عمير رابوبورت- محلل الشؤون الأمنية
موقع ومجلة "Israel Defense" المتخصصان في مجالات
الجيش والأمن في إسرائيل والعالم، 11/8/2017
"الثورة المقبلة - معالجة أوتوماتيكية للمعلومات
الاستخباراتية"
[مقابلة حصرية مع إلعاد أهرونسون، نائب رئيس شركة "إلبيت للمنظومات"
(Elbit Systems) والمدير العام
لوحدة الاستخبارات، حول
مستقبل المنظومات الاستخباراتية والطائرات الصغيرة من دون طيار
بما في ذلك كشف عن تحديثات جديدة]
·
حين أعلنت شركة "إلبيت للمنظومات" قبل شهرين عن تغييرات بنيوية جوهرية، أثيرت تساؤلات عديدة حول هذه الخطوة. وفي إطار هذه التغييرات أنشئت وحدة للمنظومات الاستخباراتية (ISTAR) بغية الربط بين العمل في مجال الاستخبارات والإلكتروضوئيات (إلكتروبصريات) في شركة "أل ـ أوب" (شركة فرعية لشركة "إلبيت") وبين العمل في مجال الطائرات من دون طيار الذي يتركز في مصنع منفرد.
· هل يمكن الآن، بعد مرور سنتين على تلك الخطوة، تقييم نتائج تلك التغييرات؟ وهل يثبت الربط بين هذين الجسمين الضخمين التابعين لشركة "إلبيت" جدواه؟
· إلعاد أهرونسون نائب رئيس "إلبيت للمنظومات" ومدير عام وحدة المنظومات الاستخباراتية (ISTAR)، يجيب في مقابلة حصرية مع "Israel Defense": "وحدة المنظومات الاستخباراتية (ISTAR) تعمل في مجال الاستخبارات وتيسير الوصول إلى الأهداف. انطلقت هذه الوحدة في بنيتها الحالية في نيسان/ أبريل 2015. وخُصصت السنة الأولى لوضع الآليات التنظيمية والإدارية وتوضيح ما نبتغي تحقيقه. وسارت الأمور في ذلك على ما يرام. في المقابل، كان من الضروري الركض لتنظيم الأعمال التجارية والحصول على الطلبيات. وقد جرت الأمور كلها من خلال الركض. ويسعدني القول إن سنتيّ 2015 و2016 كانتا ناجحتين جداً وقد بدأنا نرى النتائج".
· سؤال: ما هي الفكرة المركزية من وراء دمج الجسمين معاً؟
· أهرونسون: يمكن القول بشكل عام إن رؤيتنا تتمثل في توفير الحلول الشاملة للزبائن، بما يشمل جميع أنواع أجهزة الاستشعار في الميدان، ومعالجة المعلومات وتحويلها إلى مواد ذات أهمية في عملية اتخاذ القرارات في الوقت الصحيح من جانب الجهة الملائمة. هناك بنظري ثلاث حلقات ينبغي معالجتها. الحلقة الأولى، هي المنظومات وأجهزة الاستشعار: نحن في حاجة إلى منظومات تكون الأفضل باستمرار، أي تكون فعالة ونافعة لأطول وقت ممكن، وذات قدرة استيعابية أكبر للحُمولات المخصصة وبحيث تبدو كل واحدة منها وتُسمَع بطريقة أفضل، نظراً لأن أجهزة الاستشعار تتطور باستمرار. أما التحدي في الحلقة الثانية فهو الربط بين أجهزة الاستشعار. لا يكفي توفر جهاز الاستشعار الذي يعمل من خلال نظام معين ويستشعر الميدان بل ينبغي أن نرى ما يحصل عند الربط بين أجهزة استشعار من أنواع مختلفة ـ الإلكتروضوئيات، الرادارات، استخبارات الاتصالات وغيرها. لدينا بضعة مشروعات تقوم على هذا الدمج بالذات وتحققه. الحلقة الثالثة هي برأيي الاتجاه الذي تسير السوق نحوه: الحديث هنا حول حاجة مركزية لدى المستهلكين والهدف هو النجاح في الاستفادة القصوى من المعلومات التي يتم جمعها. لا يكفي وضع المنظومات الصحيحة والمناسبة في الميدان، ولا أجهزة الاستشعار الملائمة والدمج بينها. هنا يدخل موضوع معالجة المعطيات - البيانات الضخمة. وفي نهاية الأمر هنا وضع تمتلك فيه كمية هائلة من المعلومات، وكما يقول لي الزبائن: "المعلومات تتدفق إليّ من الطاولة، لكنني لا أستطيع استخدامها في شيء". نحن في حاجة إلى أتمتة هذه المعلومات كلها. يشتري زبائني اليوم حمولات إلكتروضوئية أو سواها، لكن ما يحتاجون إليه فعلياً هو المعلومات التي جرى تحليلها ومراجعتها والتحقق منها، بما يتيح لهم اتخاذ القرار المناسب. وهذا هو ما نصبو إليه. إنها عملية طويلة وتستوجب تحديثات وتطويرات كثيرة ودائمة، إلى جانب تغيير مفاهيم مهنية وتجارية، لكنني أعتقد بأن حزمة المعلومات التي تتوفر لدينا تتطلب منا معرفة كيفية معالجتها بصورة فورية وأوتوماتيكية، وإلا فلا قيمة لها مطلقاً. واعتقد بأن صناعات أجهزة الاستشعار والوسائل الأخرى الخالية من البشر ستندمج مع صناعة البيانات الضخمة بما سيوفر الردود اللازمة".
· سؤال: ماذا عن مصطلح "السيطرة على الميدان"؟ في الماضي جرى حديث كثير عن هذا المفهوم، لكنه لا يُذكر كثيراً في السنوات الأخيرة؟
· أهرونسون: "أعتقد بأن هذا المصطلح يصف ما يجري من زاوية عملانية، وفقاً لما قلته سابقاً من الزاوية التكنولوجية. ما معنى "السيطرة على الميدان"؟ أن تستطيع مشاهدة الميدان ومراقبته كل الوقت، أن تفهم ما يجري فيه، ثم التحرك الفعلي حسب الحاجة. أنا لا أستخدم هذا المصطلح كثيراً، لأنه أصبح يُقال عن كل شيء. في معرض باريس الجوي الأخير (حزيران/ يونيو 2017) كشفنا عن نظاميّ SkEye وGroundEye اللذين يحققان سيطرة على الميدان في البُعدين الجوي (من الجو - Vicintic) والأرضي (من الأرض - Optronic). وهما يحققان هذا الأمر بالضبط: استشعار المنطقة كل الوقت. ويبقى السؤال الآن: ماذا تفعل بكل هذه المعلومات؟ الأفضلية الأكبر لهذين النظامين تكمن في قدرتهما على معالجة المعلومات، في الربط مع سجلات المعلومات الأخرى وفي [الخوارزمية
مجموعة من الخطوات الرياضية والمنطقية والمتسلسلة لحل مشكلة ما نسبه إلى العالم
أبو جعفر الخوارزمي] التي تقف وراء كل هذه الأمور. ما زلنا في أول الطريق، رغم التقدم الكبير الذي حققناه حتى الآن. وسنكون في موقع آخر تماما لاحقاً.
·
"نحن في مرحلة الانتقال من تلك الأيام التي كنا نضع فيها حُمولة معينة واحدة على طائرة صغيرة واحدة من دون طيار تقوم ببث الرسائل إلى محلل واحد، من خلال مشاهدة صورة الفيديو فقط في الزمن الحقيقي. في تلك الأيام لم يكن بالإمكان رؤية حدث ما إذا حصل على بعد متر خارج النطاق أو إذا حصل قبل دقيقتين. لكن هذا غير ذي صلة الآن. فقد أصبحنا قادرين اليوم على النظر إلى المنطقة كلها ورؤيتها على امتداد طيف واسع، فضلاً عن عامل الوقت. نحن نعرف ماذا حصل أمس وأول من أمس، أين كان الشخص الذي دخل الآن ومن أين جاء. كل ما يتعين علينا الآن هو فقط أن نُحسن الربط بين هذه كلها".
· سؤال: في معرض باريس الجوي سُمح لكم أخيراً بكشف المزيد من التفاصيل حول نظام SkEye. ماذا يمكنك أن تحدثنا عن هذا النظام أكثر مما هو معروف حتى الآن؟
· أهرونسون: "هذا النظام وُلد كأحد الدروس المستفادة من عمل أنظمة الرصد الإسرائيلية قبل عدة سنوات. أدركنا أننا نطلق عدداً كبيراً من الطائرات الصغيرة من دون طيار إلى الجو وعلى كل منها كاميرات تصوير تراقب وترصد في لحظة زمنية محددة مجالاً معيناً من منطقة محددة، بينما تقع أحداث مختلفة في كل المواقع والمناطق كل الوقت. النظام الذي كشفنا النقاب عنه يرصد منطقة واسعة، بمساحة نحو 800 كيلومتر مربع، كل الوقت باستمرار، ويوثق كل ما يحدث. وعندئذ، لدى توفر إشارات (استخباراتية)، يمكنك الخوض في الحيز أو في الزمن للبحث والاستكشاف، حتى لو لم يكن ثمة شخص ما يراقب المنطقة في وقت حقيقي".
· سؤال: في الحيز كله؟
· أهرونسون: "المساحة كلها، نحو 80 كيلومتر مربع، يجري تصويرها باستمرار كل الوقت، بدرجة عالية جداً من الدقة في تفاصيل الصورة. يتم تخزين المعطيات في خوادم النظام ما دام النظام في الجو، وبإمكانك فحصها ومقارنتها مع كل ما حدث. يمكن البحث في المنطقة، حتى بعد مرور أسبوعين على الحدث. إذا ما عرفتَ بأن شخصاً ما قد تلقى مكالمة هاتفية في يوم معين في بلدة معينة، فبإمكانك البدء في البحث رجوعاً إلى الوراء زمنياً. إذا ما كان حدث هناك شيء فقد تم توثيقه. لا يمكن "تفويت" شيء بعد الآن. الوضع ذاته حققناه أيضاً في المجال البري، على الأرض، بواسطة نظام GroundEye الذي يعمل وفق القاعدة المنطقية ذاتها. هو نظام مثبت على الأرض ويرصد منطقة معينة من بُرج أو عمود، كل الوقت ودون محدودية رؤية الطائرات من دون طيار، لكن بزاوية مائلة. ورغم ذلك، يوفر النظام حلاً ممتازاً لتحديات مختلفة، مثل حماية الحدود والمنشآت الحيوية. كما يبيّن النظام كل ما يجري في الحيز الحضري. ستحقق هذه المنظومات اختراقاً حاداً جداً حينما تنتفي الحاجة إلى المحللين من البشر. فالذي يشكل محدودية أو عائقاً الآن ليس النظام الأرضي وإنما المحللون من البشر: كم من الوقت يستطيعون مواصلة البحث وبأي درجة من الدقة والكفاءة؟ إننا نعكف كل الوقت على تكريس الأتمتة وسيكون في حيازتنا نظام يقوم بذلك بصورة ممتازة كل الوقت. لا حاجة إلى إنسان يجلس ويراقب الشاشات، إذ سيكون من الصعب جداً أن ينجح في مهمته مع هذا الكم الهائل من المعلومات".
· سؤال: هل في وسع هذا النظام لباعرف على أحداث مهمة في الميدان بصورة تلقائية؟
· أهرونسون: يتمتع هذا النظام بقدرات تحليلية معينة، لكننا لم نبلغ بعد درجة الأتمتة التامة".
· سؤال: هل يشمل هذا عملياً الذكاء الاصطناعي (AI)؟
· أهرونسون: "هذه هي المرحلة التالية بالتأكيد. المراحل الأولى أكثر سهولة، لكننا سنصل إلى ذلك بالتأكيد. ثمة في شركة "إلبيت" أنشطة عديدة تسير في هذا الاتجاه تحديدا، نحو التعلم الذاتي، لكن الوصول إلى درجة القدرة العملانية الكاملة سيحتاج إلى مزيد من الوقت. هذا هو مسار التطور في هذا المجال".
· سؤال: هل أثبتت المنظومات نفسها وجدواها من الناحية العملانية؟
·
أهرونسون: "تعمل المنظومات بصورة عملانية وهي تحقق نتائج طيبة جداً".
مستقبل الطائرات من دون طيار
· ترعرع أهرونسون في الجيش الإسرائيلي كضابط في تشكيلات الأسلحة الدقيقة. في حياته المدنية، قبل تعيينه مديراً عاماً لوحدة المنظومات الاستخباراتية (ISTAR)، كان مسؤولاً عن مجال الطائرات الصغيرة من دون طيار في شركة "إلبيت" (من بين منجزات هذه التشكيلات خلال العقد الأخير: تطوير مشترك للطائرة من دون طيار من طراز "ووتش كيبَر"، بالتعاون مع مجموعة "تالس" الأوروبية لصالح الجيش البريطاني، وصفقات ضخمة جداً لبيع طائرة "هرمس 900" للجيش السويسري، للجيش الإسرائيلي ولدول إضافية أخرى).
· سؤال: كيف ترتبط منظومات الطائرات من دون طيار مع التغيرات المفهومية في مجال الاستخبارات؟
· أهرونسون: "لقد اعتاد المستهلكون على واقع أن كل ما يريدون معرفته يمكنهم معرفته. ولهذا يتعين علينا مساعدتهم في نصب المنظومات المناسبة وأجهزة الاستشعار الملائمة فوق المناطق التي يريدون. إن عالم الطيران والجو ينتقل برمّته إلى منظومات الطائرات من دون طيار. لا يحتاج هذا إلى التكاليف المادية الباهظة التي يتطلبها إبقاء الطواقم البشرية في الجو لفترات زمنية طويلة، كما أنه لا ينطوي على تعريض حياة هؤلاء للخطر، فضلاً عن أن الطائرة من دون طيار قادرة على البقاء في الجو لوقت أطول بكثير. فطائرة "هرمس 900" على سبيل المثال، تستطيع البقاء في الجو لأكثر من 30 ساعة متواصلة. أعتقد بأن مجال الطيران والجو يسير في اتجاهين اثنين: الأول، إطلاق طائرة من دون طيار كبيرة الحجم إلى الجو، تكون قادرة على البقاء في الجو لفترة زمنية طويلة، مع تغطية مساحة واسعة. وفي هذا حققنا نجاحاً لافتاً مع طائرة "هرمس 900". وقد فزنا مؤخراً بمناقصة الأمم المتحدة لمساعدة القوات العاملة في مالي في أفريقيا. الاتجاه الثاني هو الطائرات من دون طيار الصغيرة تحديداً، حيث أن الأسعار أقل بكثير بينما تتيح لها التقنية المستخدَمة التحليق لفترات زمنية طويلة. صحيح أن الحمولة المخصصة عليها محدودة، لكن عند النظر إلى التوجه العام نحو تصغير الأحجام، فأنت تمتلك طائرة صغيرة بدون طيار تزن 50 - 100 كيلوغرام وقادرة على البقاء في الجو 20 ساعة متواصلة، مع حمولة مخصصة توفر أجوبة عملانية رائعة. وهذا حل ممتاز في واقع محدودية الميزانيات.
·
"يتحدث العالم عن خطوة أخرى إلى الأمام ـ العمل بواسطة مجموعة من الطائرات الصغيرة من دون طيار معاً في سرب واحد. هذا لم يحصل بعد من الناحية العملانية، لكن ما من شك في أن نجاحنا في تحقيق ذلك سيوفر بديلاً جدياً للطائرات الكبيرة من دون طيار: مجموعة من الطائرات الصغيرة من دون طيار تعمل سوية وفي الوقت نفسه، على كل ما في ذلك من أفضليات وسلبيات. بعد لحظة برأيي ستتوفر أيضا إمكانية الاتصال مع الطائرات الصغيرة من دون طيار عبر الأقمار الصناعية، مما سيتيح الطيران معها إلى ارتفاعات أعلى بكثير وإلى مسافات بعيدة جداً".
· سؤال: ماذا عن الطائرات من دون طيار لمسافات قصيرة والتي يُطلق عليها في الجيش الإسرائيلي اسم "راكب السماء"؟
· أهرونسون: "الطائرات الكهربائية من دون طيار من نوع "راكب السماء" تقوم بعمل رائع، لكننا نبني فوقها طبقة أخرى هي التي أتحدث عنها هنا ـ طائرات من دون طيار زنة الواحدة منها بين 30 و 150 كيلوغراماً، بتكلفة منخفضة للصيانة، ويمكن تشغيلها بالدفع الكهربائي أو بالدفع الهجين، مع اتصال ومدى أكبر للعمل الآن. هذا حل جيد لجزء كبير من المستهلكين. يتحدث بعض زملائي بمصطلحات ثنائية الطبقة العليا والطبقة الدنيا بينما أعتقد أنا بأننا سننشئ طبقة وسطى. أصبحت لدينا الآن مشاريع مع سلاح البر قوامها طائرات من دون طيار يستخدمها قادة الألوية. إنها منظومات يتم تزويد سلاح البر بها، وهي تؤدي مهمات كبيرة. وزن الطائرة الواحدة من هذا النوع يصل إلى نحو 40 كيلوغراماً وهي تعمل بالدفع الكهربائي. إنها المنظومة التي نطلق عليها اسم "سكاي لارك 3" ويبلغ مداها 40 – 50 كيلومتراً ويمكنها التحليق في الجو مدة خمس ساعات، مع قدرة على حمل ما يصل إلى 10 كيلوغرامات. وهي تندمج جيداً في أساليب الحرب البرية في الجيش الإسرائيلي".
· سؤال: ماذا عن طبقة أعلى بكثير يمكن أن تصل إلى الغلاف الجوي، حيث تعمل "أل - لوب" بأجهزة استشعار فضائية؟
· أهرونسون: "ستكون ثمة تطورات مهمة في هذا المجال أيضاً. لقد قلت في أحد المؤتمرات الأخيرة التي عقدتها مجلة "Israel Defense"، إن الخطر التجاري على المنظومات الاستخباراتية في الجو يأتي من الفضاء وما زلت أومن بهذا. سيشهد مجال جمع المعلومات الاستخباراتية أو النشاط من الفضاء اتساعاً ملحوظاً. ستنخفض الأسعار وستصبح هذه المنظومات أكثر سهولة. صحيح أن الوسط الفضائي مليء بالتعقيدات ـ لا يمكنك تفادي الأعطال والإخفاقات ـ لكن ثمة في المقابل ميزات كثيرة. هنالك جوانب كثيرة في غاية السهولة هناك".
· سؤال: ماذا عن طائرات من دون طيار خارج الغلاف الجوي، على غرار "غلوبال هوك" الأميركية؟
· أهرونسون: "نحن نعمل الآن على منظومات في الفضاءات العادية في مدار 30 - 40 ألف قدم. في المقابل لدينا نشاط في مجال الفضاء أيضا، بالتعاون مع وزارة الدفاع والصناعات الحربية".
· سؤال: من حيث الفرص الكبيرة، كيف تحلل وضع السوق؟
· أهرونسون: "بعد سنوات من التوسع والازدياد الكبيرين في أميركا الجنوبية، نلاحظ تراجعاً وهبوطاً واضحين. لكن في المقابل لدينا نجاحات باهرة في أوروبا. ومنطقة آسيا الشرقية شكلت بالنسبة لنا سوقاً مركزية كل الوقت. وثمة نشاط واسع جداً هناك. وفي أفريقيا، كما كان الوضع دائماً، تظهر فرص جديدة باستمرار. كانت هناك سنوات جيدة وأخرى أقل نجاحاً. كذلك تشكل الولايات المتحدة سوقاً مهمة، لكن التركيز هو على أوروبا وآسيا".
· سؤال: هذا مثير، إذ كانت أوروبا تعتبر حتى قبل خمس سنوات قارة ميتة بالنسبة للتجارة الأمنية الإسرائيلية؟
· أهرونسون: "صحيح. ويبدو أن الزيادة في مبيعاتنا إلى هناك تنبع من عدة عوامل بينها: التزام الدول الأخرى بزيادة ميزانياتها لأغراض الأمن، التوتر السائد مع الروس في عدد من المناطق، إلى جانب قضية الهجرة واللاجئين والإرهاب الذي تمارسه جهات إسلامية متطرفة. وبالإضافة إلى ذلك حين انسحبت الجيوش الغربية من أفغانستان، عادت للاهتمام بأساطيل المركبات القتالية المدرعة والسفن، ولهذا إسقاطات مهمة أيضاً. تشهد أوروبا صعوداً ملحوظاً، ولدينا نجاحات في الولايات المتحدة أيضاً، لكن السوق المركزية اليوم هي في أوروبا وآسيا".
· سؤال: كلمة أخيرة عن نظام "ميوزيك" (MUSIC) من إنتاج "إلبيت" لحماية الطائرات بواسطة تقنية إشعاع الليزر من نوع DIRCAM. هل تلبي المبيعات من هذا النظام التوقعات؟
· أهرونسون: "كانت التوقعات من نظام DIRCAM كبيرة جداً، وقد حققنا إنجازاً كبيراً بالفعل. إنه جزء من عائلة أنظمة للطائرات الكبيرة والصغيرة وللمروحيات. لقد بدأ العالم يدرك قدراتنا بصورة جيدة، ونحن نتمتع بالصدارة العالمية في هذا المجال. استثمرنا جهودا وفيرة جدا وتجارب لا نهائية في تطوير هذا النظام واستغرقت عملية المصادقة وقتا طويلاً. لكن في نهاية المطاف، ثمة طائرات مزودة به تهبط في "مطار جون كندي"، في مطار هيثرو وفي جميع أنحاء العالم. وسوية مع الصيغة الجديدة لحماية الطائرات العسكرية وطائرات الزعماء يشكل هذا النظام محركاً جيداً للنمو وسنواصل تطويره".