفاصل بين الإعلام التقليدي والجديد أصبح خطاً واهياً.
ويضيف البابا: "لم تكتفِ وسائل الإعلام القديمة بمشاركة أفرادها بشكل شخصي في الإعلام الجديد من خلال حساباتهم والتسويق لأعمالهم المذيلة بوسم أو شعار عملهم بل قامت بعمل حسابات لها في وسائل الإعلام الجديد ككل، وتقوم بالمشاركة في قصص "ستوريز" كل محفل إعلامي جديد".
فيما يخص المصورين الصحفيين في وسائل الإعلام يُخبرنا البابا أنّ "الأشخاص والوكالات يصورون الآن بالكاميرا اليدوية وكاميرا الهاتف الذكي معاً، الجودة العالية للموقع والبسيطة عبر الجوال لمواقع التواصل الاجتماعي وكثيراً ما يتم استخدام تقنية التصوير المباشر لخدمة نشاط أو عمل للوكالة وهذا دمج واضح بين القديم والجديد".
إلى أي درجة يمكن أن يعود هذا الدمج بين الوسائل القديمة والحديثة بنفعٍ على المواطن؟
يُجيب البابا: "يؤدي الدمج أيضاً إلى ابتكار وسائل مهمة وسريعة لمواكبة سرعة الإعلام الجديد. مثال ربط أهم وأجمل الصور اليومية بخاصية top pictures التي تُعنى بنشر أجمل صور اليوم في العالم في أيقونة خاصة ويتم نشر هذه الصور خلال ساعات اليوم الأربع وعشرين بحيث تبقى الوكالات في حضور دائم مع المواطن، لذا أعتقد أن الإعلام التقليدي يلحق بنفسه وبركب الإعلام الرقمي القائم بقوة اليوم، فهو ينظم تفكير الجمهور واعيًأ ورصينًا ويستخدم الدمج ليحافظ على حضوره، الجديد طغى على القديم، لذا الدمج مهم للحفاظ على الحضور والتوازن والمصداقية والتنوع والتجديد وكل هذه الصفات الأصيلة للإعلام".
مادلين شقليه، إعلامية مقدمة برامج على تلفزيون القدس التعليمية, وعلى راديو ألوان, تقوم مادلين في الآونة الأخيرة بعمل بث مباشر على فايسبوك أثناء تقديمها لبرنامجها على الراديو, والسبب في قيامها بعمل اللايف هذا هو: "البث المباشر يعتبر وسيلة للانتشار بشكل أسرع وخصوصاً للعاملين في الراديو، فليس الجميع يسمعك على الراديو، الراديو يسمعه فئة معينة ومحاولتي للخروج بث مباشر للوصول لأكبر عدد من الجمهور, وفعلا كانت التجربة ناجحة جداً، فالخروج في بث مباشر هو أمر مثمر جداً لتقليل المسافات بين وسائل الإعلام التقليدية والحديثة وتفاعل أكثر ويمكنك قراءته أثناء العمل لذي تقوم به على أي وسيلة كانت".