نتنياهو لوزير الدفاع الروسي: إسرائيل لن تسمح بتواجد إيران في سوريا
جوداه آري غروس مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل
خلال لقاء مع سيرغي شويغو، كرر نتنياهو التحذير بان طهران في طريقها للحصول على أسلحة نووية في العقد القريب
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يوم الثلاثاء ان اسرائيل لن تقبل بوجود ايران على حدودها، كما قال مكتبه.
وكرر نتنياهو أيضا رأيه بأنه بدون اعادة التفاوض حول الاتفاق النووي الإيراني، سوف يكون بحوزة الجمهورية الإسلامية سلاح نووي خلال العقد القادم.ووصل شويغو اسرائيل يوم الاثنين في أول زيارة رسمية.وقال نتنياهو خلال اللقاء: “على ايران الادراك ان اسرائيل لن تسمح لها بالانتشار عسكريا في سوريا”وشارك نظير شويغو الإسرائيلي، وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، في اللقاء أيضا.
وفي يومه الاول، التقى شويغو في لقاء منفصل مع ليبرمان، الذي انضم اليه مسؤولين من هيئة اركان الجيش العامة ومن وزارة الدفاع.
وتحدث ليبرمان ايضا عن تعزيز انتشار إيران في سوريا، بالإضافة الى التنظيمات التي تدعمها.
وقال ليبرمان لوزير الدفاع الروسي يوم الاثنين: “لن نتدخل في الشؤون الداخلية في سوريا. ولكن من جهة اخرى، لن نسمح لإيران وحزب الله في تحويل الاراضي السورية الى قاعدة اولية ضد اسرائيل”.
وقال ليبرمان لشويغو أن اسرائيل “تعمل بشكل مسؤول وعازم” في سوريا.
وأضاف: “لن نسمح بنقل إيران الاسلحة المتطورة عبر سوريا الى لبنان”.
وتنسب اسرائيل اهمية كبيرة لزيارة شويغو، وهي زيارته الاولى منذ توليه منصبه عام 2012، واول زيارة لوزير دفاع روسي إلى الدولة اليهودية منذ سنوات عديدة.
وقال ليبرمان: “أنا سعيد جدا لرؤية وزير الدفاع الروسي في دولة اسرائيل. هذه الزيارة الاولى، والزيارة الاولى لوزير دفاع لديها اهمية كبيرة”.
وأضاف: “نحن نقدر جدا علاقاتنا مع روسيا. لا نتفق دائما، ولكننا دائما نتكلم بشكل مباشر وصريح. نعتقد انه عندما يوجد حوار مفتوح، يمكن تخطي جميع المشاكل”.
وتواجه زيارة شويغو بعض التوتر، نظرا لوصوله ساعات بعد قصف الجيش الإسرائيلي بطارية مضادة للطائرات تابعة لسوريا حليفة روسيا بعد اطلاقها صاروخ على طائرة اسرائيلية.
وتم الترحيب بوزير الدفاع الروسي في مقر الجيش الإسرائيلي في تل ابيب، المعروف بإسم “كيريا”، حيث التقى ايضا بمقاتلين قدامى في الجيش الاحمر خلال الحرب العالمية الثانية يعيشون اليوم في اسرائيل.
وقال ليبرمان: “نحن نقدر جدا ذكرى الحرب العالمية الثانية. العديد من اجدادنا وجداتنا حاربوا في صفوف الجيش الاحمر ونحن نقدر الطريقة التي تعاملهم وتذكرهم روسيا اليوم، وكيف تتعامل [روسيا] مع ذكرى اللذين قاتلوا وقُتلوا خلال الحرب العالمية الثانية”.
وبعد الترحيب، التقى شويغو وليبرمان بشكل منفرد في مكتب الاخير. وانضم اليهما رئيس هيئة اركان الجيش غادي ايزنكوت وقائد المخابرات العسكرية هيرتسل هاليفي ومدير مكتب الشؤون السياسية الامنية في وزارة الدفاع زوهار بالتي، بالإضافة الى اعضاء في حاشية وزير الدفاع الروسي.
وركزت المحادثات على سوريا وتصعيد النفوذ الإيراني والمليشيات الشيعية هناك، بحسب وزارة الدفاع.
وفي حين انه يبدو ان الحرب الاهلية السورية على وشك الانتهاء، يتحول تركيز اسرائيل الى التهديدات التي تشكلها حليفة سوريا الاخرى، ايران، والتي يُعتقد انها تقيم قواعد وبنية تحتية عسكرية بالقرب من الحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.
وورد ان اسرائيل طلبت من روسيا والولايات المتحدة شمل ضمان بعدم اقتراب المليشيات الشيعية المدعومة من إيران اكثر من 60 كيلومترا من الحدود في اتفاقيات وقف اطلاق النار في سوريا. ولكن تم رفض هذه الطلبات بحسب التقارير.
وفي حين أن هذه اول زيارة يقوم بها شويغو الى اسرائيل منذ توليه منصبه قبل خمس سنوات، لكنه قام بعدة زيارات الى سوريا، من ضمنها زيارة في وقت سابق من الشهر، بالإضافة الى زيارة مفاجئة لإيران في العام الماضي.
ويعتبر العديد من الخبراء ان وزير الدفاع هو الدافع وراء دعم روسيا الشرس للطاغية السوري بشار الاسد.
والزيارة مختلفة عن السنوات السابقة، التي شهدت زيارات قام بها القادة الإسرائيليين إلى روسيا عدة مرات لاجراء لقاءات دبلوماسية، بدون عقد اجتماعات كهذه في اسرائيل.
ويأتي اللقاء النادر في اعقاب تبادل نيران قصير بين اسرائيل وسوريا صباح الاثنين.
قبل الساعة التاسعة صباحا بوقت قصير، أطلق الجيش السوري صاروخا مضادا للطائرات من طراز SA-5 ضد طائرات استطلاع إسرائيلية، التي دخلت كما قال المجال الجوي السوري من لبنان. الجيش الإسرائيلي نفى اجتياز طائراته للحدود، وأكد على أنها حلقت فوق لبنان فقط، لجمع معلومات إستخباراتية.
بحسب الجيش الإسرائيلي، لم تلحق أضرار للطائرات جراء إطلاق الصاروخ، لكن الجيش السوري قال في بيان له إن الصاورخ “أصاب مباشرة” إحداها.
بعد حوالي ثلاث ساعات، ردت طائرات مقاتلة إسرائيلية على إطلاق الصاروخ، وقصفت بطارية دفاع صاروخي من طراز SA-5 والتي يُعتقد أن الجيش السوري أطلق الصاروخ منها.
وقال الجيش الإسرائيلي إن البطارية “أعيقت”.
وبما أن لروسيا وجود مكثف في سوريا يهدف إلى مساعدة حليفها الأسد، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش أبلغ موسكو بالهجوم الوشيك على جيش الأسد “في الوقت الحقيقي”.
ونسب المحللون التأخير لمدة ثلاث ساعات تقريبا بين الهجوم على الطائرات الإسرائيلية والرد الإسرائيلي إلى المخاوف الإسرائيلية من المشاكل المحتملة التي كان من الممكن أن يتسبب بها الرد، الذي جاء بالتزامن تقريبا مع زيارة شويغو.
وكانت إسرائيل قد أعلنت مرارا وتكرارا عن أنها ستتصرف عسكريا في سوريا إذا تم تجاوز أحد “خطوطها الحمراء”، ولا سيما نقل الأسلحة إلى منظمة “حزب الله” أو، في هذه الحالة، هجوم مباشر على الطائرات الإسرائيلية.
من أجل تحنب احتكاك أو صراع عرضي، على مدى العامين الماضيين نسقت إسرائيل وروسيا أنشطتهما العسكرية في سوريا.
ولا يناقش المسؤولون الإسرائيليون بشكل عام المدى الكامل لهذا التنسيق، لكنهم يشددون على أن الجيش الإسرائيلي لا يسعى إلى الحصول على الإذن من روسيا لتنفيذ عملياته.
جوداه آري غروس مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل