هآرتس"، 25/2/2022
يانيف كوفوفيتس - محلل سياسي
تتابع المؤسسة الأمنية، بقلق، القتال الدائر بين روسيا وأوكرانيا، وتحاول تقدير تداعيات الأحداث على المنطقة. القيادة العسكرية كلها، وأيضاً المستوى السياسي، حاولوا عدم التطرق إلى ما يجري في أوكرانيا، مدركين أن كل كلمة يمكن أن تُفسَّر بصورة خاطئة، وقد تؤثر في العلاقات الحساسة بين إسرائيل وروسيا في الساحة الشمالية، وفي الأساس سورية.
قبل 3 أعوام، درست الاستخبارات العسكرية التحولات التي يمر بها بوتين وعملت على محاولة فهم الاتجاه الذي يتوجه نحوه وتحليل تأثيرات ذلك في استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية في مواجهة إيران وحزب الله و"حماس".
في نهاية سنة 2018، وضمن إطار تقدير للوضع في الساحة الشمالية، جرى تحليل السلوك الروسي الذي يمكن أن يتجلى في الأعوام المقبلة، وذلك خلال نقاش مغلق، بمشاركة عناصر من الاستخبارات الإسرائيلية. في تلك الجلسة، عرض مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات تقديراً يقول إن بوتين يُظهر تطلعاً إمبريالياً، ويبني لنفسه صورة زعيم الشعب كبعض الزعماء الروس في ماضٍ ليس بعيداً...
في المؤسسة الأمنية يقولون إنه من الناحية الاقتصادية، روسيا ليست لاعباً مهماً في مواجهة دول كبرى، مثل الصين والولايات المتحدة ودول أوروبية متعددة، لكن في تقدير عناصر الاستخبارات، فإنها لا تزال تملك نفوذاً كبيراً، في الأساس بسبب الطريقة التي تعمل فيها لتحقيق أهدافها. ومؤخراً، قال مصدر أمني: "الروس يستخدمون قوتهم بصورة فعالة وذكية. وتسعى روسيا، تقليدياً، للتسبب باحتكاك عسكري. بهذه الطريقة تُحدث اضطراباً في الحياة في مناطق متعددة، وتدرس تداعيات الفوضى التي أحدثتها، ثم تعمل على تحقيق أهدافها".
عندما أسقط الدفاع الجوي السوري الطائرة الروسية، حمّل الروس إسرائيل المسؤولية، على الرغم من معرفتهم أن إسرائيل ليست هي التي اعترضت الطائرة. ويعتقدون في المؤسسة الأمنية أن الهدف من ذلك كان اختبار إسرائيل في وضع ضاغط والتقدير إلى أي حد هي خاضعة لسيطرة بوتين عند وقوع حوادث خطِرة.
وتدرك المؤسسة الأمنية أن روسيا من الناحية العسكرية قادرة على إخضاع أوكرانيا بسرعة. انطلاقاً من هذه النظرة، الصورة كانت واضحة حتى قبل أن تطلَق الطلقة الأولى. لكن من الناحية الاقتصادية، يمكن أن يخرج بوتين مصاباً بكدمات وذليلاً في مواجهة الغرب والولايات المتحدة بعد أن تُفرض عليه عقوبات اقتصادية قاسية. وفي تقدير أمني رفيع المستوى، في حال جرى ذلك، ستزداد المخاوف من أن يغيّر بوتين سلوكه إزاء إسرائيل في سورية وفي دول أُخرى أكثر بعداً حيث تعمل إسرائيل، بحسب تقارير أجنبية، على إحباط محاولات تمركُز إيران العسكري.
في تقدير المؤسسة الأمنية، يمكن أن يفرض بوتين قيوداً على العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في الشرق الأوسط، وخصوصاً في الأراضي السورية، بهدف ترميم موقعه، ويمكنه أن يجعل الأمور أكثر تشدداً ضمن إطار آلية التنسيق التي أقيمت بين ضباط إسرائيليين وبين روسيا. وهناك تخوف من أن يؤدي مثل هذا السيناريو إلى انتقال سلاح أكثر تقدماً إلى سورية، وإلى دول أُخرى في المنطقة، لأن بوتين سيكون بحاجة إلى مداخيل من صفقات سلاح كبيرة، ويريد أن يخلق توازن رعب في مواجهة القوات العسكرية الغربية الموجودة في المنطقة.
هناك تخوف آخر في حال بدأت قوات حلف الناتو وقوات عسكرية بالتحرك في اتجاه البحر المتوسط، أو نحو دول المنطقة، من أن بوتين سيستخدم أجهزة GPS متطورة والحرب الإلكترونية وهجمات سيبرانية، بهدف عرقلة تقدّمهم. مثل هذه الخطوة يمكن أن يقيد حرية عمل الجيش الإسرائيلي ويشوش عمل منظومات تكنولوجية عسكرية ومدنية في إسرائيل.
بالاستناد إلى تقارير أجنبية، يقوم الجيش الإسرائيلي بهجمات كثيرة على أهداف في منطقة هضبة الجولان لإحباط محاولات حزب الله إقامة قوة عسكرية مهمة على الحدود في مواجهة إسرائيل. والآن، تتخوف المؤسسة العسكرية من أن تدفع الإدانة الإسرائيلية للهجوم على أوكرانيا بوتين إلى تغيير توجهه فيما يتعلق بهجمات الجيش الإسرائيلي على هضبة الجولان. بحسب تقديرات مسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية، حتى إذا لم يحدث تغيّر في السياسة الروسية في هضبة الجولان، فإن هذا الوضع يمكن أن يتغير خلال وقت قصير.
قبل 3 أعوام، درست الاستخبارات العسكرية التحولات التي يمر بها بوتين وعملت على محاولة فهم الاتجاه الذي يتوجه نحوه وتحليل تأثيرات ذلك في استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية في مواجهة إيران وحزب الله و"حماس".
في نهاية سنة 2018، وضمن إطار تقدير للوضع في الساحة الشمالية، جرى تحليل السلوك الروسي الذي يمكن أن يتجلى في الأعوام المقبلة، وذلك خلال نقاش مغلق، بمشاركة عناصر من الاستخبارات الإسرائيلية. في تلك الجلسة، عرض مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات تقديراً يقول إن بوتين يُظهر تطلعاً إمبريالياً، ويبني لنفسه صورة زعيم الشعب كبعض الزعماء الروس في ماضٍ ليس بعيداً...
في المؤسسة الأمنية يقولون إنه من الناحية الاقتصادية، روسيا ليست لاعباً مهماً في مواجهة دول كبرى، مثل الصين والولايات المتحدة ودول أوروبية متعددة، لكن في تقدير عناصر الاستخبارات، فإنها لا تزال تملك نفوذاً كبيراً، في الأساس بسبب الطريقة التي تعمل فيها لتحقيق أهدافها. ومؤخراً، قال مصدر أمني: "الروس يستخدمون قوتهم بصورة فعالة وذكية. وتسعى روسيا، تقليدياً، للتسبب باحتكاك عسكري. بهذه الطريقة تُحدث اضطراباً في الحياة في مناطق متعددة، وتدرس تداعيات الفوضى التي أحدثتها، ثم تعمل على تحقيق أهدافها".
عندما أسقط الدفاع الجوي السوري الطائرة الروسية، حمّل الروس إسرائيل المسؤولية، على الرغم من معرفتهم أن إسرائيل ليست هي التي اعترضت الطائرة. ويعتقدون في المؤسسة الأمنية أن الهدف من ذلك كان اختبار إسرائيل في وضع ضاغط والتقدير إلى أي حد هي خاضعة لسيطرة بوتين عند وقوع حوادث خطِرة.
وتدرك المؤسسة الأمنية أن روسيا من الناحية العسكرية قادرة على إخضاع أوكرانيا بسرعة. انطلاقاً من هذه النظرة، الصورة كانت واضحة حتى قبل أن تطلَق الطلقة الأولى. لكن من الناحية الاقتصادية، يمكن أن يخرج بوتين مصاباً بكدمات وذليلاً في مواجهة الغرب والولايات المتحدة بعد أن تُفرض عليه عقوبات اقتصادية قاسية. وفي تقدير أمني رفيع المستوى، في حال جرى ذلك، ستزداد المخاوف من أن يغيّر بوتين سلوكه إزاء إسرائيل في سورية وفي دول أُخرى أكثر بعداً حيث تعمل إسرائيل، بحسب تقارير أجنبية، على إحباط محاولات تمركُز إيران العسكري.
في تقدير المؤسسة الأمنية، يمكن أن يفرض بوتين قيوداً على العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في الشرق الأوسط، وخصوصاً في الأراضي السورية، بهدف ترميم موقعه، ويمكنه أن يجعل الأمور أكثر تشدداً ضمن إطار آلية التنسيق التي أقيمت بين ضباط إسرائيليين وبين روسيا. وهناك تخوف من أن يؤدي مثل هذا السيناريو إلى انتقال سلاح أكثر تقدماً إلى سورية، وإلى دول أُخرى في المنطقة، لأن بوتين سيكون بحاجة إلى مداخيل من صفقات سلاح كبيرة، ويريد أن يخلق توازن رعب في مواجهة القوات العسكرية الغربية الموجودة في المنطقة.
هناك تخوف آخر في حال بدأت قوات حلف الناتو وقوات عسكرية بالتحرك في اتجاه البحر المتوسط، أو نحو دول المنطقة، من أن بوتين سيستخدم أجهزة GPS متطورة والحرب الإلكترونية وهجمات سيبرانية، بهدف عرقلة تقدّمهم. مثل هذه الخطوة يمكن أن يقيد حرية عمل الجيش الإسرائيلي ويشوش عمل منظومات تكنولوجية عسكرية ومدنية في إسرائيل.
بالاستناد إلى تقارير أجنبية، يقوم الجيش الإسرائيلي بهجمات كثيرة على أهداف في منطقة هضبة الجولان لإحباط محاولات حزب الله إقامة قوة عسكرية مهمة على الحدود في مواجهة إسرائيل. والآن، تتخوف المؤسسة العسكرية من أن تدفع الإدانة الإسرائيلية للهجوم على أوكرانيا بوتين إلى تغيير توجهه فيما يتعلق بهجمات الجيش الإسرائيلي على هضبة الجولان. بحسب تقديرات مسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية، حتى إذا لم يحدث تغيّر في السياسة الروسية في هضبة الجولان، فإن هذا الوضع يمكن أن يتغير خلال وقت قصير.